طَرِيقُ النَّجاةِ التَّمسُّكَ بالعِترَةِ.

كَثُرتْ الجَماعَاتُ وتَعدَّدتْ والكلُّ يدَّعِي الحقَّ، أنا كمُسلمٍ منَ العامَّةِ ولا أملِكُ منَ العِلمِ الشَّرعيِّ إلا القَلِيلَ، فما هو طَرِيقُ النَّجاةِ؟

: اللجنة العلمية

     الأخُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.

     أولاً: رسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) بيَّنَ أنَّ أمَّتَه سَتفْترِقُ إلى ثَلاثَة وسَبِعينَ فِرقةً كلُّها في النَّارِ إلا وَاحِدةً. (سُنن ابنِ مَاجة ج2ص1322).

     قَال الهَيثمِيُّ في الزَّوائدِ: إسنَادُه صَحيحٌ، رِجالُه ثُقاتٌ.

     قَال الألبَانِيُّ: صَحيحٌ.

     ثَانياً: النَّبيُّ الأكرَمُ بيَّنَ مَن هي الفِرقةُ النَّاجِيةُ والمَنصُورةُ وهي التي تَمسَّكتْ بالعِترَةِ كما في حَدِيثِ الثَّقلَينِ.

     قَال النَّبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إنِّي تَاركٌ فيْكم الثَّقلَينِ، كِتابَ اللهِ وأهلَ بَيتِي وإنَّهما لنْ يَفترِقا حتى يَرِدا عليَّ الحَوضَ. (المُستَدركُ على الصَّحِيحينِ ج 3 ص160.

     قَال الحَاكمُ: هذا الحَدِيثُ صَحِيحُ الإسنَادِ على شَرطِ الشَّيخَينِ ولم يُخرِجَاه.

     وأعقَبه الذَّهبيُّ في التَّلخِيصِ: على شَرطِ البُخارِي ومُسلمٍ.

     وقد قَرنَ النَّبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عِترَتَه بالقُرآنِ مِن أنَّهما لنْ يَفتَرِقا، وبيَّنَ أنَّهما أمانٌ منَ الضَّلالِ كما في بَعضِ الألفَاظِ.

     وأنَّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قَال: إنِّي تَاركٌ فيْكم ما إنْ تَمسَّكتُم به لنْ تَضلُّوا بَعدِي، أحدُهما أعظمُ منَ الآخرِ، كِتابَ اللهِ حَبلٌ مَمدُودٌ منَ السَّماءِ الى الأرضِ، وعِترَتِي أهلَ بَيتِي... (صَحيحُ التِّرمِذي ج3ص 227 تَعليقٌ الألبَاني: صَحِيح).

     وهذا يَدلُّنا على أنَّ التَّمسُّكَ بغَيرِهم ضَلالٌ..

     ثَالثاً: جاءَ في حَدِيثِ السَّفِينةِ "إنَّما أهلُ بَيتِي فيْكم كمَثلِ سَفِينةِ نُوحٍ مَن رَكِبَها نَجا ومَن تَخلَّفَ عنْها غَرِقَ.

     قَال الهَيتمِي: وجاءَ مِن طُرقٍ عَدِيدةٍ يُقوِّي بَعضُها بَعضاً "إنَّما مَثلُ أهلِ بَيتِي فيْكم كمَثلِ سَفِينةِ نُوحٍ مَن رَكِبَها نَجا" وفي رِوايةِ مُسلمٍ: "ومَن تَخلَّفَ عنْها غَرِقَ" (الصَّواعقُ المُحرِقة ج1ص445).

     فهذا الحَديثُ يَدلُّ على أمرَينِ:

    1- يَدلُّ على أنَّ التَّمسُّكَ بهم أمانٌ منَ الضَّلالِ والغَرَقِ..

    2- يَدلُّ على أنَّ المُتمسِّكَ بهم قَلِيلٌ إذ شَبَّهَهم بمَن آمنَ بنُوحٍ.

     وقد قَال اللهُ فيْهم (وما آمنَ معَه إلَّا قَليلٌ).

     فهَذا القَلِيلُ هم الفِرقةُ النَّاجِيةُ منَ الفِرَقِ الثَّلاثةِ والسَّبعِينَ التي افْترَقتْ بعدَ رسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم).

     ودُمتُم سَالِمينَ.