مصطلح النبوة

: اللجنة العلمية

النبوة لغة:

النبأ محركة: الخبر، أنبأه اياه به: أخبره... والنبيء: المخبر عن الله تعالى... ج: أنبياء... والاسم النبوءة...ونبأ كمنع نبأً ونبواً: ارتفع، وعليهم: طلع، ومن أرض إلى أرض: خرج...(1).

قال السيد الطباطبائي: (والنبي على وزن فعيل مأخوذ من النبأ، سمي به النبي؛ لأنّه عنده نبأ الغيب، بوحي من الله، وقيل: هو مأخوذ من النبوة بمعنى الرفعة سمي به لرفعة قدره)(2).

والنبوة في اللغة يراد بها: الرفعة وعلو المنزلة(3).

النبوة في الاصطلاح: 

النبوة: منزلة خاصة فُضّل النبي بها بما آتاه الله تعالى من العلم وقرب المنزلة من الله تعالى، وعليه فإن النبي من أوتي تلك المنزلة(4).

وقد عرّفه أهل الكلام، بأنّه الإنسان المخبر عن الله تعالى بغير واسطة أحد من البشر. قال في شرح الباب الحادي عشر: (فبقيد الإنسان يخرج الملك، وبقيد المخبر عن الله يخرج المخبر عن غيره، وبقيد عدم واسطة بشر يخرج الإمام والعالم فإنهما مخبران عن الله تعالى بواسطة النبي)(5).

النبي:

إنّ النبي مصطلح يراد به: إنسان ذو منزلة رفيعة عند الله تعالى، يوحى إليه، لهداية الناس وإرشادهم إلى الطريق الصحيح.

يقول الشيخ محمد رضا المظفر: (النبوة وظيفة إلهية وسفارة ربانية يجعلها الله تعالى لمن ينتجبه ويختاره من عباده الصالحين وأوليائه الكاملين في انسانيتهم)(6).

الرسول:

الرسول هو حامل الرسالة، وهو وسيلة هداية الرب للناس، وله شرف الوساطة بين الرب والمربوبين من البشر، ومرسل برسالة خاصة إليهم، ويختاره الله ممن أُرسل إليهم ومن أهل لغتهم(7).

الفرق بين الرسول والنبي:

(نبي) من مادة (نبأ) بمعنى (الرسالة) أو (الرسالة المهمة)، وإنما يطلق (النبي) على الأنبياء الإلهيين؛ نظراً لإيصالهم رسالة الله تعالى إلى الخلق، وقيل أحياناً إنّ هذه المفردة مأخوذة من مادة (نَبْوَة) (على وزن حمزة) بمعنى الرفعة والسمو، وإطلاق هذه المفردة على الأنبياء إنّما هو لعلو مقامهم ومرتبتهم.

(رسول) هي في الأصل من مادة (رِسْل) (على وزن فِعْل) التي أصلها الحركة بتؤدة وسكينة على حد قول الراغب في المفردات، وحيث إنّ المبعوثين من قبل الله مأمورين بمعاملة الناس بهدوء وسكينة فقد أُطلقت لفظة (رسول) عليهم، لكن لكلمة (الرسول) معنى واسعاً شاملاً لكل من الملائكة وكذلك الأنبياء الإلهيين، وقد استعمل كلا المعنيين في القرآن بشكل مكثّف.

إنّ استعمال كل من لفظتي (نبي) و(رسول) ومشتقاتها كثير جداً في القرآن، وحول الفرق بينهما أي: من الذي يسمى نبياً ومن يسمى رسولاً؟ فالحديث طويل.

جاء في روايات متعددة منقولة عن أهل البيت (عليهم السلام) أنّهم قالوا في معرض الإجابة عن السؤال عن الفرق بينهما: ((النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك))(8).

كما يعتقد البعض أنّ (النبي) هو الذي يستلم الوحي، سواء كان مكلفاً بإبلاغه أم لا، لكن لو سألوه فسيجيب حتماً، أمّا الرسول فهو صاحب شريعة، ومأمور بإبلاغها دون انتظار للسؤال أو الطلب.

وبعبارة أخرى فـ(النبي) هو كالطبيب الماهر الذي يقابل المرضى في عيادته، فهو لا يذهب وراء المرضى، أمّا لو راجعه أحدهم فلن يقصّر في علاجه، أمّا الرسول فهو كالطبيب السيار الذي يطوي المدن والقرى والجبال والسهول والصحاري، ويتوجه إلى كل مكان ليتعرف على المرضى ويشرع في علاجهم، إذ هو في الحقيقة عين نابعة يسعى وراء العطاشى، وليس كمخزن الماء الذي يبحث عنه الظمآن.

الجمع بين هذا المعنى والذي سبقه هو في غاية السهولة، إذ كلما كانت المسؤولية أكبر كلما كان استلام الوحي أوضح ـ وبعبارة أخرى فهناك تناسب طردي بين حجم المسؤولية وبين وضوح استلام الوحي ـ فالنبي يرى في المنام فقط أو يسمع صوت الملك، أمّا الرسول فيعاين الملك في اليقظة أيضاً.

كما اعتبر البعض الرسل أصحاب شريعة جديدة، أمّا الأنبياء فليس من الضروري أن تكون لهم شريعة.

إنّ التأمل في آيات القرآن الكريم يبين أنّ مقامي (النبوة) و(الرسالة) قد جمعا في كثير من الموارد في شخص واحد، مثل نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) الذي أُعطي له كل من عنواني النبي وكذلك الرسول في الآيات القرآنية. وكذلك الكثير من الأنبياء الإلهيين الآخرين كانوا يتمتعون بمقامي النبوة والرسالة(9).

أصناف الأنبياء:

قال الإمام الصادق (عليه السلام): ((الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات: فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيره، ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة، ولم يبعث إلى أحدٍ وعليه إمام مثل ما كان إبراهيم على لوط (عليهما السلام)، ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك، وقد أرسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كيونس قال الله ليونس ((وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون)) ـ قال: يزيدون: ثلاثين ألفاً ـ وعليه إمام، والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو إمام مثل أولي العزم...))(10).

