مَن هو الحُجَّةُ في زمَانِنَا هذا؟!!

المجَاهِدُ أبو عَرب التَّميمِي/: السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبركَاتُه  مُمكِنُ سُؤالٌ ربِّي يَحفَظكُم: الأرْضُ لنْ تَخلُوَ مِن حُجَّة، من حُجج اللهِ الْيومَ على الأرْضِ؟

: اللجنة العلمية

 الأخُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبركَاتُه. 

 الحُجَّةُ هو الإمامُ المَهدِيُّ المُنتَظرُ مُحمَّدُ بنُ الحَسنِ العَسكَريِّ (عليهما السلام)، لمَا ثَبتَ مِن حَدِيثِ الثَّقلَينِ الصَّحِيحِ المُتواتُرِ بلُزُومِ وُجُودِ مُتأهِّلٍ مِن أهلِ البَيتِ (عليهم السلام) تَتمسَّكُ به الأمَّةُ في كلِّ زمَانٍ إلى يَومِ القِيَامةِ.

 جاءَ عن النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قَولُه: {إنِّي تَارِكٌ فيْكُم خَلِيفَتيْنِ: كِتَابَ اللهِ، حَبلٌ مَمدُود ٌما بينَ الأرْضِ والسَّماءِ، وعِترَتِي أهلَ بَيتِي، وإنَّهمَا لنْ يَتفرَّقا حتى يَرِدا عليَّ الحَوضَ} [صَحِيحُ الجَامعِ الصَّغيرِ للألبَانِي 1: 482].

 قَالَ المناوِيُّ الشَّافِعيُّ في "فَيْض القَدِيرِ" في شَرحِ حَدِيثِ الثَّقلَينِ: ((تَنبِيهٌ: قَالَ الشَّريِفُ - يَقصِدُ الحَافظَ السَّمهُودِي -: هذا الخَبرُ يَفهَمُ وُجُودَ مَن يَكُونُ أهلاً للتَّمسُّكِ به مِن أهلِ البَيتِ والعِترَةِ الطَّاهِرَةِ في كلِّ زَمنٍ إلى قِيَامِ السَّاعَةِ حتى يَتوجَّهَ الحثُّ المَذكُورُ إلى التَّمسُّكِ به كمَا أنَّ الكِتَابَ كذلِكَ، فلذلِكَ كَانُوا أماناً لأهلِ الأرْضِ فإذا ذَهبُوا ذَهبَ أهلُ الأرْضِ)) [فيَضُ القَديرِ 3: 15.]. انتَهى.

 وبهَذا المَعنَى أيضاً صرَّحَ العلَّامةُ الزُّرقَانيُّ المَالكِيُّ في "شَرْح الموَاهبِ"، قَالَ: ((قَالَ السَّمهُودِي: هذا الخَبرُ- أي: حَدِيثُ الثَّقلَينِ - يَفهَمُ وُجُودَ مَن يَكُونُ أهلاً للتَّمسُّكِ به مِن عِترَتِه في كلِّ زَمنٍ إلى قِيَامِ السَّاعةِ حتى يَتوجَّهَ الحثُ المَذكُورُ على التَّمسُّكِ به كمَا أنَّ الكِتَابَ كذلِكَ، فلذا كَانُوا أماناً لأهلِ الأرْض فإذا ذَهبُوا ذَهبَ أهلُ الأرْضِ)) [شَرحُ الموَاهبِ 7: 8]. انتَهى.

 وعن ابنِ حَجَرٍ في "الصَّواعقِ المُحرِقَةِ" قَالَ: ((وفي أحَادِيثِ التَّمسُّكِ بأهلِ البَيتِ إشارةٌ إلى عَدمِ انْقطَاعِ مُستأْهلٍ فيْهِم للتَّمسُّكِ به إلى يَومِ القِيَامةِ، كمَا أنَّ الكِتَابَ العَزيزَ كذلِكَ، ولهذا كَانُوا أماناً لأهلِ الأرْضِ كمَا سَيأتي، ويَشهَدُ لذلِكَ الخَبرُ السَّابقُ (في كلِّ خَلفٍ مِن أُمَّتِي عُدولٌ مِن أهلِ بيتي))) [الصَّواعِقُ المُحرِقَةُ 2: 442]. انتَهى.

