هل القرآن يحتقر المرأة ؟!

يبتشار/السويد/: القرآن يقول: {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ } أليس هذا تحقير للمرأة أوضح منه لا يوجد؟!

: اللجنة العلمية

الأخُ المحترم .. لو ذكرتَ الآيةَ كاملةً لإتّضحَ لكَ الجوابُ ولما سألتَ هذا السؤالَ ولكنّي سأذكرُ لكَ الآية كاملةً وأُبيّنُها لك وستعرفُ أنّه لا يوجد فيها أيّ لسانِ استحقارٍ للمرأة وإنّما أنتَ إلتبسَ عليكَ الأمرُ لعدم مَعرفتكَ بمعاني الألفاظ فتصوّرتَ أنّ هنالك تحقيراً وسيتّضحُ لكَ خلافُ ما تصورت، يقول الله في القران في سورة البقرة: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حتى يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222))

في البداية إعلم أنّ المحيضَ بحسب اللغة هو اسم مكان من حاضَ: موضعُ الحيض

وإعلم أنّ الإعتزالَ ليس هو عزلَ المرأة وتركَ الإقتراب منها بإيّ نحو من أنحاء الاقتراب وإنّما إعتزالُها وعدمُ القرب منها كما توضّحه الآية الكريمة هو عدم وطء المرأة في هذه المدّة المحدّدة التي يَنزلُ فيها دمُ الحيض وما ذلك إلاّ للحفاظ عليها وعلى زوجها من المخاطر التي يُسبّبها ذلك الوطء لأنّ الآية صرّحت (قل هو أذى) والأذى يقتضي أن يبتعدَ عنه والآية لم تُقيّد الأذى بالرّجل من أنّه هو الذي سوف يتأذى وإنّما الأذى عليهما معاً فهو أذى للزوجة وأذى للزوج، وعدمُ قربان المرأة في المحيض طهارةٌ من الأنجاس والأمراض.

فاذا تطهّرت من دم الحيض قالت الآية (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ).  

فالآية يا عزيزي في مقام الحفظِ والوقايةِ والسلامة للمرأة والرجل على حدٍ سواء

وقد أثبتَ الطبّ حديثاً أنّ وطأَ المرأة في المحيض أيام نزول دمّ الحيض عليها فيه مخاطرُ كبيرةٌ وكثيرةٌ على الرجل والمرأة معاً سوف أذكرُ لك ما يُسبّب أذىً للمرأة لِتعرفَ الحقّ ولِتعرف بماذا رعاها الله وحافظ على سلامتها ولماذا أمرَ الرجلَ ألاّ يطأ زوجتهُ أيام الحيض.  

1- يقذفُ الغشاء المُبطّن للرحم أثناء الحيض وبفحصِ دمِ الحيض تحت المجهر نجدُ بالإضافة إلى كراتِ الدم الحمراء والبيضاء قطعًا من الغشاء المُبطن للرحم. ويكونُ الرحم متقرّحًا نتيجةً لذلك. فهو مُعرّضٌ للعدوى البكتيرية. ومن المعلوم طبيًا أنّ الدم هو خيرُ بيئة لتكاثرِ الميكروبات ونموّها... وتقلّ مقاومة الرحم للميكروبات الغازية نتيجةً لذلك فيشكّلُ دخول الميكروبات الموجودة على سطح القضيب خطرًا داهماً على الرحم.. ومما يزيدُ الطينَ بلّةً أنّ مقاومةَ المهبل لغزو البكتيريا تكون في أدنى مستواها أثناء الحيض.. إذ يقلّ إفراز المهبل للحامض الذي يقتلُ الميكروبات ويصبحُ الإفراز أقلّ حموضةً إن لم يكن قلويَ التفاعل.

2- بحثٌ حديثٌ قدّمهُ البروفسور عبد الله بإسلامه إلى المؤتمر الطبي السعودي جاء فيه أن الجماعَ أثناءَ الحيض قد يكونُ أحدَ أسباب سرطان عنق الرحم.

كما تقلّ الموادّ المطهرّةُ الموجودةُ في المهبل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها... فضلاً عن تناقص كبيرٍ في سمك جدار الرّحم.

فهل بعد هذا من القول أنّ الإسلام أو القران حقّرَ المرأةَ! وأدعوكَ لمراجعة القرآن ورواياتِ النبي (صلى الله عليه وآله) ورواياتِ الائمة المعصومين (عليهم السلام) لتجدَ المكانةَ العظيمةَ والتكريمَ الصريح للمرأة.