حقيقة النبوة:

النبي شخصٌ من البشر ومن الناس أنفسهم، يجتبيه الله تعالى على سائر بني نوعه، ويختصه بعنايته وهدايته: فيوحي إليه، أو يحدثه من وراء حجاب، أو يرسل إليه ملكاً يكلمه. وهذه هي الطرق الثلاثة التي يحصل بها اتصال النبي بالله تعالى، ويتلقى النبي عبرها المعارف الحقة التي فيها السعادة وفي خلافها الشقاوة والضلالة، وإليها يشير الذكر الحكيم بقوله: ((وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌ قدير)).

ثم يأمره سبحانه وتعالى بهداية سائر الناس وإبلاغهم ما أوحي إليه وجاءه من الغيب، لتتم حجة الله على الناس، وتنفتح أمامهم سبل الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.

ومن هنا جاء لفظ النبي، فإنّه من الأنباء بمعنى الإخبار، والنبي مُخبر عن الله تعالى بما فيه صلاح الدنيا والآخرة(11).

يقول الشيخ محمد رضا المظفر: (نعتقد أنّ النبوة وظيفة إلهية وسفارة ربانية يجعلها الله تعالى لمن ينتجبه ويختاره من عباده الصالحين وأوليائه الكاملين في انسانيتهم. فيرسلهم إلى سائر الناس لغاية ارشادهم إلى ما فيه منافعهم ومصالحهم في الدنيا والآخرة ولغرض تنزيههم وتزكيتهم من درن مساوئ الأخلاق ومفاسد العادات وتعليمهم الحكمة والمعرفة، وبيان طرق السعادة والخير لتبليغ الإنسانية كمالها اللائق بها، فترتفع إلى درجاتها الرفيعة في الدارين، دار الدنيا ودار الآخرة. ونعتقد أنّ قاعدة اللطف توجب أن يبعث الخالق اللطيف بعباده رسله لهداية البشر وأداء الرسالة الاصلاحية وليكونوا سفراء الله وخلفاءه. كما نعتقد أنّه تعالى لم يجعل للناس حق تعيين النبي أو ترشيحه أو انتخابه وليس لهم الخيرة في ذلك، بل أمر كل ذلك بيده تعالى؛ لأنّه (أعلم حيث يجعل رسالته)، وليس لهم أن يتحكّموا فيمن يرسله هادياً ومبشراً ونذيراً، ولا أن يتحكّموا فيما جاء به من أحكام وسنن وشريعة)(12).

فلسفة النبوة:

1ـ التكامل.

2ـ إنقاذ الإنسان من ولاية الطواغيت.

3ـ تزكية الأخلاق.

4ـ قيام الناس بالقسط.

5ـ رفع الاختلاف.

6ـ إتمام الحجة.

النبوة لطف:

يقول الشيخ محمد رضا المظفر: (... إنّما كان اللطف من الله تعالى واجباً؛ فلأنّ اللطف بالعباد من كماله المطلق، وهو اللطيف بعباده والجواد الكريم، فإذا كان المحل قابلاً ومستعداً لفيض الوجود واللطف، فإنّه تعالى لا بدّ أن يفيض لطفه، إذ لا بخل في ساحة رحمته، ولا نقص في وجوده وكرمه.

وليس معنى الوجوب هنا أنّ أحداً يأمر بذلك فيجب عليه أن يطيع ـ تعالى عن ذلك ـ، بل معنى الوجوب في ذلك هو كمعنى الوجوب في قولك: إنه واجب الوجود أي: اللزوم واستحالة الانفكاك)(13).

نعم، لقد احتلت النبوة في العقيدة الإسلامية مكانة متميزة، وتعتبر الأصل الثالث من أُصول الدين عند الشيعة الإمامية، فهي:( سفارة بين الله وبين ذوي العقول من عباده، لتدبير حياتهم في أمر معاشهم ومعادهم، والنبي هو الإنسان المخبر عن الله تعالى بإحدى الطرق المعروفة)(14)، والمخلوق العاقل بحاجة إلى واسطة بينه وبين الله عز وجل لتأدية التكاليف الواجبة بحقه تعالى، فلا بد في أول التكليف وابتدائه في العلم من رسول، كما واأنّ العقل غير منفك عن سمع ينبه العاقل على كيفية الاستدلال،  فلا عقل كاملاً بلا شرع ، ولا شرع كاملاً بلا عقل(15)، وقد اتفقت الإمامية على ذلك، وأجمعت المعتزلة والخوارج والزيدية خلافه، وزعموا أنّ العقول تعمل بمجردها من السمع والتوقيف(16). 

لقد ذهبت الإماميّة إلى أنّ قاعدة اللطف توجب أن يبعث الله تعالى اللطيف بعباده رسله ، لهداية البشر واداء الرسالة ، وليكونوا سفراء الله وخلفاءه في أرضه(17)، وهم بذلك يتفقون مع المعتزلة الذين اعتبروا النبوة لطفاً حين بعث الله الانبياء، واحتجوا بأنّ التكاليف السمعية ألطاف في التكاليف العقلية، وبما أنّ اللطف واجب فالتكليف السمعي واجب(18)، ولا تمكن معرفته إلا من جهة النبي، فيكون وجود النبي واجباً؛ لأنّ مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب(19)، في حين خالفت الاشاعرة الذين قالوا بأنّ انبعاث الرسل من القضايا الجائزة لا الواجبة ولا المستحيلة(20)

كما وذهبت الإمامية كافة إلى أنّ الأنبياء معصومون عن الصغائر والكبائر، ومنزهون عن المعاصي، وعن كل رذيلة ومنقصة، وما يدل على الخسة والضعة(21)، ودليلهم على ذلك أنّه لو عهد منه خطيئة لتنفّرت العقول من متابعته فتبطل بذلك فائدة البعثة(22)، فلو جاز أن يفعل النبي المعصية، أو يخطا وينسى، وصدر منه شيء من هذا القبيل, فإمّا أن يجب اتباعه في فعله الصادر منه عصياناً أو خطأً، وبهذا يكون فعل المعاصي جائزاً برخصة من الله تعالى، وهو باطل بضرورة الدين والعقل، وإن لم يجب اتباعه، فذلك ينافي النبوة التي لابد أن تقترن بوجوب الطاعة ابداً(23).

 وليس معنى العصمة أن يجبر الله تعالى الانبياء والمرسلين على ترك المعصية؛ لانّ هذا منافياً للتكليف، وإكراهاً في الدين، بل بقوة العقل، والألطاف الإلهية يكون قادرا على ترك المعصية باختياره، ومن هنا قالوا بأنّ: (العصمة عبارة عن قوّة العقل من حيث لا يغلب مع كونه قادراً على المعاصي كلّها، وليس معنى العصمة أنّ الله يجبره على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافاً يترك معها المعصية باختياره مع قدرته عليها)(24).

