ملحد: ليس للكون خالق بدليل أنّ نظامه معزل فلا يسمح بتبادل الطاقة والمادة.

نص الإشكال: ليس لكوننا خالق، بدليل أنّ نظام عالمنا من النظام المعزول لا المغلق ولا المفتوح، فإذا كان من النظام المعزول استحال وجود خالق له، لأنّ النظام المعزول هو ذلك النظام الذي لا يسمح بتبادل الطاقة والمادة.

: اللجنة العلمية

جواب الإشكال إجمالاً:

 إنّ النظام المعزول لا وجود له في الواقع، كما أنه لا دليل عليه، بل هو خلاف قانون (الأنتروبيا).

مع أننا لو سلّمنا به، فهذا ليس تسليماً منطقياً بنفي الخالق، لأنّ النظام المعزول يقتضي كسائر النظم وجود عاقل فاعل مريد حكيم هو من قام بعزله.

جواب الإشكال بالتفصيل:

اولاً: إنّ وجود النظام المعزول في الكون إنْ لم يكن من المحالات فهو من النظريات التي لم يقم عليها برهان واضح، أما النظام المغلق، أو المفتوح، فهو واقع موجود، ويمكن أنْ يُستدل على استحالة تحقق النظام المعزول بأنه على خلاف قانون (الأنتروبيا) الذي يحكم الطبيعة بالمطلق.

ثانياً: إنّ معزولية الكون لا يمكن أنْ نتصورها إلاّ إذا فرضنا أنّ هنالك فاعل هو من قام بعملية العزل بحيث تسبب في معزولية الكون، لأنّ العزل عملية دقيقة وليست عشوائية، فمن عزل النظام الكوني؟ 

أ ليس هو الله؟، أ ليس النظام المعزول - لو سلّمنا به - هو من خلق الله وإيجاده، أم هو من إيجاد المادة العمياء.

ثالثاً: كيف تمكن هذا العازل العاقل الذي عزل النظام الكوني، بحيث جعله لا يؤثر ولا يتأثر بمحيطه, كيف تمكن من ذلك؟، هل أحاط النظام المعزول بشيء له قابلية العزل؟، فما هو هذا الشيء العازل دلونا عليه؟،  أم أنه أحاطه بالعدم؟، وهذا يعني أنّ النظام المعزول لا محيط له، وعليه سوف يكون الحديث عن تفاعله مع محيطه وعدمه سالبة بانتفاء الموضوع، لأنكم في مفهوم الكيمياء الفيزيائية تقسمون الكون UNIVERSE إلى جزئيين، الجزء الأول هو النظام SYSTEM ، والآخر هو المحيط .SURROUNDING , فإذا كان الذي يحيط بالنظام المغلق هو العدم، إذن لا محيط في البين، عندها لا معنى للحديث عن النظام المعزول، إذ هو معزول عن ماذا؟.

رابعاً: ونحن نتحدى أصحاب هذه النظرية أنْ يأتونا بمثال واحد عن النظام المعزول، بحيث يكون معزول حقيقة، ولعل تمثيلهم لذلك بــــ (ترمس الشاي) أفضل دليل على عجزهم، فكم وكم تطور العلم غير أنه لم يزل عاجزاً عن أنْ يصنع لنا نظاماً معزولاً.

خلاصة الجواب: 

1- إنّ النظام المعزول كلام على مستوى النظر، وأما على مستوى التحقق والوجود فهو عدم.

2- إذا فرضنا تحقق النظام المعزول في الكون، فهذا دليل الصانع الحكيم لا العكس.

3- إنّ النظام المعزول مخالف لقانون (الأنتروبيا) الذي يفرض أنّ الطاقة لا يمكن أنْ تستقر في مكان واحد، بل هي في انتقال مستمر إلى أنْ تصل إلى حالة يتساوى تركيزها في الكل.

4- إذا كانت هذه النظرية صحيحة، فكيف تحقق العزل؟، أ هو بعازل مادي؟، دلونا عليه!! أم هو بالعدم ؟، وهذا الأخير يتناقض مع النظرية كما أشرنا إليه في البيان التفصيلي.