 

 ولا يُوجَدُ اليومَ مُتأهِّلٌ يُمكِنُ التَّمسُّكُ به مِن أهلِ البَيتِ (عليهم السلام) سِوَى الإمامِ المَهدِيِّ المُنتَظَرِ (عليه السلام) بإجمَاعِ الشِّيعَةِ الإماميَّةِ وتَصريِحِ البَعضِ مِن عُلَماءِ أهلِ السُّنةِ بوُجُودِه واخْتِفَائِه.

 ونَذكُرُ مِن هؤلاءِ:   

1- مُحيي الدِّينِ بنِ عَربِّي، على ما نَقلَه عنْه الشَّعرَانيُّ الشَّافِعيُّ في "اليوَاقِيتِ والجَواهِرِ"، حيثُ قَالَ: ((وعِبَارةُ الشَّيخِ مُحيي الدِّينِ في البَابِ السَّادسِ والسِّتينَ وثَلاثُمِائةٍ منَ الفُتوحَاتِ: واعْلمُوا أنَّه لا بدَّ مِن خُرُوجِ المَهدِيِّ (عليه السلام)، ولكنْ لا يَخرُجُ حتى تَمتَلئَ الأرْضَ جَوراً وظُلْماً فيَملَؤُها قِسْطاً وعَدلاً، ولو لم يَكُنْ منَ الدُّنيَا إلَّا يومٌ وَاحِدٌ طوَّلَ اللهُ تعالى ذلكَ اليومَ حتى يَلِيَ ذلكَ الخَلِيفةُ، وهو مِن عِترَةِ رسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، مِن وُلْدِ فَاطِمةَ (عليها السلام)، وجدُّهُ الحُسَينُ بنُ عليِّ بنِ أبي طَالبٍ، ووَالِدُه حَسنُ العَسكَرِيُّ بنُ الإمامِ عليِّ النَّقيِّ...)). انتَهى [اليوَاقِيتُ والجَواهرُ 2 : 143].

    2- مُحمَّدُ بنُ طَلحةَ الشَّافعيُّ - الَّذي يَصِفُه الذَّهبِيُّ في "سِيَرِ أعلَامِ النُّبلَاءِ" بالعلَّامةِ الأوحَدِ [سِيَرِ أعلَامِ النُّبلَاءِ23: 239] - قَالَ في كِتَابِه "مَطالِب السُّؤولِ": ((أبي القَاسمِ مُحمَّدِ بنِ الحَسنِ الخَالِصِ بنِ عليٍّ المُتوكِّلِ بنِ القَانعِ بنِ عليِّ الرِّضَا بنِ مُوسَى الكَاظِمِ بنِ جَعفرِ الصَّادقِ بنِ مُحمَّدِ البَاقرِ بنِ عليٍّ زَينِ العَابدِينَ بنِ الحُسَينِ الزَّكيِّ بنِ عليٍّ المُرتَضَى أميرِ المُؤمِنينَ بنِ أبِي طَالبٍ، المَهدِيِّ، الحُجَّةِ، الخَلفِ الصَّالحِ، المُنتَظَر عليْهِم السَّلام ورَحمةُ اللهِ وبركَاتُه)). انتَهى [مَطالِبُ السُّؤولِ: 480]

3- سِبطُ ابنُ الجَوزِي الحَنبلِيِّ قَالَ في "تَذكِرَة الخَواصِّ" عن الإمامِ المَهدِيِّ: ((هو مُحمَّدُ بنُ الحَسنِ بنِ عليِّ بنِ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ مُوسَى الرِّضا بنِ جَعفَرِ بنِ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عليِّ بنِ أبِي طَالبٍ (عليهم السلام)، وكُنيَتُه أبو عَبدِ اللهِ، وأبو القَاسمِ، وهو الخَلفُ الحُجَّةُ، صَاحِبُ الزَّمانِ، القَائمُ، والمُنتَظَرُ، والتَّالِي، وهو آخِرُ الأئمَّةِ)). انتَهى [تَذكِرةُ الخَواصِّ: 363].