وليس كل الخلق يعلم الله تعالى منه هذا الحال، بل هم الصفوة المختارة منه جل وعلا، قال الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى))(25)، وقال سبحانه: ((وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ))(26)، وقال سبحانه: ((وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ))(27).

فانتخاب الله تعالى للأنبياء يقتضي بالدليل العقليّ عصمتهم من الذنوب؛ لأنّ صدور المعصية منهم يسقطهم عن كونهم قدوة للآخرين، باعتبار أنّ معصيتهم تشكك الناس بصدقهم، وتتزلزل عقيدتهم بهم. 

ولم تقف الإمامية إلى هذا الحد، بل ذهبوا إلى أنّ الأنبياء (عليهم السلام) معصومون عن الذنوب، كبيرها وصغيرها، قبل النبوة وبعدها(28). 

وخالفت الأشاعرة في ذلك، وجوزوا عليهم المعاصي والكفر قبل النبوة، أمّا بعدها فلا يجوز عليهم الكفر ولا تعمد الكذب، وتجوز الصغائر عمداً وسهواً، والكبائر سهواً لا عمداً(29).

ومنعت المعتزلة من وقوع الكبائر والصغائر المستخفة من الانبياء (عليهم‌ السلام) قبل النبوة وفي حالها، وجوّزت في الحالين وقوع مالا يستخف من الصغائر(30).

ومما تجدر الإشارة إليه أن النبوة لا تثبت إلا بعدة طرق، ومنها: الإتيان بمعجزة، وذلك لأنّ المعجزة أمر خارق للعادة، تظهر من مدعي النبوة بإرادة الله تعالى، وتكون دليلاً على صدق دعواه، وهذا الامر الخارق للعادة لا يمكن أن يكون في متناول أيدي الضالين والعابثين، إنّما يختصها الله بعباده المصطفين والمنتجبين.

وقد شهد القرآن الكريم بمعاجز الانبياء والاوصياء (عليهم السلام)، فلكل نبي معجزة تصدّقه وتظهر صدق نبوته وإرساله للناس من الله تعالى، فتعددت معجزات موسى (عليه السلام).

منها: اليد البيضاء وتحويل العصا، قال تعالى: (﴿قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ* وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴾)(31)، ومعجزات عيسى (عليه السلام) كإحياء الموتى و إبراء الأكمه و الأبرص، قال سبحانه: (﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾)(32)، وأمّا معجزة نبينا الخالدة والشاهدة على صدق نبوته (صلى الله عليه وآله) أبد الدهر هي: القرآن الكريم الذي عجز الجميع عن أن يأتوا بسورة من مثله، وهذا ما يؤكد قوله تعالى: (﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾)(33)، فلو لم يكن القرآن الكريم معجزة إلهية لوجدت اليوم المئات من السور التي تعارضه، ولكن جعله الله تعالى معجزة خالدة تشهد بصدق على نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) على مدى السنين.

وقد اعتنى العلامة الحلي في تفسيره إيضاح مخالفة السنة بمسألة عصمة الانبياء وإثبات المعجزة لهم، وتنزيههم من الوقوع في الخطأ والنسيان وارتكاب المعاصي والذنوب، وردّ كل ما يمس عصمتهم وفق الاستدلال العقلي، ففي تفسيره قوله تعالى : ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))(34).

قال العلامة الحلي: (إنما يُعلم كون النبي مبعوثاً من عند الله تعالى صادقاً لو أظهر الله تعالى المعجزة على يده لأجل التصديق، وكان كل من صدّقه الله تعالى صادقاً)(35).

وقد خالفت السنة في المقدمتين، فذهبت المعتزلة إلى أنه تعالى يفعل لغرض ولا يفعل شيئاً لغير فائدة، وذهبت الأشاعرة إلى أنّ افعاله تعالى يستحيل تعليلها بالأغراض والمقاصد(36). ثم بيّن العلامة الحلي بأنّ هذا لا يصح عندنا؛ لأنّ الله تعالى لا يفعل لغرض، فلا يصح القول بأنّه تعالى خلق المعجزة لأجل كذا، وبهذا تبطل المقدمة الاولى عندهم، وكل القبائح من أنواع الإضلال وغيره صادراً من الله تعالى عندهم، فبطلت المقدمة الثانية عندهم، فامتنع إقامة البرهان على نبوة أحد من الأنبياء عندهم(37).

لزوم بعثة الأنبياء:

اتفق المسلمون وأكثر الملل على ضرورة بعثة الأنبياء إلى الناس، بمعنى أنّ حكمة الخالق سبحانه تقتضي إرسال الرسل لهداية البشر وإرشادهم إلى مسالك السعادة، وتجنيبهم مهاوي الضلالة والشقاوة. 

ولم يخالف في ذلك سوى البراهمة والأشاعرة، وهنا توضيح ذلك بنقطتين هما:

1ـ البراهمة: فإنّهم أنكروا حُسن البعثة فضلاً عن ضرورتها، لأدلة واهية قالوا بها.

2ـ الأشاعرة: فإنّهم ـ تبعاً لإنكارهم الحسن والقبح العقليين ـ أنكروا لزوم البعثة على الله، وجوزوا أن يترك الخلق بلا رسل وبلا تكليف. ولكنّهم مع ذلك لم يستطيعوا إنكار حُسن البعثة.

أهداف وفلسفة بعثة الأنبياء:

1ـ التربية والتعليم.

2ـ إقامة القسط والعدل.

3ـ تحرير الناس من مظاهر العبودية المصطنعة.

4ـ النجاة من الظلمات.

5ـ البشرى والإنذار.

6ـ إتمام الحجة.

7ـ رفع الاختلاف.

8ـ التذكير.

9ـ الدعوة إلى الحياة الإنسانية الطيبة.

10ـ إرشادهم إلى الطريق الإلهي الصحيح.

الغاية من إرسال الرسل في التصور العقلي:

1ـ عجز الإنسان عن التقنين الدقيق.

2ـ التنسيق بين التكوين والتشريع.

3ـ التربية العلمية والمعرفية الصحيحة.

الخصائص العامة للأنبياء:

1ـ صدق الحديث.

