ما الفَرْقُ بينَ المُشرِكِ والكَافِرِ؟!!

هُشَام السَّفِير/: السَّلامُ علَيكم.. سُؤالٌ: ما الفَرْقُ بينَ المُشرِكِ والكَافِرِ، وهل أهلُ الكِتَابِ منَ المُشرِكِينَ أو الكُفَّارِ، وهل مَن لم يُؤمِنْ بالإسْلَامِ كَافِرٌ، أفِيدُونَا جَزَاكُم اللهُ؟

: اللجنة العلمية

     الأخُ هُشَام المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه. 

     المُشرِكُ هو مَن يَتخِذُ مع اللهِ إلَهاً أو آلهَةً، سَواءٌ كَانُوا أنبِيَاءَ أم كَواكِبَ أم أحْجَاراً ونحوَ ذلِك، فكُلُّ هؤلاءِ يُسمَّونَ مُشرِكِينَ.

     وأمَّا الكَافِرُ فهُو الجَاحِدُ، والجَحدُ قد يَكُونُ للْأُلُوهيَّةِ فيُسمَّى مُلحِداً، أو الجَحدُ بالنُّبوَّةِ دُونَ الأُلُوهيَّةِ، كمَا هو الحَالُ عندَ النِّصارَى واليَهُودِ، فهم يَجحَدُونَ نُبوَّةَ النَّبيِّ مُحمَّدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) لكنَّهُم يُؤمِنُونَ بالأُلُوهيَّةِ، وإنْ كَانُوا مُشرِكِينَ في إيمَانِهِم هذا حينَ جَعلُوا الأنبِيَاءَ أبنَاءَ اللهِ، يَقُولُ تعَالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) التوبة: 30، 31، ومِن هُنا فقد يَصدُقُ لَفظُ الكُفْرِ والشِّرْكِ معاً على مِصدَاقٍ كاليَهُودِ والنَّصارَى، وقد يَصدُقُ لَفظُ الكُفْرِ دُونَ الشِّركِ على مِصدَاقٍ آخرَ كَالمُلحِدِ.

     ودُمتُم سَالِمينَ.