البَرَكَةُ فِي قِلَّةِ المَهْرِ. فَلَا تَظْلِمُوا أَنْفُسَكُمْ وَبَنَاتِكُمْ.

الحَوْرَاءُ زَيْنَبُ/: نُرِيدُ كَلِمَةً مِنْكُمْ حَوْلَ رَأْيِ الشَّرْعِ الإِسْلَامِيِّ فِي مُشْكِلَةٍ يُعَانِي مِنْهَا مُجْتَمَعُنَا أَلَا وَهِيَ "غَلَاءُ المُهُورِ"، حَيْثُ إِنَّهَا تُسَبِّبُ فِي عُزُوفِ الشَّبَابِ عَنْ الزَّوَاجِ وَلُجُوئِهِمْ لِلحَرَامِ وَكَثِيرٍ مِنْ السَّلْبِيَّاتِ؟

: اللجنة العلمية

     السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     عِنْدَمَا ابْتَعَدْنَا عَنْ تَعَالِيمِ دِينِنَا فِي أُمُورِ الزَّوَاجِ نَجِدُ مَا يُصِيبُنَا الآنَ مِنْ كَوَارِثِ الفَسَادِ وَارْتِفَاعِ البَرَكَةِ وَفَشَلِ الكَثِيرِ مِنَ الزِّيجَاتِ.. فَالإِسْلَامُ يُؤَكِّدُ عَلَى اخْتِيَارِ الشَّخْصِ المُنَاسِبِ وَالمُؤَهَّلِ لِلزَّوَاجِ قَبْلَ التَّفْكِيرِ بِالمَهْرِ وَالإِصْرَارِ عَلَى جَعْلِهِ مُرْتَفِعًا حَتَّى يَضْمَنَ مُسْتَقْبَلَ ابْنَتِهِ، كَمَا يَقُولُ بَعْضُ الآبَاءِ، وَلَا نَدْرِي أَيَّ مُسْتَقْبَلٍ سَيَضْمَنُهُ هَذَا الشَّخْصُ لِابْنَتِهِ وَهُوَ قَدْ جَعَلَهَا كَالسِّلْعَةِ التِّجَارِيَّةِ رِبْحُهَا وَخَسَارَتُهَا يَدُورُ مَدَارَ وُجُودِ الأَمْوَالِ وَعَدَمِهَا؟!!

وَهَذَا فَهْمٌ خَاطِئٌ جِدًّا يَنْبَغِي لِلمُؤْمِنِ العَاقِلِ أَنْ يَتَجَنَّبَهُ.. وَأَنْ يَكُونَ التَّرْكِيزُ عَلَى إِيجَادِ الشَّخْصِ المُنَاسِبِ لِابْنَتِهِ مِنْ حَيْثُ الأَخْلَاقُ وَالدِّينُ وَالسُّمْعَةُ الطَّيِّبَةُ قَبْلَ التَّرْكِيزِ عَلَى مَوْضُوعِ المهْرِ وَمَا سَيُقَدِّمُهُ لَهَا الخَاطِبُ مِنْ ذَهَبٍ وَأَفْرِشَةٍ وَمَلَابِسَ، فَضَمَانَتُكَ لِمُسْتَقْبَلِ ابْنَتِكَ هُوَ الشَّخْصُ نَفْسُهُ وَأَخْلَاقُهُ وَدِينُهُ، لَا الأَمْوَالُ الَّتِي قَدْ يُقَدِّمُهَا لَكَ بِسَخَاءٍ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَصُونُ الأَمَانَةَ الَّتِي سَتُودِعُهُ إِيَّاهَا فَتَعِيشُ العَذَابَ أَنْتَ وَابْنَتُكَ مِنْ جَرَّاءِ سُلُوكِيَّاتِهِ النَّزقَةِ وَالخرقَةِ. فَاتَّقَوْا اللهَ فِي بَنَاتِكُمْ وَأَحْسِنُوا الإِخْتِيَارَ لَهُنَّ مِنْ الخَاطِبِينَ المُحْتَرَمِينَ، وَلَا تَجْعَلُوا الأَمْوَالَ وَالمادَّةَ هِيَ العَامِلَ الرَّئِيسِيَّ فِي المَوْضُوعِ، فَقَدْ وَرَدَ عَنْ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ: (أَفْضَلُ نِسَاءِ أُمَّتِي أَصْبَحُهُنَّ وَجْهًا وَأَقَلُّهُنَّ مَهْرًا).

     وَعَنْ الإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ: (مِنْ بَرَكَةِ المَرْأَةِ قِلَّةُ مَؤُونَتِهَا، وَتَيْسِيرُ وِلَادَتِهَا، وَمِنْ شُؤْمِهَا شِدَّةُ مَؤُونَتِهَا وَتَعْسِيرُ وِلَادَتِهَا).

     وَعَنْهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: (الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثَةِ أَشْيَاءٍ: فِي الدَّابَّةِ وَالمَرْأَةِ وَالدَّارِ. فَأَمَّا المَرْأَةُ فَشُؤْمُهَا غَلَاءُ مَهْرِهَا وَعُسْرُ وِلَادَتِهَا. وَأَمَّا الدَّابَّةُ فَشُؤْمُهَا قِلَّةُ حَبْلِهَا وَسُوءُ خَلْقِهَا. وَأَمَّا الدَّارُ فَشُؤْمُهَا ضِيقُهَا وَخُبْثُ جِيرَانِهَا. وَرُوِيَ أَنَّ مِنْ بَرَكَةِ المَرْأَةِ قِلَّةُ مَهْرِهَا. وَمِنْ شُؤْمِهَا كَثْرَةُ مَهْرِهَا).

  وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.