2ـ الالتزام بالعهود والمواثيق.

3ـ الأمانة.

4ـ الشفقة.

5ـ الإيثار الكامل.

6ـ البر والإحسان.

7ـ عدم الخشية إلا من الله تعالى.

8ـ التوكل المطلق على الله تعالى.

9ـ الاخلاص المنقطع النظير.

10ـ اللين والمحبة وحسن الخلق.

11ـ الفوز في المحن الشاقة والامتحانات الصعبة.

12ـ الصبر العالي.

13ـ الهمة العالية.

14ـ الانقياد المطلق لله تعالى.

صفات النبي:

يشترط في الأنبياء الاتصاف بجملة من الصفات هي:

1ـ العصمة:

فالعصمة في اللغة: المنع، والاعتصام هو الإمتناع.

وفي مصطلح المتكلمين فإن العصمة: قوة راسخة في النفس (ملكة)، يمتنع بها الإنسان عن اقتراف المعاصي وارتكاب الأخطاء.

والأنبياء معصومون عن ارتكاب الذنوب عمداً وسهواً، قبل البعثة وبعدها، كما هم معصومون عن الخطأ في تبليغ رسالاتهم وبيان ما نزل به الوحي عليهم. والدليل على لزوم عصمة الأنبياء هو أنّ الأنبياء إنّما أرسلوا إلى الناس ليعلّموهم شرائع السماء وتعاليمها التي فيها الهداية إلى صراط الحق وسبيل السعادة. ولا بدّ من عصمة الأنبياء في تلقي الوحي وإبلاغه، ولزوم عصمة الأنبياء عن المعاصي.

قال الشيخ محمد رضا المظفر: (ونعتقد أنّ الأنبياء معصومون قاطبة، وكذلك الأئمة ـ عليهم جميعاً التحيات الزاكيات ـ وخالفنا في ذلك بعض المسلمين فلم يوجبوا العصمة في الأنبياء فضلاً عن الأئمة)(38).

2ـ التنزه عن المنفرات:

يجب اتصاف الأنبياء بكل ما يوجب نجاحهم في غايتهم، والتي هي هداية الناس، ومن ذلك تنزههم عن جميع ما يُنفر الناس عنهم، والتحلي بكل ما يوجب انجذابهم إليهم، سواء فيما يرجع إلى أنسابهم، أم أبدانهم، أم عقولهم، أم أخلاقهم، أم سيرهم، واشتراط هذه الصفات في الأنبياء من جهة أنّ وجودها فيهم وتحلّيهم بها، يهيئ أرضية انقياد الناس إليهم، وبالتالي ضمان نجاحهم في دعوتهم وتحقيق الغاية من بعثتهم. ووجود خلافها فيهم يكون مناقضاً لتلك الغاية ومعطلاً لدعوة الرسول.

3ـ الكمال:

يجب أن يكون متصفاً بأكمل الصفات الخلقية والعقلية وأفضلها، من نحو الشجاعة والسياسة والتدبير والصبر والفطنة والذكاء حتى لا يدانيه بشر سواه فيها(39).

4ـ الطهارة:

طاهر المولد أميناً صادقاً منزهاً عن الرذائل قبل بعثته أيضاً، لكي تطمئن إليه القلوب وتركن إليه النفوس، بل لكي يستحق هذا المقام الإلهي العظيم(40). وطاهر القلب، مؤمناً، كامل الدين، حسن الخلق، صابراً، رحيماً، أعلم الناس، واقواهم جسداً، واكثرهم هيبة.

عصمة أنبياء الله تعالى:

إنّ للعصمة مراتب أو ابعاداً وهي:

1ـ العصمة في تلقي الوحي وإبلاغه:

2ـ العصمة في العمل بالشريعة الإلهية:

3ـ العصمة عن الخطأ في تطبيق الشريعة:

4ـ العصمة عن الخطأ في تشخيص مصالح الأمور ومفاسدها:

5ـ العصمة عن الخطأ في الأمور العادية:

كما ويقول السيد محمد حسين الطباطبائي: (إنّ العصمة على ثلاثة أقسام: العصمة عن الخطأ في تلقي الوحي، والعصمة عن الخطأ في التبليغ والرسالة، والعصمة عن المعصية وهي ما في هتك حرمة العبودية ومخالفة مولوية، ويرجع بالآخرة إلى قول أو فعل ينافي العبودية منافاة ما، ونعني بالعصمة وجود أمر في الإنسان المعصوم يصونه عن الوقوع فيما لا يجوز من الخطأ أو المعصية)(41).

مصادر علم الأنبياء:

لا بدّ من معرفة مصادر علم الأنبياء، أو التعرف على حقيقة وماهية علم الأنبياء، وهذا يستدعي ذكر تلك المصادر وهي:

1ـ يتلقى أنبياء الله (عليهم السلام) علومهم بالدرجة الأولى عن طريق الوحي الذي ينزل عليهم أحياناً عن طريق (ملك الوحي)، أو عن طرق أخرى.

2ـ الطريق الآخر لعلوم الأنبياء (عليهم السلام) هو الارتباط الروحي والمعنوي بعالم الغيب، فلقد جعل الله تعالى حقيقة أبصارهم قوية بدرجة أنّها اخترقت حجب عالم الغيب لتجد سبيلها إلى ما وراء ذلك، فقد كانت لهم معرفة بعالم الملكوت فضلاً عن معرفتهم بعالم الملك.

3ـ الطريق الثالث هو السير ومشاهدة الآفاق الذي عرض للبعض من الأنبياء بأمر من الله عز وجل، حيث اطلعوا عن طريق ذلك على العوالم المختلفة لهذا الكون.

4ـ عن طريق روح القدس الذي كان برفقة الأنبياء يؤيدهم ويقويهم ويرشدهم في مسيرتهم.

5ـ الطريق الخامس لمنابع علومهم هو العقل الخارق والذي أودعه الله عز وجل عند الأنبياء وأوصيائهم المعصومين (عليهم السلام) نظراً لإمكانية إدراك الكثير من الحقائق عن طريقه.

6ـ الطريق السادس والمصدر الأخير هو العلوم التي ورثوها خلف عن سلف.

