المِيرزَا النُّورِيّ الطَّبْرَسِيّ ترجَمَتُهُ وَإِنْجَازَاتُهُ.

سُلَيمَانُ: السَّلَامُ عَلَيكُم .. مَنْ هُو َالحَاجُ مِيرزا حُسًينُ بنُ مُحَمَّد تًقِيّ النُّورِيّ الطَبْرَسِيّ؟ وَمًا هِيَ اِنجَازَاتُهُ الفِكرِيَّة؟

: اللجنة العلمية

الأخُ سليمان المُحترَمُ، السَّلامُ عليكُم ورَحمَةُ اللهِ وبركاتُهُ 

هُوَ عَلَّامَةُ عُلَمَاءِ الإِسلامِ، وخاتمة المحدثين، وحيدُ دهره، ومجلسيّ عصرهُ، وحُجَّةُ ٱللهِ على العالمينَ، الذي يعجزُ القلمُ عنْ وصفهِ، ويَكِلُّ اللسانُ عنْ بيانِ محامِدِهِ وفضلهِ، وحَسْبُنَا بنقلِ ما ذَكَرَهُ بعضُ تلامذتهُ عنهُ:

قالَ الإِمامُ مُحَمَّدُ حُسَينُ كاشِفُ الغِطاءِ: (علّامةُ الفقهاءِ والمُحدِّثِينَ جامعُ أخبارِ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، حائزُ علومِ الأوَّلينَ والآخرينَ، حُجّةُ اللهِ على اليقينِ، مَنْ عَقِمَتِ النِّساءُ أنْ تلِدَ مثلَهُ، وتقاعَستْ أَساطِينُ الفُضلاءِ، فلا يُداني أحدٌ فضلَهُ ونبلَه،ُ التَّقيُّ الأَوَّاهُ المُعجِبُ ملائِكةَ السَّماءِ بِتقواه،ُ مَنْ لو تجلَّى اللهُ لِخلقِهِ لقالَ هذا نورِيٌّ مولانا ثِقةُ الإِسلامِ الحاجُ مِيرزا حُسَينُ النّوريّ أَدامَ اللهُ تعالى وُجودَهُ الشَّريفَ، وحَفِظَ سُورةَ بقائِهِ المباركِ مِنَ التَّنقيصِ والتَّحريفِ).

وقال العَلامةُ آغا بزرك الطَّهرانيّ: (إِمامُ أئمَّةِ الحديثِ والرِّجالِ في الأَعصارِ المتأخِّرةِ ومِن أَعاظمِ علماءِ الشِّيعةِ وكبارِ رجالِ الإِسلامِ في هذا القرنِ. كانَ الشَّيخُ النُّوريّ أحدَ نماذجِ السَّلفِ الصَّالحِ الَّتي نَدَرَ وُجودُها في هذا العصرِ، فقدِ ٱمْتازَ بعَبقَريَّةٍ فَـذَّةٍ، وكانَ آيةً مِن آياتِ اللهِ العجِيبةِ، كَمُنَتْ فيهِ مَواهبُ غَريبةٌ، ومَلَكَاتٌ شريفةٌ أَهَّلَتْهُ لأَنْ يُعَدَّ في الطَّلِيعةِ مِن عُلماءِ الشِّيعةِ الَّذينَ كرَّسوا حياتَهم طِوالَ أَعمارِهم لِخدمةِ الدِّينِ والمَذهبِ، وحياتُهُ صَفحةٌ مُشرقةٌ مِنَ الأَعمالِ الصَّالِحةِ، وهُو في مَجموعِ آثارٍ هُو مَآثِرُهُ، إِنسانٌ فرضَ لِشخصِهِ الخُلودَ على مَرِّ العُصورِ والزَّمانِ لِلمؤلِّفينَ والمُؤرِّخينَ بالعنايةِ بهِ والإِشادةِ بغَزارةِ فضلهِ، فقد نَذَرَ نفسَهُ لِخدمةِ العلمِ ولمْ يكنْ يَهُمُّهُ غيرَ البحثِ والتَّنقيبِ والفحصِ والتَّتبعِ، وجمعَ شَتاتَ الأَخبارِ وشذراتِ الحديثِ ونَظَّمَ مُتفرِّقاتِ الآثارِ وتأليفَ شواردِ السِّيَرِ، وقد رافقَهُ التًّوفيقُ، وأَعانتْهُ المًشيئةُ الإِلهيَّةُ، حتَّى لَيَظُنُّ النَّاظرُ في تَصانيفِهِ أَنَّ اللهَ شَمَلَهَ بخاصَّةِ أَلطافهِ ومَخصُوصِ عنايتِهِ، وٱدَّخرَ لهُ كُنوزًا قيِّمةً لمْ يَظفرْ بها أَعاظمُ السَّلفِ مِن هُواةِ الآثارِ ورِجالُ هذا الفنِّ، بلْ يُخَيَّلُ لِلواقفِ على أَمرهِ أَنَّ اللهَ خلقَهَ لِحفظِ البقيَّةِ الباقيةِ مِن تُراثِ آلِ مُحَمَّدٍ (عَليهِ وعَليهِمُ السًّلامُ) ﴿ذَلِكَ فَضْلُ ٱللهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَٱللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.

