هل كتب الجفر المنتشرة هي حقيقية؟ وإذا كانت مزيفة ماهو الدليل؟. 

تقرير السؤال:  إنّ سؤالك فيه احتمالان:  الاحتمال الأول: إنّك تسأل عن كتب الجفر الموجودة الآن.  الأحتمال الثاني: إنّك تسأل عن كتب الجفر الموجودة لدى أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

: اللجنة العلمية

الأخ المحترم عباس ابراهيم حسين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جواب السؤال إجمالاً:

 إذا كنت تسأل عن كتاب الجفر الموجود عند أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فهو ثابت بالروايات الكثيرة.

 وإنْ كنت تسأل عن كتب الجفر الموجودة في المكتبات التجارية فمزيفة.

الجواب التفصيلي:

إذا كان سؤالك عن كتب الجفر التي تباع في الأسواق والمكتبات التجارية وغيرها, فجوابه بالنفي القاطع, لان كتب الجفر لا توجد إلاّ عند المعصومين (عليهم السلام).

وإنْ كنت تسأل عن كتب الجفر الموجودة عند أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فالجواب بالايجاب قطعاً, والدليل على ذلك الروايات الكثيرة التي رواها الكليني, والصدوق، وغيرهم (رحمهم الله)، وإليك طائفة منها:

1- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّالِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ‏عُمَرَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ هَاهُنَا أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي‏(1)  .....ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ وَ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ وَ مَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَفْرُ قَالَ قُلْتُ وَ مَا الْجَفْرُ قَالَ وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ فِيهِ عِلْمُ النَّبِيِّينَ وَ الْوَصِيِّينَ وَ عِلْمُ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ مَضَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ قُلْتُ إِنَّ هَذَا هُوَ الْعِلْمُ قَالَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ وَ لَيْسَ بِذَاكَ ...الحديث(2) 

2- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ قَالَ قُلْتُ فَأَيُّ شَيْ‏ءٍ فِيهِ قَالَ زَبُورُ دَاوُدَ وَ تَوْرَاةُ مُوسَى وَ إِنْجِيلُ عِيسَى وَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً وَ فِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا وَ لَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ الْجَلْدَةِ وَ رُبُعُ الْجَلْدَةِ وَ أَرْشُ الْخَدْشِ وَ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ قَالَ قُلْتُ وَ أَيُّ شَيْ‏ءٍ فِي الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ قَالَ السِّلَاحُ وَ ذَلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ يَفْتَحُهُ صَاحِبُ السَّيْفِ لِلْقَتْلِ .... الحديث(3)  

3- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة قال: سأل أبا عبدالله عليه السلام بعض أصحابنا عن الجفر فقال: هو جلد ثور مملوء علما، قال: له فالجامعة؟ قال: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الاديم مثل فخذ الفالج(6)، فيها كل ما يحتاج الناس إليه، وليس من قضية إلا وهي فيها، حتى أرش الخدش(4) 

4- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ فِي الْجَفْرِ الَّذِي يَذْكُرُونَهُ‏(5)، لَمَا يَسُوؤُهُمْ لِأَنَّهُمْ لَا يَقُولُونَ الْحَقَ‏(6)، وَ الْحَقُّ فِيهِ فَلْيُخْرِجُوا قَضَايَا عَلِيٍّ وَ فَرَائِضَهُ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ .... الحديث‏»(7). 

ملخص الجواب: إنّ الجفر موجود عند أئمة أهل البيت (عليهم السلام) حصراً، ومن يدّعي وجوده عنده من غير الائمة الأطهار (عليهم السلام) فهو كاذب.

 

 ودمتم في حفظ الله ورعايته

___________________

(1)استفهام نبه به على أن مسئوله امر ينبغي صونه عن الاجنبى.( فى)

(2) الكافي (ط - إسلامية)؛ ج‏1؛ ص238؛ بَابٌ فِيهِ ذِكْرُ الصَّحِيفَةِ والْجَفْرِ والْجَامِعَةِ ومُصْحَفِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ‏

(3)الكافي الكليني - (ج 1 / ص 354)

(4) الكافي الكليني - (ج 1 / ص 354)

(5) يعني الأئمّة الزيدية من بنى الحسن يفتخرون به و يدعون أنّه عندهم.( آت)

(6) أي في المسائل، إذا سئلوا عنها. و قوله: و الحق فيه يعنى في الجفر و هو خلاف ما يقولون و قوله: فليخرجوا إلخ يعنى ليس ذلك عندهم و لا يدرون ما فيه من ذلك.( فى)

(7) الكافي (ط - إسلامية)، ج‏1، ص: 241