أنّ الإسلام ليس آخر الأديان التي يوحي بها الله إلى أهل الأرض، وأنّ محمداً (ص) ليس خاتم النبيين المبلغين لدين الله ورسالته، كما يزعم المسلمون الذين يحاربون كل الديانات التي يُبَشَّر بها بعد دينهم، كالقاديانيّة مثلاً.

تقرير الشبهة: هنالك من يدّعي (كالقاديانيّة)(1) بأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله )  ليس هو آخر الأنبياء، وهنالك من يدّعي بأنّ الإسلام ليس هو الدّين الخاتم بل هنالك ديانات بعد الإسلام ستظهر في الأرض. 

: اللجنة العلمية

الجواب الإجمالي:

إنّ إجماع الديانات والعقل والعقلاء قائم على أنّ من يدّعي النبوة عليه أنْ يقدّم المعجز كدليل على نبوته، هذا أولاً، وثانياً: أنْ النقل التاريخي القطعي يُكذِّبُ ذلك، إذ لو كان الإسلام يرتضي تلك المعتقدات المخالفة له فعلام حاربهم؟

الجواب التفصيلي: 

أولاً: لقد أجمعت الديانات السماوية قاطبةً، على أنّ دعوى النبوة لا تثبت بمجرد الإدعاء، بل لا بدّ من دليل قاطع يدلّ بالدلالة القطعيّة على صدق مدعاه، وذلك بأنْ يجري الله المُعجز على يد مدّعي النبوة بحيث يعجز عنه غيره.

ومن باب المثال، نرى أنّ ما جاء به موسى وعيسى (عليهم السلام)، قد عجز عنه كل الناس، وأنّ ما جاء به خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) من معجز (القرآن وغيره) قد عجز عن مجاراته كل الناس وإلى يومنا هذا، بل إلى قيام الساعة.

أضف إلى كل هذا حكم العقل القطعي فإنّه قاضي بأنّ من يدّعي النبوة وأنّ له شريعة بعد الإسلام، عليه أنْ يأتينا بما أتى به الأنبياء من المعاجز، وإلا فهو كاذب في دعواه.

على هذا فمن يدّعي أنّ بعد الإسلام دين، وأنّ بعد نبي الإسلام نبي، عليه أنْ يقدّم الدليل على ذلك، وإلا فهو مجنون أو مأزوم.

ثانياً: إنّ نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) قد جاء بالمُعجز كما ذكرت، وقد نصّ هذا المُعجز (القرآن) على أنّه رسول الله وخاتم النبيين (َما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)(2) وفي هذه الآية دلالتان:

الأولى: نبوته (صلى الله عليه وآله)

والثانية: خاتميته (صلى الله عليه وآله)، فكيف يمكن أنْ نُصدّق بمُعجز يؤكد خاتميته. ثم يأتي مُعجز آخر ينفي ذلك، أيمكن أنْ نتعبّد بالمتناقضات؟

خلاصة الجواب:

1- إجماع الدّيانات السماويّة منعقد على أنّ من يدّعي النبوة لا يُصدّق أبداً، إلا إذا أجرى الله تعالى على يديه المُعجز.

2- العقل يحكم بأنّ كل من يدّعي النبوة عليه أنْ يقدّم دليله على ذلك (المعجزة) 

3- إنّ القرآن كمعجز دلّ على أمرين، الأول: نبوته (صلى الله عليه وآله) والثاني: خاتميته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   1- القاديانية جماعة دينية ظهرت في الهند أيام الاستعمار البريطاني لها عام 1889 على يد زعيم ديني هندي من أصل فارسي يدعى ميرزا غلام أحمد القادياني (1839- 1908)، نسبة إلى قرية "قاديان" في مقاطعة البنجاب، فادعى مؤسسها أنه نبي يوحى إليه، وان الله اوحى اليه "الكتاب المبين"، الذي يحتوي على "عشرة آلاف آية"، وادعى ايضا: أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) "هو خاتم الأنبياء ولكنه ليس آخرهم"، كما أنه يقول إن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله ) كان "نبيا مشرِّعا" أما هو فـ"نبي غير مشرِّع".

  2- الاحزاب ايه / 40