لمَاذا لا يَصحُّ أنْ نَقُولَ: إنَّ وُجودَ اللهِ مُعتَمِدٌ على مَخلُوقَاتِه؟!!

ما المَانعُ فيما إذا قُلنا: إنَّ وُجودَ اللهِ تعالى مُعتَمِدٌ على وُجُودِ مَخلُوقاتِه، مثلَما أنَّ وُجُودَ المَخلُوقاتِ مُعتَمِدٌ على وُجُود الله تعالى؟

: اللجنة العلمية

     الأخُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.

     تُوجدُ مَوانعُ مُتعدِّدةٌ، ولكنَّنا هنا سَنذْكرُ مَانِعَينِ لا أكثرَ:

     الأولُ: لُزومُ الدَّورِ.

     الثَّاني: وَسمُ الإلهِ بالإحتِياجِ.

     أما المَانعُ الأولُ - وهو لُزومُ الدَّورِ- فلأنَّ لَازمَ ما تَقُولُه هو تَوقُّفُ وُجُودِ المَخلُوقَاتِ على وُجُودِ الخَالقِ، وتَوقُّفُ وُجُودِ الخَالقِ على وُجُودِ المَخلُوقَاتِ، فتَكُونُ النَّتِيجةُ: تَوقُّفَ وُجُودِ المَخلُوقَاتِ على وُجُودِ المَخلُوقَاتِ، وهذا يُسمَّى في عِلمِ المَنطقِ بالدَّورِ الصَّرِيحِ، وهو غَيرُ مُنتجٍ عَملِياً وعِلمِياً.

     وأما المَانعُ الثَّاني - وهو وَسمُ الإلهِ بالإحتِياجِ - فإنَّ اللهَ تعالى هو وَاجبُ الوُجُودِ لذَاتِه، ومَعنَى وَاجبِ الوُجُودِ لذَاتِه أنَّه مَوجُودٌ بنَفسِه ولم يَحتَجْ إلى خَالقٍ يَخلُقُه أو يَتوقَّفُ وُجُودُه على شَيءٍ، فإذا قُلنا: "إنَّ وُجُودَه سُبحانه يَعتمِدُ على وُجُودِ مَخلُوقَاتِه" فهَذا فَرعُ الإحتِياجِ، ووَاجبُ الوُجُودِ لذَاتِه يَمتنِعُ كَونُه مُحتَاجاً لغَيرِه، فلا تَصحُّ دَعوَى تَوقُّفِ وُجُودِ وَاجبِ الوُجُودِ على غَيرِه.

     ودُمتُم سَالِمينَ.