طرق معرفة سفراء الله:

لا شك إنّ أي ادعاء لا يمكن قبوله إذا لم يكن معززاً بدليل، خصوصاً الادعاء الخطير جداً وهو ادعاء النبوة مثلاً، وبناءً على هذا فلا بدّ من وجود مقاييس يمكن من خلالها تمييز الأنبياء الإلهيين من المدعين الكذّابين، وهنا أربعة طرق هي:

1ـ الإعجاز: وهو القيام بأمور خارقة للعادة وخارجة عن قدرة الإنسان، مرفقة بدعوى النبوة.

2ـ التحقيق في مضمون دعوتهم: والتي يمكن أن تكون لوحدها في بعض الأحيان دليلاً على صدقهم وحقانيتهم.

3ـ جمع القرائن: والتي تحوم حول مدعي النبوة، وسوابقه وسلوكه ومحيطه والذين آمنوا به، بالإضافة إلى الطرق التي يسلكها لنشر دعوته وما إلى ذلك.

4ـ شهادة الأنبياء السابقين: أي أنّه يمكن لأخبار من اتضح أنّه نبي أن تكون دليلاً وعاملاً مساعداً لمن يأتي بعدهم.

أصول وأساسيات دعوة الأنبياء:

لا بدّ أن تكون هناك أصول وأساسيات لدعوة الأنبياء (عليهم السلام)، وهذا ما سنتطرق له بالذكر، أمّا تفصيلاته فموكولة للكتب المختصة، ومن هذه الأصول والأساسيات:

1ـ إيمانهم جميعاً بالله تعالى وحده لا شريك له:

2ـ ارتباطهم بالوحي وبعالم الغيب بأجمعهم:

3ـ أصل التوحيد ونفي الشرك وهو أحد أهم أصول وأساسيات دعوة الأنبياء:

4ـ التأكيد على نظام الكون للتعرف من خلاله على الله تعالى:

5ـ التأكيد على مسألة المعاد باعتباره أصل آخر من أصول دعوتهم:

6ـ الدعوة للتقوى:

7ـ الدعوة إلى العدالة الاجتماعية:

8ـ أهمية الإيمان والعمل الصالح كقيم أساسية لإنقاذ البشرية:

9ـ القضاء على السنن الخاطئة التي تتسبب في انحراف المجتمعات البشرية وتأخرها:

10ـ مقاومة المنافقين بشدة وعدم الرضوخ لهم:

11ـ أصول العبادات والأعمال الحسنة:

12ـ حكومة الصالحين أو حكومة العدل الإلهي التي هي أهم أساسيات دعوة الأنبياء:

13ـ الدعوة إلى الوحدة ونبذ الاختلاف:

14ـ الدعوة إلى الإصلاح والنهي عن الفساد:

15ـ التسليم لأمر الحق تعالى:

من هم الأنبياء أولوا العزم؟

إنّ القرآن الكريم قد أشار إلى أولي العزم، قال تعالى: ((فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم)).

فمن هم أولوا العزم؟ وما هي الآراء في ذلك؟

1ـ الأنبياء كلهم أولوا العزم لتمتعهم بعزم راسخ وإرادة قوية(42).

2ـ الأنبياء أولوا العزم (313) نبياً كما جاء في الدر المنثور(43).

3ـ يقول البعض بأنّهم أولئك الثمانية عشر نبياً المذكورة أسمائهم في الآيات (83 ـ 86) في سورة الأنعام(44).

4ـ أنّهم أولئك الأنبياء الذين تحمّلوا مزيداً من الصبر أمام أذى أقوامهم، وواجهوا كثيراً من الشدائد والمشاكل، وهم تسعة: نوح، إبراهيم، إسماعيل، يعقوب، يوسف، أيوب، موسى، داود، عيسى (عليهم السلام)(45).

5ـ أنّهم كانوا أنبياء صبروا أمام أذى الأعداء، وهم ستة: نوح وإبراهيم وإسحاق (إسماعيل) ويعقوب ويوسف وأيوب.

6ـ أنّهم كانوا أنبياء مأمورين بالجهاد ومحاربة الأعداء إعلاءً لدين الله وكانوا ستة: نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان(46).

7ـ أنهم أنبياء جاءوا بشريعة جديدة، وكانوا أربعة من السابقين (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى)، ويكتملون بنبي الإسلام النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فيكونون خمسة(47).

الكتب السماوية للأنبياء:

إنّ الكتب السماوية النازلة على الأنبياء على ضربين:

1ـ الكتب السماوية الحاوية على الأحكام التشريعية الجديدة، والتي تعلن عن دين جديد كالكتب الخمسة النازلة على الأنبياء الخمسة أولي العزم.

2ـ الكتب الخالية من الأحكام الجديدة، المشتملة على النصائح والمواعظ والوصايا والأدعية والمناجاة، ككتاب الزبور أو الكتاب المنسوب لإدريس (عليه السلام).

الخاتمية:

 إنّ خاتمية النبوة، وكون النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هو خاتم الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)، يستدعي البحث في اساسيات مهمة للنبوة الخاتمة وهي:

1ـ الخاتمية في ضوء العقل والوحي:

اتفقت الأمة الإسلامية على أنّ نبيها محمد (صلى الله عليه وآله) خاتم النبيين، وشريعته خاتمة الشرائع، وكتابه خاتم الكتب السماوية، ويدل على ذلك نصوص من الكتاب والسنة.

قال تعالى: ((ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)).

والختم هو بلوغ آخر الشيء، يقال: ختمت العمل وختم القارئ السورة، والختم وهو الطبع على الشيء فذلك من هذا الباب ايضاً، لأن الطبع على الشيء لا يكون إلا بعد بلوغ آخره. ثم أنّ ختم باب النبوة يستلزم ختم باب الرسالة، وذلك لأنّ الرسالة هي إبلاغ ما تحمّله الرسول عن طريق الوحي، فإذا انقطع الوحي والاتصال بالمبدأ الأعلى فلا يبقى للرسالة موضوع. وهناك آيات أخرى تدل على خاتمية الرسالة المحمدية تصريحاً أو تلويحاً يطول المقام بذكرها.

ومما ينص على الخاتمية من الأحاديث، حديث المنزلة المتفق عليه بين الأمة فقد نزل النبي (صلى الله عليه وآله) نفسه مكان موسى، ونزل علياً (عليه السلام) مكان هارون، وقال مخاطباً علياً (عليه السلام): ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي))(48). إلى غير ذلك من النصوص المتضافرة(49).