وقالَ السَّيِّدُ مُحسنُ الأَمينُ العامليّ: (كانَ عالِماً فاضِلاً مُحدِّثاً مُتبحِّراً في علمي الحديثِ والرِّجالِ عاِرفاً بالسِّيَرِ والتَّأريخِ مُنقِّباً فاحِصاً ناقِماً على أَهلِ عصرهِ عدمَ ٱعْتنائِهم بعلمي الحديثِ والرِّجالِ زاهِداً عابِداً لمْ تَفُتْهُ صَلاةُ اللَّيلِ وكانَ وَحيدَ عصرهِ في الإِحاطةِ والإِطِّلاعِ على الأَخبارِ والآثارِ والكُتُبِ الغربيَّةِ وجمعِ نفائِسِ المَخطوطاتِ كُتُباً كثيرةً، دخلتُ عليهِ مرَّةً وهِي مُنضَّدةً حولَهُ لكنهَّا تفرَّقتْ بعدَ موتِهِ).

بعضُ أَساتذتِهِ:

1- الشَّيخُ عبدُ الحُسينِ الطَّهرانيّ.

2- الشَّيخُ مُرتضى الأَنصاريّ: صاحبُ الرَّسائلِ والمكاسبِ.

3- المُجدِّدُ المِيرزا مُحَمَّدُ حَسَنُ الشِّيرازيّ.

4- المَولى عَلِيُّ الخلِيليّ.

وغيرُهم.

بَعضُ تلامذتِهِ والرَّاوينَ عنهُ:

تلمذَ على يدَيهِ وتخرَّجَ مِن مدرستِهِ فَطاحلُ عُلماءِ الشِّيعةِ، ونَذكرُ بعضَهم:

1- الشَّيخُ مُحَمَّدُ حُسينُ كاشِفُ الغِطاءِ (صاحبُ المُؤلَّفاتِ المَشهورةِ).

2- الشَّيخُ آغا بُزرك الطَّهرانيّ (صاحبُ الذَّريعةِ وطبقاتِ أَعلامِ الشِّيعةِ).

3- الشَّيخُ عَبَّاسُ القُمِّيّ (صاحبُ مَفاتيحِ الجِنانِ).

4- السَّيِّدُ عبدُ الحُسينِ شرفُ الدِّينِ (صاحبُ المُراجعاتِ).

5- السَّيِّدُ مُحسنُ الأَمينُ العامليّ (صاحبُ أَعيانِ الشِّيعةِ).

وغيرُهم.

مُؤلَّفاتُهُ:

خلَّفَ الميرزا النُّوريّ تراثاً ضَخِماً مُتنوِّعاً في والحديثِ والرِّجالِ والتَّأريخِ والمَعارفِ ونَذكرُ بعضَها:

1- مُستدركُ الوَسائلِ: وهُو مُستدركٌ على كتابِ وسائلِ الشِّيعةِ لِلحُرِّ العامليّ، وكانَ الآخُوند صاحبُ الكفايةِ، والمِيرزا مُحَمَّدُ تَقِيّ الحائريّ الشِّيرازيّ لا يُجَوِّزانِ الإِستِنباطَ والفَتوى مِن دُونِ مُراجعةِ كتابِ المُستدركِ.

