هل يوجد في القرآن سب وشتم لأهل الأديان الأخرى ؟

اسيل/: القرآن يعج بالسب والشتم لأهل الأديان الأخرى والمسلمين كل يوم يسبون أهل الكتاب كل يوم على الأقل 17 مرة (في قراءتهم الفاتحة عند كل ركعة) في حين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها إذا صار الأمر ضدهم.

: اللجنة العلمية

الاخت اسيل المحترمة ..

إنّ من تصفّح القرآن الكريم الذي هو كتابُ رحمة وهدايةٍ يعلّم النّاس محاسنَ الكلام والأخلاقِ الحميدة ويهدي للطيّب من القول ، لا يجد فيه ممّا ذكرتِ من سبٍّ وشتم لأهلّ الأديان الأخرى وإنّما يجد دعوىً بالحُسنى لهم للأيمان بالله تعالى وبنبوّة خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد (صلّى الله عليه وآله) كما في قوله تعالى في سورة ال عمران:

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65))

وكذا في سورة النّساء قوله تعالى (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ﴿171﴾)

وغيرها من الآيات الّتي لو اطّلعتِ عليها ستجدينها واضحةً وصريحةً في دعوة أهل الاديان الاخرى الى الحق وتحذيرهم من النّار والعقاب الأخروي.

أمّا ما ذكرتِ من أنّ سورة الفاتحة فيها سبٌّ وشتم لأهل الكتاب فهذا غير صحيح إطلاقاً وها نحن ندعوكِ لقراءة سورة الفاتحة لتحكمي بنفسك:

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7))

فالمسلمُ عندما يقرأ سورة الفاتحة يطلبُ من الله الهدايةَ وسلوك طريق الّذين أنعم الله عليهم وهم الأنبياءُ والمرسلينَ والشّهداء والصّالحين لأنّ من لم يسلك طريقهم ويهتدي بهداهم يكونُ من المغضوب عليهم ، الضّالين، والضّال هو الذي لم يجدْ من يهديه الى الطريق وهذا ما أشارت اليه سورة النساء بقوله تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا (70))

ولو اطّلعتِ على العهد الجديد من الكتّاب المقدّس سوف تجديهِ يصف الذين لا يتّبعونَ ولا يطيعون الرُّسل ضّالين ولهم أوصاف أخرى كما في رسالة بولس الرسول إلى تيطس (لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا).

هذا ونسألُ الله ألّا يجعلكِ من المغضوب عليهم ولا من الضّالين.

ودمتم سالمين