2ـ الخاتمية وخلود التشريع الإسلامي:

إنّ هاهنا سؤلاً يجب الإجابة عنه، وهو إنّ توسّع الحضارة يلزم المجتمع بتنظيم قوانين جديدة تفوق ما كان يحتاج إليها فيما مضى، وبما أنّ الحضارة والحاجات في حال تزايد وتكامل، فكيف تعالج القوانين المحدودة الواردة في الكتاب والسنة، الحاجات المستحدثة غير المحدودة؟

والجواب: إنّ خلود التشريع الإسلامي وغناه عن كل تشريع مبني على أمور تالية:

أ ـ حجية العقل في مجالات خاصة:

إذ اعترف القرآن والسنة بحجية العقل في مجالات خاصة، مما يرجع إليه القضاء فيها، وقد بين مواضع ذلك في كتب أصول الفقه.

ب ـ تشريع الاجتهاد:

إنّ من مواهب الله تعالى العظيمة على الأمة الإسلامية تشريع الاجتهاد، وقد كان الاجتهاد مفتوحاً بصورته البسيطة بين الصحابة والتابعين، كما أنّه لم يزل مفتوحاً بين أصحاب الأئمة الطاهرين (عليهم السلام).

جـ ـ صلاحيات الحاكم الإسلامي وشؤونه:

من الأسباب الباعثة على كون التشريع الإسلامي صالحاً لحل المشاكل أنّه منح للحاكم الإسلامي كافة الصلاحيات المؤدية إلى حق التصرّف المطلق في كل ما يراه ذا صلاحية للأمة.

د ـ الأحكام التي لها دور التحديد:

من الأسباب الموجبة لانطباق التشريع القرآني على جميع الحضارات، تشريعه لقوانين خاصة، لها دور التحديد والرقابة بالنسبة إلى عامة تشريعاته، فهذه القوانين الحاكمة، تعطي لهذا الدين مرونة يماشي بها كل الأجيال والقرون.

هـ ـ الاعتدال في التشريع:

من الأسباب الموجبة لصلاح الإسلام للبقاء والخلود كون تشريعاته مبتنية على أساس الاعتدال، موافقة للفطرة الإنسانية، فأخذت من الدنيا ما هو لصالح العباد، ومن الآخرة مثله.

3ـ السر في ختم النبوة:

إنّ ختم النبوة لا يعني قطع علاقة الهداية ـ تماماً ـ بين الله والعباد، فإنّ الله تعالى يفيض من العلوم الغيبية لبعض عباده الصالحين متى ما رأى المصلحة تقتضي ذلك، وإن لم يكن ذلك عن طريق وحي النبوة، وكما يعتقد الشيعة بأنّ أمثال هذه العلوم قد أفاضها الله تعالى على الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، لذا فإنّ السر في ختم النبوة هو:

أ ـ أنّ نبي الإسلام ـ بمعونة أنصاره وخلفائه ـ يمكنه إيصال رسالته إلى أسماع جميع البشر في العالم.

ب ـ التكفّل بصيانة الكتاب السماوي عن أي تحريف.

جـ ـ أنّ الشريعة الإسلامية يمكنها الاستجابة لاحتياجات البشر كلها حتى نهاية العالم.

الأساليب التي استخدمها الأنبياء (عليهم السلام) لهداية البشر:

1ـ الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.

2ـ الشمولية والمساواة في الخطاب الإرشادي والإصلاحي.

الأساليب التي استخدمت لمواجهة الأنبياء:

لقد استخدم معارضوا الأنبياء أساليب مختلفة في مواجهتهم لنشاطات الأنبياء (عليهم السلام) وجهودهم وهي:

1ـ الاستهانة والاستهزاء:

2ـ الافتراء والاتهام:

3ـ المجادلة والمغالطة:

4ـ الترهيب والترغيب:

5ـ العنف والقتل:

النبي محمد (صلى الله عليه وآله):

1ـ النبي (صلى الله عليه وآله) وأسلافه:

محمد (صلى الله عليه وآله) بن عبد اللهِ بن عبد المطَّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَي بن كِلاب بن مُرةَ بن كعب بن لُؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك ابن النًّضْر بن كِنانة بن خُزَيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مُضر بن نِزار ابن مَعَدّ بن عدنان(50).

2ـ أدلة طهارة نسله(ص):

إنّ هذا النسب الطاهر والسلف الصالح هم شجرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) التي لم تشبها شائبة الكفر أو الشرك، والأدلة على ذلك كثيرة منها:

1ـ قال تعالى: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ*وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ*ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ))(51).

والشاهد في ذلك قوله تعالى: ((وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)).

أي أن هناك(آخرين)من أهل مكة لم يتابعوا قومهم على عبادة الأصنام بل بقوا متمسكين بملة إبراهيم (عليه السلام) إلى زمن بعثة النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)(52).

وهذا واضحٌ جلي في بني هاشم من أجداد النبي (صلى الله عليه وآله) المباشرين، والذي أكدت عليه العديد من النصوص.

2ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا، لم يدنسني بدنس الجاهلية))(53).

3ـ ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بشأن الأنبياء (عليهم السلام) وبالخصوص النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأحوال العرب قبل بعثته المباركة: ((فَاسْتَوْدَعَهُمْ فِي أَفْضَلِ مُسْتَوْدَع، وَأَقَرَّهُمْ فِي خَيْرِ مُسْتَقَرّ، تَنَاسَخَتْهُمْ كَرَائِمُ الاْصْلاَبِ إِلَى مُطَهَّرَاتِ الاْرْحَامِ; كُلَّمَا مَضَى سَلَفٌ، قَامَ مِنْهُمْ بِدِينِ اللهِ خَلَفٌ. حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ اللهِ سُبْحَانَهُ إِلَى مُحَمَّد(صلى الله عليه وآله)، فَأَخْرَجَهُ مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً، وَأَعَزِّ الاْرُومَاتِ مَغْرِساً، مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَهُ، وَانْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَهُ.عِتْرَتُهُ خَيْرُ الْعِتَرِ، وَأُسْرَتُهُ خَيْرُ الاْسَرِ، وَشَجَرَتُهُ خَيْرُ الشَّجَرِ; نَبَتَتْ فِي حَرَم، وَبَسَقَتْ فِي كَرَم، لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ، وَثَمَرٌ لاَ يُنَالُ.فَهُوَ إِمَامُ مَنِ اتَّقَى، وَبَصِيرَةُ مَنِ اهْتَدَى، وسِرَاجٌ لَمَعَ ضَوْؤُهُ، وَشِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ وَزَنْدٌ بَرَقَ لَمْعُهُ; سِيرَتُهُ الْقَصْدُ، وَسُنَّتُهُ الرُّشْدُ، وَكَلاَمُهُ الْفَصْلُ، وَحُكْمُهُ الْعَدْلُ; أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَة مِنَ الرُّسُلِ، وَهَفْوَة عَنِ الْعَمَلِ، وَغَبَاوَة مِنَ الاْمَمِ))(54).