4- شَمسُ الدِّينِ مُحمَّدُ بنُ طولُونِ الحَنفِي مُؤرِّخُ دِمشْقٍ (ت:953 هـ) قَالَ في كِتَابِه"الأئمَّة الإثنَا عَشرَ" عن الإمامِ المَهدِيِّ (عليه السلام): ((كَانتْ وُلادَتُه رَضيَ اللهُ عنه يومَ الجُمُعةِ، مُنتصَفُ شَعبَانَ سَنةَ خَمسٍ وخَمسِينَ ومِائَتيْنِ، ولما تُوفِّي أبوهُ المُتقدِّمُ ذِكرُه (رضي الله عنهما) كانَ عُمرُه خَمسَ سِنِينَ...

(ثم ذَكرَ الأئمَّةَ الإثنَيْ عَشرَ (عليهم السلام) في قَصِيدةٍ له وقَالَ في آخِرِها: 

 عـَسـكــرِيُّ الــحَـــسَـــنُ الـمُـطَـــهـَّرُ * مـُحـمَّـدُ الـمَـهـدِيُّ سـوفَ يَـظْهـرُ)). انتَهى [الأئمَّةُ الإثنَا عَشرَ، ابنُ طولُونِ الحَنفِي : 117، 118].

5- نُورُ الدِّينِ عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ الصَّباغِ، الفَقِيهُ المالِكيُّ (انظُرْ تَرجُمتَه في الأعلَامِ للزّركلِي)، قَالَ في أوَّلِ الفَصلِ الثَّانِي عَشرَ من كِتَابِه "الفُصُول المُهمَّة": (( في ذِكرِ أبي القَاسمِ الحُجَّةِ، الخَلفِ الصَّالحِ، ابنِ أبِي مُحمَّدٍ الحَسنِ الخَالصِ، وهو الإمامُ الثَّانِي عَشرَ، وتَارِيخِ وُلادَتِه، ودَلائِلِ إمَامَتِه، وَطرفاً مِن أخبَارِه، وغَيبَتِه، ومُدَّةِ قِيَامِ دَولَتِه الكَرِيمةِ، وذِكْرِ كُنيَتِه، ونَسَبِه، وغَيرِ ذلكَ مما يَتَّصلُ به رَضِيَ اللهُ عنْه وأرضَاهُ)). انتَهى [الفُصولُ المُهمَّةُ في مَعرفَةِ الأئمَّةِ 2: 1096].

6- أحمدُ بنُ يُوسفَ بنِ سِنانِ القرمَانيِّ الدِّمشْقيِّ (ت:1019 هـ) قَالَ في كِتَابِه "أخبَار الدُّولِ وآثَار الأَوَلِ" في الفَصلِ الحَادِي عَشرَ: في ذِكْرِ أبِي القَاسمِ مُحمَّدٍ الحُجَّةِ الخَلفِ الصَّالحِ:

((وكانَ عُمرُه عِندَ وَفاةِ أبيهِ خَمسَ سِنِينَ، آتاهُ اللهُ فيْها الحِكمَةَ كما أُوتِيهَا يَحيَى (عليه السلام) صَبيّاً. وكانَ مَربُوعَ القَامَةِ، حَسنَ الوَجهِ والشَّعرِ، أقنَى الأنْفِ، أجلَى الجَبهَةِ... واتَّفقَ العُلمَاءُ على أنَّ المَهدِيَّ هو القَائِمُ في آخِرِ الوَقتِ، وقد تَعاضَدتْ الأخبَارُ على ظُهُورِه، وتَظاهَرتْ الرِّوايَاتُ على إشرَاقِ نُورِه، وسَتُسفِرُ ظُلمَةُ الأيَّامِ واللَّيالِي بسُفُورِه، ويَنجَلِي برُؤيَتِه الظُّلمُ انْجلَاءَ الصُّبحِ عن دَيجُورِه، ويَسِيرُ عَدلُه في الآفَاقِ فيَكُونُ أضوَءَ منَ البَدرِ المُنِيرِ في مَسِيرِه)). انتَهى [أخبَارُ الدُّولِ وآثارُ الأَوَلِ: 353-354، الفصل 11].