2- خاتِمةُ المُستدركِ.

3- دارُ السَّلامِ في الرُّؤيا والمنامِ: طُبِعَ في أَربعةِ مجلَّداتٍ.

4- معالِمُ العِبَرِ في الإِستدراكِ على المُجلَّدِ السَّابعِ عَشَرَ مِن بِحارِ الأَنوارِ: طُبِعَ في مجلَّدٍ.

5- مَواقعُ النُّجومِ.

6- الفَيضُ القُدسيّ في أَحوالِ العلَّامةِ المَجلِسيّ: طُبِعَ في أَوَّلِ البحارِ.

7- الصَّحيفةُ العلويَّةُ الثَّانيةُ.

8- النَّجمُ الثَّاقبُ في الإِمامِ الغائبِ: طُبِعَ في مُجلَّدينِ.

9- كلمةٌ طيِّبةٌ: بالفارسِيَّةِ طُبِعَ في الهندِ.

10- البدرُ المُشَعشَعِ في ذُريَّةِ مُوسى المُبرقَعِ.

11- مُستدَركُ بحارِ الأَنوارِ: لمْ يَتُمْ.

12- حَواشِي رجالِ أَبِي عَلِيٍّ.

13- كشفُ الأَستارِ عن وجهِ الغائبِ عنِ الأَبصارِ: وهُو رَدٌّ على قَصيدةِ الآلُوسيّ في صاحبِ الزَّمانِ (عجَّل اللهُ فرجَهُ)، وقد قامَ تلميذُهُ الشَّيخُ مُحَمَّدُ حُسَينُ كاشفُ الغِطاءِ بنظمِها.

14- جَنَّةُ المأوى فِيمَن فازَ بلقاءِ الحُجَّةِ (عجَّل اللهُ فرجَهُ): طُبِعَ في آخرِ المُجلَّدِ المُختصِّ بالإِمامِ الثَّاني عَشَرَ مِن بحارِ الأَنوارِ للعلَّامةِ المَجلِسيّ، وطُبِعَ مستقلَّاً أَيضَاً.

15- الصَّحيفةُ الرَّابعةُ السَّجَّاديَّةُ.

16- مِيزانُ السَّماءِ في تَعيِينِ مولدِ خاتمِ الأَنبياءِ: فارسيّ.

17- اللُّؤلُؤُ والمَرجانُ.

18- فصل الخطاب.

19- تَحَيَّةُ الزَّائرِ: وهُو مُستدرَكٌ على تُحفةِ الزَّائرِ للعلَّامةِ المَجلِسيّ.

20- دِيوانُ شعرهِ: بالفارسيّ.

ولهُ مُؤلَّفاتٌ كثيرةٌ مَطبوعةٌ ومَخطوطةٌ.

تُوفِّيَ سنةَ 1320 هـ، ودُفِـنَ في الصَّحنِ العلويّ الشَّريفِ، وكانَ يومُ وفاتِهِ يوماً مَشهُوداً، جَزَعَ فيهِ عامَّةُ النَّاسِ لا سيَّما العُلماءُ، ورَثاهُ جَمعٌ مِنَ الشُّعراءِ.

مَصادرُ تَرجمتهِ:

طبقاتُ أَعلامِ الشِّيعةِ ج14، مُقدِّمةُ قصيدةِ العلَّامةِ كاشفِ الغِطاءِ في نَظمِ كِتابِ كَشفِ الأستارِ، أَعيانُ الشِّيعةِ لِلسَّيِّدِ مُحسنِ الأَمينِ ج6، مُقدِّمةُ تَحقيقِ كَشفِ الأستارِ، بقلمِ السِّيِّدِ عَلِيّ المَيلانيّ، ومُقدِّمةُ الأُستاذُ أَحمدُ الحِلِّيّ، وكِلاهُما مَطبُوعانِ.

 وَدُمتُم سالِمين.