3ـ النبي (صلى الله عليه وآله) قبل البعثة.

أصبح النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في مطلع شبابه موضع احترام قومه ومجتمعه، ذلك لما كان يمتلكه من أخلاق وحكمة وصدق وأمانة.

لقد اشتهر (صلى الله عليه وآله) بسمو الأخلاق، وكرم النفس، والصدق والأمانة حتى عُرف في قومه بـ(الصادق الأمين). كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسهم في بعض أحداث قومه ومجتمعه مما يعتبرها خصالاً جيدة، وأفعالاً حسنة، إذ كان (صلى الله عليه وآله) لا يشارك في أي عمل يخالف العقل مطلقاً. وقد كان الناس يتحاكمون إليه لأنّه (صلى الله عليه وآله) كان لا يداري ولا يماري احداً ابداً، صادقاً في قوله، أميناً في طبعه، رحيماً في تعاملاته.

الأخلاق النبوية.

لقد اتفق المؤرّخون على أنّ محمّداً (صلى الله عليه واله وسلم) أصبح في مطلع شبابه موضع احترام في مجتمعه، لِما كان يمتلكه من وعي، وحِكمة، وبُعد نظر. وقد اشتُهر بسموّ الأخلاق، وكرم النفس، والصدق والأمانة، حتّى عُرِف بين قومه بالصادق الأمين، كما اشتُهِر برجاحة عقله، وصوابيّة رأيه، حتّى وَجَدَ فيه المكّيّون والقرشيّون سيّداً من سادات العرب الموهوبين، ومرجعاً لهم في المهمّات وحلّ المشكلّاًت والخصومات. وذكر المؤرخون: أنّ الناس كانوا يتحاكمون إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في الجاهليّة، لأنّه كان لا يُداري ولا يُماري، وله مع قومه تجارب سياسيّة واجتماعيّة، حتّى شارك بشكلٍ فاعل ومؤثّر في حَدَثَين تاريخيّين حصلا قبل البعثة هما: حلف الفضول، وتجديد بناء الكعبة، ووضع الحجر الأسود.

ولو تصفحنا آيات القرآن الكريم لوجدناها ناطقة بأخلاق النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بأوصاف هي من الله تعالى، وهنا لا شك في أنها أخلاق إلهية بحق.

قال تعالى: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))(55).

دليلٌ منه تعالى على عظم أخلاق النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، كونه القدوة الحسنة، ودليل ذلك هو القرآن الكريم.

وقال تعالى: ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ))(56).

فهي إشارة إلى خاصيّة الرحمة في القائد، وحرصه على (الإنسان)، ورأفته به.

وقال تعالى: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ...))(57). وآيات أخرى كثيرة دالة على ذلك.

كما وأنّه هو القائل (صلى الله عليه وآله): ((أدبني ربي فأحسن تأديبي)) (58).

دلالة على أنّ أخلاقه (صلى الله عليه وآله) هي أخلاق إلهية ربانية فهو (صلى الله عليه وآله) خلقه القرآن وذلك قوله تعالى: ((مَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى))(59).

شمائله وأخلاقه(ص):

يمثل رسول الله (صلى الله عليه وآله) النموذج الإنساني الأسمى والأكمل، والذي اجتمعت في شخصيته كل الصفات الحسنة والخصائص الإنسانية الفريدة، فهو العالم والفاضل والعاقل والكامل والحكيم والشجاع والحازم والمعصوم، فهو (صلى الله عليه وآله) أكمل الخلق وأفضلهم وأعظمهم أخلاقاً لا يُرى في أعماله أي خلل أو ضعف، ولا في تصرفاته وسلوكه أي تشتت أو تناقض، فهو القدوة والأنموذج في عالم الإنسانية.

وهنا سنقف عند جملة من صفاته وشمائله والتي منها: 

1ـ حسن الخلق: فقد كان (صلى الله عليه وآله) حَسن الخُلق، بلغ حُسن أخلاقه حداً أصبح مفخرة لقريش في ذلك، وصار يضرب المثل بحُسن خلقه وتواضعه.

ولقد صدح القرآن الكريم بحُسن أخلاقه، وطيب شمائله، حتى قال عنه: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))(60).

ويؤكد على ذلك قوله (صلى الله عليه وآله): ((إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)).

2ـ الأمانة: فقد لقب في قومه بالأمين أو بالمؤتمن، تشهد لذلك الكثير من الحوادث التي حفظتها كتب التاريخ، وهي أكثر من أن تحصى.

3ـ العدل: فقد كان من أعدل الناس بحيث أصبح حكماً في كل صغيرة وكبيرة تحدث في قومه، وكان يُحكم بها لمعرفة أنّه عادلٌ حتى مع نفسه.

4ـ الشجاعة: فقد كان (صلى الله عليه وآله) شجاعاً، وتلك صفة فوق الصفات العادية، ذلك أنّ المعصوم كالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) هو أفعل تفضيل في كل شيء، ومن اليقين أن يكون أشجع الناس بلا منازع.

فقد ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال: (كنا إذا اشتد القتال لذنا برسول الله (صلى الله عليه وآله)).

5 ـ الرحمة: إذ كان (صلى الله عليه وآله) أرحم الناس وأرقهم، وقد وصفه القرآن الكريم بذلك في عدة مواضع، ودلت النصوص الحديثية على رحمته. حتى ورد ذلك في القرآن الكريم.

قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))(61).

6ـ الصدق: فهو الصادق في كل شيء، الذي لم يكذب قط في حياته، فاندمجت هذه الصفة مع صفة الأمانة حتى بات يعرف بـ (الصادق الأمين).

