مَنْ لَا يُؤمِنُ بٱللهِ هَلْ سَيَخرُجُ إِلَى الحَربِ مِنَ الأَسَاسِ؟ 

يَقُولُ أَحدُهُم: مَنْ ذا الَّذي سَيَخرُجُ إِلَى الحَربِ بِسَبَبِ عدمِ الإِيمَانِ بِشَيءٍ مَا؟ 

: اللجنة العلمية

لَا يُعَدُّ الدِّينُ الدَّافعَ الوَحيدَ للخُروجِ إِلى الحَربِ، كمَا أَنَّ الحَربَ الَّتي يَأمرُ بها الدِّينُ ليستْ مِن أَجلِ المَطامعِ الخاصَّةِ وحُبِّ السَّيطرةِ والتَّجبُّرِ على الآخِرينَ، وإِنَّما مِن أَجلِ نُصرةِ المَظلُومينَ ودَفعِ الجَورِ عنِ المُستَضعفِينَ، فالدُّنيا في نَظَرِ المُؤمنِ هِي دارُ عُبورٍ لِحياةٍ خالدةٍ يَنعمُ فِيها الإِنسانُ بمَا ٱكْتَسَبَهُ في الدُّنيا مِن أَعمالٍ، وبالتَّالي أَعمالُ المُؤمنِ قائِمةٌ على مُراعاتِ القِيَمِ والمُثِلِ وحُبِّ الخيرِ للآخرِينَ. أَمَّا المُلحِدُ فإِنَّهُ سيخرُجُ إِلَى الحَربِ مِن أَجلِ بَسطِ سَيطرتِهِ على الآخرِينَ، ومِن أَجلِ الإِستِحواذِ على مُقدَّرَاتِ البُسَطاءِ، فالدُّنيا عِندَ المُلحِدِ هِي خاتِمةُ المَطافِ ولا يَطمَعُ في حياةٍ بَعدَ المَوتِ فمَتَى تَوفَّرتْ عِندَهُ القُدرةُ سَيُسخِّرُها مِن أَجلِ مَكاسبَ أَكبرَ حتَّى لا يَفوتُهُ شيءٌ مِن مَطامِع هذا الدُّنيا.

فالَّذي يَكفُرُ بٱللهِ سيَكفُرُ بأَيِّ قِيمةٍ أُخرَى ولنْ يَعترِفَ إِلَّا بنفسِهِ وحِينَها سيُصبِحُ إِلَهُهُ هَوَاهُ، ومِن هُنا كانَ الإِيمَانُ بٱللهِ ضَرُورةً؛ لأَنَّهُ يَجعلُ الإِنسَانَ ضِمنَ حُدودِهِ الطَّبيعيَّةِ فيَسعَى لٱحْترامِ الآخرِ والتَّعاوُنِ معهُ مِن أَجلِ إِعمَارِ الحياةِ كمَا قالَ تَعَالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2 المَائِدَةُ).