ومِن هؤلاءِ الأعلَامِ المتَقدِّمِ ذِكرُهُم، ممَّن صرَّحَ بغَيبَتِه (عليه السلام) وبقَائِه حيّاً إلى أنْ يأذنَ اللهُ بظُهُورِه المبَارَكِ ...قَالَ العلَّامةُ الأوْحدُ مُحمَّدُ بنُ طَلْحةَ الشَّافِعيُّ في كِتَابِه "مَطَالِب السُّؤولِ في مَناقِبِ آلِ الرَّسُولِ": 

((وأمَّا عُمرُه: فإنَّه وُلِدَ في أيَّامِ المعْتمَدِ على اللهِ، خَافَ فاخْتَفَى وإلى الآن، فلم يُمكِنُ ذِكرُ ذلكَ، إذ مَن غَابَ وإنْ انْقطَعَ خَبرُه لا تُوجِبُ غَيبَتُه وانْقطَاعُ خَبَرِه الحُكمَ بمِقدَارِ عُمرِه ولا بانْقِضَاءِ حَياتِه، وقُدرةُ اللهِ وَاسِعةٌ وحُكمُه وألطَافُه بعِبَادِه عَظِيمةٌ عَامَّةٌ، ولَوازِمُ عُظمَاءِ العُلمَاءِ أنْ يُدرِكُوا حَقائِقَ مَقدُورَاتِه وكُنهَ قُدرَتِه لم يَجِدُوا إلى ذلكَ سَبِيلاً، ولا نَقلَ طَرفُ تَطلُّعِهم إليْه حَسِيراً وَحدُّه كَلِيلاً، وأملَى عَليْهم لِسَانُ عَجزِهمْ عن الإحَاطةِ به وما أوتِيتُم منَ العِلمِ إلا قَلِيلاً.

 وليسَ ببَدعٍ ولا مُستَغرَبٍ تَعمِيرُ بَعضِ عِبادِ اللهِ المُخلِصينَ، ولا امْتدَادُ عُمرِه إلى حِينٍ، فقَد مدَّ اللهُ تعالى أعمَارَ جَمعٍ كَثِيرٍ مِن خَلْقِه مِن أصفِيائِه وأولِيَائِه ومِن مَطرُودِيه وأعدَائِه، فمِنَ الأصفِيَاءِ: عِيسَى (عليه السلام)، ومِنْهم الخِضرُ، وخَلقٌ آخرُونَ منَ الأنبِيَاءِ طَالتْ أعمَارُهُم، حتى جازَ كلُّ وَاحدٍ مِنْهم ألفَ سَنةٍ أو قَارَبَها كنُوحٍ (عليه السلام) وغَيرِه.

 وأما منَ الأعدَاءِ المَطرُودِينَ: فإبلِيسُ، وكذلِكَ الدَّجَّالُ، ومِن غَيرِهِم كعَادٍ الأولَى، كانَ فيْهِم مَن عُمرُه ما يُقارِبُ الألفَ، وكذلِكَ لُقمَانُ صَاحِبُ لبد.

 وكلُّ هذِهِ لبَيانِ اتِّسَاعِ القُدرَةِ الرَّبانيَّةِ في تَعمِيرِ بَعضِ خَلقِه، فأيُّ مَانعٍ يَمنَعُ مِن امْتدَادِ عُمرِ الصَّالحِ الخَلفِ النَّاصحِ إلى أنْ يَظهَرَ فيَعمَلَ ما حَكمَ اللهُ له به؟)). انتَهى.  