7ـ الحلم: فقد كان (صلى الله عليه وآله) حليماً متأنياً صبوراً في أقواله وأفعاله مع الآخرين، حتى بلغ به ذلك مضرب الأمثال، فهو (صلى الله عليه وآله) يعفو ويسامح حتى أعداءه، والدليل على ذلك ما فعله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة.

8ـ الحياء: لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يبلغ من الحياء أقصى الدرجات، مقتدياً بذلك بما أمره به الله تعالى.

9ـ التواضع: أمّا خصلة التواضع فقد كانت واضحة للقريب والبعيد، وللعدو والصديق، حتى عرف بها على مر الزمان.

فعن أبي ذر الغفاري(رض) أنّه قال:(كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجلس بين ظهري أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيُّهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسًا يعرفه الغريب إذا أتاه)(62).

وكذلك تواضعه (صلى الله عليه وآله) في المأكل والملبس، وجلوسه مع الناس حيث ينتهي به المجلس.

10ـ الصبر: فتلك خصلة تشترك مع الحلم الذي عُرف به (صلى الله عليه وآله)، إذ كان صبوراً على الأذى، وبالخصوص أذى قريش، وباقي أعداء الإسلام، حتى قال (صلى الله عليه وآله): ((ما أوذي نبي مثل ما أوذيت))(63).

ولقد أُثر عنه يوم موت ولده إبراهيم قوله: ((إنّ العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون(((64).

 

ولقد ورد عنه (صلى الله عليه وآله) قوله: ((من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه، كان له مثل أجر ألف شهيد)) (65).

11ـ الزهد: فقد كان (صلى الله عليه وآله) أزهد الناس وأبسطهم معيشة وملبساً ومأكلاً كان يواسي الأفقر.

فقد روي عن عَائِشَة انها قالت: (مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ)(66). 

وعن ابن عباس (رض) قال: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبِيتُ اللَّيَالِي الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا، وَأَهْلُهُ لاَ يَجِدُونَ عَشَاءً، وَكَانَ أَكْثَرُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ)(67). 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) القاموس، مفردة (نبأ).

(2) الميزان، ج14، ص 58.

(3) المصطلحات الإسلامية، مرتضى العسكري، ص 63.

(4) المصطلحات الإسلامية، مرتضى العسكري، ص63.

(5) شرح الباب الحادي عشر، ص34.

(6) عقائد الإمامية، ص 31.

(7) المصطلحات الإسلامية، مرتضى العسكري، ص 65.

(8) أصول الكافي، ج1، ص176.

(9) نفحات القرآن، ناصر مكارم الشيرازي، ج7، ص 305 ـ 306.

(10) الكافي، ج1، ص174.

(11) بداية المعرفة، حسن مكي العاملي، ص195.

(12) عقائد الإمامية، محمد رضا المظفر، ص47.

(13) عقائد الإمامية، ص56.

(14) محاضرات في الالهيات، جعفر السبحاني، ص 247. 

(15) أوائل المقالات، الشيخ المفيد، ص 44.

(16) م . ن، ص 45.

(17) عقائد الإمامية, الشيخ المظفر، ص 48.

(18) معالم الفلسفة الإسلامية، ص 131.

(19) كشف المراد، العلامة الحلي، ص470-471.

(20) الملل والنحل، الشهرستاني، ج 1، ص 102.

(21) نهج الحق، العلامة الحلي، ص 165.

(22) النكت الاعتقادية، المفيد، ص 37.

(23) عقائد الإمامية, المظفر، ص 54.

(24) حق اليقين، عبد الله شبر، ج، ص 91.

(25) سورة الانبياء: 101.

(26) سورة الدخان: 32.

(27) سورة ص: 47.

(28) معالم الفلسفة الإسلامية، محمد جواد مغنية، ص 141.

(29) نهج الحق وكشف الصدق، العلامة الحلي، ص 142. 

(30) تنزيه الانبياء، السيد المرتضى، ص 3.

(31) سورة الشعراء: 30- 34.

(32) سورة آل عمران: 49.

(33) سورة البقرة: 23.

(34) سورة البقرة: 213.

(35) إيضاح مخالفة السنة، العلامة الحلي، ص 56.

(36) كشف المراد، ص 206.

(37) إيضاح مخالفة السنة، ص 56.

(38) عقائد الإمامية، ص 59.

(39) شرح تجريد الاعتقاد، ص 349.

(40) كشف المراد، ص350.

(41) الجواهر النورانية، ص 154.

(42) مجمع البيان، الطبرسي، ج9، ص 94.

(43) الدر المنثور، السيوطي، نقلاً عن نفحات القرآن، ناصر مكارم الشيرازي، ج7، ص302.

(44) تفسير روح البيان، ج26، ص31.

(45) تفسير روح البيان، ج26، ص31.

(46) ينظر: تفسير مجمع البيان، وتفسير روح المعاني، وتفسير الدر المنثور في ذيل الآية (35) من سورة الأحقاف.

(57) روح المعاني، ج26، ص32.

(48) صحيح البخاري، ج3، ص58، صحيح مسلم، ج2، ص323، سنن ابن ماجة، ج1، ص28، المستدرك، ج3، ص109، مسند احمد بن حنبل، ج1، ص331.

(49) محاضرات في الإلهيات، جعفر السبحاني، ص 311ـ312.

(50) مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج1، ص155، والبحار، المجلسي، ج15، ص105.

(51) سورة الجمعة، الآيات (2)ـ(4).

(52) تفسير العياشي، ج1، ص60.

(53) مجمع البيان، الطبرسي، ج4، ص90، تفسير الآية 74 من سورة الأنعام.

(54) نهج البلاغة، الخطبة (93).

(55) سورة القلم، الآية (4).

(56) سورة التوبة، الآية (128).

(57) سورة آل عمران، الآية (159).

(58) بحار الأنوار، المجلسي، ج 16 , ص 194، والعقد الفريد، أبن عبد ربه الأندلسي، ج 1 , ص 95.

(59) سورة النجم، الآيات (3)ـ(4).

(60) سورة القلم، الآية (4).

(61) سورة الأنبياء، الآية (107).

(62) سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4698.

(63) كشف الغمة، الأربلي, ج 2, ص 537.

(64) بحار الأنوار، ج22، ص155.

(65) أصول الكافي، المجلد الثاني، باب الصبر، حديث17.

(66) رواه البخاري (5374) ومسلم (2970).

(67) رواه الترمذي (2360) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.