الإمام علي ( ع ) هو الخليفة الوحيد الذي أجمع على خلافته الأنصار والمهاجرون في المدينة .

محمد/الأردن/: بعد موت أبي بكر وعمر وعثمان من الذي بايع علي؟  الأسماء والمصادر لو سمحتم.

: اللجنة العلمية

الأخ محمد المحترم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

لقد حدّثنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نفسه عن كيفية مبايعة الناس له بعد مقتل عثمان ، حيث قال ( عليه السلام) في خطبةٍ له:

(فَمَا رَاعَنِي إِلَّا وَالنَّاسُ إِلَيَّ كَعُرْفِ الضَّبُعِ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَ شُقَّ عِطْفَايَ  مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَم‏) [علل الشرائع،ج1،ص151،طبعة مكتبة داوري].

(وعُرِّف الضَّبُعِ: ما كثر من عنقها من الشعر ، وهو ثخين يضرب به المثل في الكثرة والازدحام ، وينثالون: يتتابعون مزدحمين ... وكان هذا الازدحام لأجل البيعة على الخلافة.)

[ تعليق الشيخ محمد عبده على نهج البلاغة،طبعة دار المعرفة،ج1،ص36] .

وجاء عن أبي جعفر الإسكافي المعتزلي ـ المتوفّى سنة 220 هـ ـ في كتابه "المعيار والموازنة" :

 (وحضر المهاجرون والأنصار وأجمع رأيهم على علي بن أبي طالب بالإجماع منهم أنه أولى بها من غيره، وأنه لا نظير له في زمانه فقاموا إليه حتى استخرجوه من منزله.

ومضى علي بن أبي طالب إلى طلحة بن عبيد الله، فقال له: إن الناس قد اجتمعوا على أن يبايعوا لي ولا حاجة لي في بيعتهم، فابسط يدك يبايعك الناس على كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال له طلحة: أنت أولى بذاك مني، وأحق به لفضلك وسابقتك وقرابتك، وقد استجمع لك من هؤلاء الناس ما قد تفرّق عليّ، قال له علي: إني أخاف أن تغدر بي وتنكث بيعتي، قال: لا تخافن ذلك فوالله لا تؤتى من قبلي بشئ تكرهه، قال: الله عليك بذلك كفيل؟ قال: الله علي به كفيل.

فأتى الزبير، فقال له مثل ذلك، وردّ عليه مثل طلحة.

فمضى علي بن أبي طالب إلى منزله إرادة التأني والتوكيد.

فرجع الناس إليه وهم متوافرون مجتمعون فاستخرجوه من داره، وقالوا له:

ابسط يدك نبايعك؟ فقبضها ومدوها، ولما رأى تداكهم عليه، واجتماعهم، قال:

لا أبايعكم إلا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا، فإن كرهني قوم لم أبايع.

فأتى المسجد وخرج الناس إلى المسجد، ونادى مناديه.

فيروى عن ابن عباس أنه قال: إني والله لمتخوفٌ أن يتكلم بعض السفهاء، أو من قتل عليٌّ أباه أو أخاه في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: لا حاجة لنا بعلي بن أبي طالب فيمتنع من البيعة.

قال: فلم يتكلم أحد إلا بالتسليم والرضا.)[المعيار والموازنة،تحقيق محمد باقر المحمودي،ص49]

ودمتم سالمين