شبهة أن داعش طبق ما جاء به نبي الإسلام من استعباد البشر إلى قطع الرؤوس .

سرمد الشمرتي/: السلام عليكم .. راسلني أحد الأصدقاء طالباً مني الإجابة على أحد الملحدين، وهو (حامد عبد الصمد) حيث يقول زاعماً: إن الإدعاء بأن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لايمت للإسلام ولا لمحمد بصلة هو إدعاء خاطئ وخطير في نفس الوقت، لأن داعش لم يفعل شيئاً لم يفعله محمد من استعباد للبشر، إلى قطع رؤوس الأسرى، إلى الغزوات والحروب . ولم يتعرض محمد للنقد أو التشكيك من المسلمين، بل كان على الدوام في مكانة عالية، وقدوة محصنة، وأنه قد حان الوقت للحساب معه .

: اللجنة العلمية

  الجواب:

 لم يقاتل النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أناساً لم يقاتلوه، ولم يهاجم قوماً لم يحاربوه، وهذا كله معلوم وموثق من تاريخه (صلى الله عليه وآله وسلم)، يعلمه أهل الشرق والغرب، فلا تجد في تاريخه أنه قاتل قوماً من غير أن يبدأوه بحرب أو عداء، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل حروبه المفروضة عليه  رحيماً رؤوفاً، لم يقبل أن يقتل مدنياً واحداً لم يحمل السلاح بوجهه، وهو يأمر أصحابه ويوصيهم أن: (لا تقتلوا وليداً، ولا إمرأة، ولا عسيفاً - أي خادماً ) انظر: مسند أحمد ج2 ص 122. 

وكان ينهى عن الغدر والتمثيل بالقتلى مطلقاً، حتى لو كان المقتول كلباً عقوراً . 

  وهو الذي كان يبكي على محاربيه ومعانديه الكفار، ويشتد أسفه عليهم، لأنهم لم يؤمنوا به، وهو يعلم أن مصيرهم لو ماتوا على الكفر سيكون نار جهنم، فيبكي رحمة لهم، حتى نزل فيه قوله تعالى: (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) الشعراء (3)، أي كأنك تريد أن تهلك نفسك من شدة الحزن والأسى، لأن هؤلاء لم يؤمنوا .

فأين هذه الأخلاق العظيمة والنفس الرحيمة من فعل الدواعش وبطشهم وتوحشهم، وهتكهم للحرمات والأعراض، واستهتارهم بالدماء ؟!!

فلا توجد نسبة مطلقاً بين ما يدعيه البعض من تصرفات الدواعش، وما هو ثابت من سيرة النبي الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) .