هَلْ وَرَدَتْ رُوَايَاتٌ بِخُصُوصِ المَشْيِ فِي الأَربَعِين لِلحُسَينِ (ع)؟!

مُحَمَّدُ/: السَّلامُ عَلَيكُم سُؤالِي هُو: هَل وَرَدَت نُصُوصٌ مُعتَبَرَةٌ تَحُثُّ على السَّيرِ على الأَقدامِ إِلى كَربلاءَ حَصراً في يَومِ الأَربَعِين؟ وهَلِ السَّيرُ مُختَصٌّ بِسَيِّدِ الشُّهداءِ دُونَ بَقِيَّةِ الأَئِمَّةِ؟

: اللجنة العلمية

الأَخُ مُحَمَّدُ المُحتَرَمُ:

عَلَيكُم السَّلَامُ وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُهُ:

لَقَدْ وَرَدَتْ رُواياتٌ كثيرةٌ في زِيارةِ الحُسينِ (عليهِ السَّلامُ) بَلَغَت حَدَّ التَّظافُرِ والتَّواتُرِ، أَشَرنا إِليهَا في مُناسَباتٍ مُختلفةٍ، تَحُثُّ على زِيارةِ الحُسينِ (عليهِ السَّلامُ) رَاكِباً وماشِياً، وأَنَّ في كُلِّ خُطوةٍ مِن زِيارتِهِ أَجراً عَظِيماً، ويُمكِنُكُم مُطالَعةَ كِتابِ (نُورِ العَينِ في المَشيِ إِلى زِيارةِ قَبرِ الحُسينِ) لِلشَّيخِ مُحَمَّدِ حَسَنِ بْنِ الشَّيخِ مُحَمَّدِ حُسينِ الإِصْطَهبَاناتِيّ (المَولُودِ سَنَةَ 1350هـ)، حتَّى تَقِفَ على هذِهِ الرُّواياتِ الكَثيرةِ  في زِيارةِ الحُسينِ (عليهِ السَّلامُ) ماشِياً.

هذا مِن حَيثُ الكَيفِيَّةِ لِلزِّيارةِ، أَمَّا مِن حَيثُ التَّوقِيتِ، فَقَدْ وَرَدً النَّصُّ الجَلِيُّ في زِيارةِ الحُسينِ (عليهِ السَّلامُ) في يَومِ الأَربَعِينِ، نَقَلَهُ شَيخُ الطَّائِفةِ الشَّيخُ الطُّوسِيُّ (قُدِّسَ سِرُّهُ) في كِتابِهِ "مِصباحِ المُتَهَجِّدِ" ص 788، قالً: أَخبَرَنا جَماعةٌ عَن أَبي مُحَمَّدٍ هارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلعَكبَريّ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُعَمَّرِ قالَ: حَدَّثًني أُبُو الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعَدَةَ والحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَن سَعدَانَ بْنِ مُسلِمٍ عَن صَفوَانَ بْنِ مَهرَانَ، قالَ: قالَ لِي مَولاي الصَّادقُ (صَلَوَاتُ ٱللهِ عَلَيهِ): في زِيارةِ الأَربَعِينِ تَزُورُ عِندَ ٱرْتِفاعِ النَّهارِ، تَقولُ: ... إِلخ.

فإِذا عَرفتَ ذلِكَ، وبَعدَ ثُبُوتِ الأَدِلَّةِ على كَيفِيَّةِ الزِّيارةِ (مِن جَوازِ إِتيانِهِ ماشِياً وراكِباً)، وثُبُوتِ التَّوقِيتِ المَخصُوصِ (لِلأَربَعِينِ)، يَكونُ إِتيانُهُ (عليهِ السَّلامُ) ماشِياً في يَومِ الأَربَعِينِ أَمراً جائِزاً ومُستَحَبَّاً والمُؤمِنُ مُثابٌ على ذلِكَ، ولهُ أَجرٌ عَظيمٌ، ولا نَحتاجُ بَعدَ هذهِ الأَدِلَّةِ إِلى تَخصِيصِ زِيارةٍ مُعَيَّنَةٍ لهُ (عليهِ السَّلامُ) بمَشيٍ أَو رَكوبٍ، فهَذا كًلامٌ لا قِيمَةَ عِلمِيَّةٌ لهُ، فالرُّواياتُ لَمْ تُضَيِّقْ على النَّاسِ في زِيارةِ الحُسينِ (عليهِ السَّلامُ) بِكَيفِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ، وأَجازَت زِيارَتَهُ بأَيِّ طَريقةٍ وكَيفِيَّةٍ حتَّى لَو كُنتَ جالسِاً في بَيتِكَ أَو تَصعَدُ على سَطحِ دارِكَ وتَتَوَجَّهُ إِلى كَربَلاءَ وتَقولُ: السَّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَا عَبدِ ٱللهِ (ع).

كمَا لَمْ نَجِدْ فَقِيهاً واحِداً مِن فُقَهَائِنَا يُصَرِّحُ - كَحُكْمٍ أَوَّلِيٍّ - بِوُجُوبِ زِيارةِ الحُسَينِ (عليهِ السَّلامُ) ماشِياً في مُناسَبةٍ ما، بَل لِلنَّاسِ أَن تَزورَ الحُسَينَ (عليهِ السَّلامُ) في مُختَلفِ المُناسَباتِ بِأَيِّ طَريقَةٍ شَاءَتْ.

ودُمتُم سَالِمِينَ