 وهذا المَعنَى منَ البَيانِ الَّذي صَدعَ به العلَّامةُ مُحمَّدُ بنُ طَلْحةَ الشَّافِعيُّ هنا هو المُوافِقُ عَملِياً لما صرَّحَ به عُلمَاءُ الأنسَابِ في حقِّ الإمامِ مُحمَّدِ بنِ الحَسنِ العَسكَريِّ (عليه السلام)... فها هو النَّسابَةُ العَمرِيُّ المشْهورُ مِن أعلَامِ القَرنِ الخَامِسِ الهِجريِّ يُصرِّحُ في كِتَابِه "المجدِي في أنسَابِ الطَّالِبيِّينَ" ويَقُولُ ما نصُّه: ((ومَاتَ أبو مُحمَّدٍ (عليه السلام) ووَلدُهُ مِن نَرجِسَ (عليها السلام) مَعلُومٌ عندَ خَاصَّةِ أصحَابِه وثُقَاتِ أهلِهِ، وسَنذكُرُ حَالَ وِلادَتِه والأخبَارَ التي سَمِعنَاهَا بذلِكَ، وامتُحِنَ المُؤمنُونَ بل كَافَّةُ النَّاسِ بِغَيبَتِه، وشره جَعفَرُ بنُ عليٍّ إلى مَالِ أخِيهِ وحَالِه فدَفعَ أنْ يَكُونَ له وَلدٌ، وأعَانَه بَعضُ الفَراعِنةِ على قَبضِ جَوارِيِّ أخِيهِ)). انتهى [المُجدِي في أنسَابِ الطَّالِبيِّينَ: 130].

 وها هو الفَخرُ الرَّازِيُّ الَّذي نَجِدُه بعدَ أنْ يُثبِتَ وُجُودَ أبنَاءٍ وبَنَاتٍ للإمامِ الحَسنِ العَسكَرِيِّ يَنصُّ على وَفاتِهِم في حَياةِ أبِيهِم وَاحِداً وَاحِداً يَتركُ التَّعرُّضَ لذِكْرِ وَفاةِ الإمامِ مُحمَّدِ بنِ الحَسنِ بالمرَّةِ ولا يُشِيرُ إلى شَيءٍ مِن ذلِك البتَّةَ، قَالَ في كِتَابِه "الشَّجَرة المُبَاركَة في أنسَابِ الطَّالِبيَّةِ" تَحتَ عُنوَانِ "أولَاد الإمامِ العَسكَرِيِّ (عليه السلام)" ما نصُّه: ((أمَّا الحَسنُ العَسكَرِيُّ الإمامُ (عليه السلام) فله ابْنَانِ وبِنتَانِ: أمَّا الإبنَانِ، فأحدُهُما: صَاحِبُ الزَّمانِ عجَّلَ اللهُ فَرجَه الشَّرِيفَ، والثَّانِي مُوسَى درجَ في حَياةِ أبيهِ. وأمَّا البِنتَانِ: ففَاطِمةُ دَرجَتْ في حَياةِ أبِيهَا، وأمُّ مُوسَى دَرجَتْ أيضاً)). انتَهى [الشَّجرةُ المُباركَةُ في أنسَابِ الطَّالِبيَّةِ - الفَخرُ الرَّازِي-: 78-79]. 

 وها هو نَسَّابةُ المدِينَةِ الشَّرِيفُ أنسُ بنُ يَعقُوبَ الْكتبِي يَقُولُ في كِتَابِه "الأُصُول في ذُرِّيةِ البَضعَةِ البَتُولِ": (( ومنَ الثِّابتِ عندَ أهلِ العِلمِ مِن مُتقدِّمينَ ومُتأخِّرينَ انْقطَاعُ خَبَرِه، وعَدمُ مَعرِفَةِ قَبرِه ولا مَكَانِه ...(إلى أنْ يَقُولَ) ومنَ التَّحالِيلِ السَّابِقةِ والتي اسْتقْصَيناهَا منَ الكُتُبِ المُعتَمَدةِ التي تُؤكِّدُ لنا صِحَّةَ اخْتِفاءِ الإمامِ المَهدِيِّ في سنٍّ مُبكِّرٍ وعَدمِ ظُهُورِه، فلم يَكُنْ له عَقِبٌ بالإجمَاعِ، وهذا ما أثبَتتْه كُتبُ الأنسَابِ والمُشجَّراتُ المُتقدِّمةُ المُعتَمدَةُ، بأنْ ليسَ له عَقِبٌ بإجمَاعِ كِبَارِ النَّسابِينَ، وبذلِكَ لم يُعرَفْ مَكانُه ولا ذَرارِيهِ)). انتَهى [الأصُولُ في ذُرِّيةِ البَضعَةِ البَتُولِ: 99، 100].

 ودُمتُم سَالِمينَ.