هلْ ارتكاب جرائم من قبل المنتسبين للدين يعني ان الدين باطل؟

يَقولُ المُلحِدونَ: هُنالِكَ زُعَماءُ دينٍ إرتَكَبوا جَرائِمَ، إذن الدّينُ قُوّةٌ شِرّيرة.

: اللجنة العلمية

 يَبدو أنَّ النِّقاشَ مَعَ المُلحِدينَ يَضطَرُّنا إلى تَذكيرِهِم بِبَديهيّاتِ التَّفكيرِ، فَنَوعُ الأسئِلةِ الّتي يَطرَحونَها والكَلِماتِ الّتي يُرَوِّجونَها تَجعَلُنا نَجزِمُ بِأنَّ القَومَ يُعانونَ مِنْ مُشكِلَةٍ معَ العَقلِ وقَواعِدِ التَّفكيرِ قَبلَ أنْ يَكونَ عِندَهُم مُشكِلَةٌ مَعَ إلهِ الكَونِ، وما يُؤسَفُ لَهُ أنَّ الأمَّةَ قد اِبتُلِيَتْ بإلْحادٍ طُفوليٍّ لا يُجيدُ إلّا الصُّراخَ غَيرَ المَفْهوم.

فَقَولُهُم: (هُنالِكَ زُعَماءُ دينٍ إرتَكبوا جَرائِم، إذنْ الدِّينُ قُوّةٌ شِرّيرَة) يَكشِفُ عنْ هذا المُستَوى السَّطحِيّ مِنَ الإستدلالِ، حَيثُ لا وجودَ لأيّ عَلاقَةٍ بَينَ إرتِكابِ جرائِمَ مِنْ قِبَلِ بَعضِ رِجالِ الدّينِ وبَينَ وَسمِ الدِّينِ أنَّهُ قوَّةٌ شِرِّيرَةٌ. فَهذا شَبيهٌ بِالقَولِ: إنَّ بَعضَ الآباءِ والأمَّهاتِ إرتَكَبوا جَرائِمَ في حَقِّ أبنائِهم، إذَنِ الأُسرَةُ لَيسَتْ مَكاناً آمِناً لِلأطفالِ، وهذا لا يَستَقيمُ مَعَ المَنطِقِ الّذي إعتادَ عَليهِ العُقَلاءُ في الرَّبطِ بَينَ الأمورِ، فيا عَزيزي يُصبِحُ الدِّينُ قُوَّةً شرّيرةً إذا كانَ يَأمرُ أتباعَهُ بالشَّرِ ويُحرِّضُهم على اِرتِكابِ الجَرائمِ، ولا يَكونُ الدّينُ قُوَّةً شِرِّيرَةً مِنْ خِلالِ تَصَرُّفاتِ مَنْ يَدَّعي الإنتسابَ إليهِ. والإسلامُ وللهِ الحَمدُ هوَ دينُ الرَّحمةِ الّذي يُحَرِّمُ التَّعَديَ ويوجِبُ العَدالةَ على المُؤمنِ في كُلِّ شؤونهِ قالَ تَعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللهَ ۚ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (8 المائِدَة).