بَعْضُ رِوَايَاتِ الرَّجْعَةِ فِي الكَافِي وَالبِحَارِ.

Abass Almoali: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أَسْعَدَ اللهُ صَبَاحَكُمْ بِكُلِّ خَيْرٍ. هَلْ ذُكِرَتْ بِالكَافِي رِوَايَاتُ الرَّجْعَةِ؟ وَفِيْ أَيِّ جُزْءٍ أَجِدُهَا؟ وَالسُّؤَالُ الثَّانِي: بِخُصُوصِ رِوَايَاتِ الرَّجْعَةِ، هَلْ ذَكَرَ صَاحِبُ البِحَارِ رِوَايَاتِ الرَّجْعَةِ؟ وَأَيْنَ أَجِدُهَا؟ أَرْجُو الرَّدَ لُطْفَاً

: اللجنة العلمية

الأخُ عباس المُحْتَرَمُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ.

جَوَابُ السُّؤَالِ الأَوَّلِ : ذَكَرَ الكُلَيْنِيُ رِوَايَاتٍ عَدِيْدَةً فِي وُقُوْعِ الرَّجْعَةِ فِي الأُمَمِ السَّابِقَةِ ، وَوُقُوْعُهَا فِيْ هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَنَحْنُ نُوْرِدُ شَيْئَاً مِنَ القِسْمِ الثَّانِي : 

1- عَن أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلامُ)،قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ) كَثِيراً ما يَقُولُ: أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ،وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ،وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِيسَمِ» الكافي للكُليني ج1 ص196 - 197 رقم 1 و 2 .

2- وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : وَقَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : وَإِنِّي لَصَاحِبُ العَصَا وَالمَيْسَمِ، وَالدَّابَّةِ الَّتي تُكلِّمُ النَّاسَ) الكافي للكِليني ج1 ص198 رقم 3 . وَالعَصَا وَالمَيْسَمُ وَالدَّابَةُ كُلُّهَا فِي الرَّجْعَةِ .

3- عَنْ أَبِي بَصِيْرٍ قَالَ : قُلْتُ : لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَأَقْسَمُوا باللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعلمون} ؟ قَالَ : فَقَالَ لِي : يَا أَبَا بَصِيْرٍ مَا تَقُوْلُ فِي هَذِهِ الآَيَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ المُشْرِكِيْنَ يَزْعُمُونَ وَيَحْلِفُونَ لِرَسُوْلِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) إِنَّ اللهَ لَا يَبْعَثُ المَوْتَى قَالَ : فَقَالَ : تَبَّاً لِمَنْ قَالَ هَذَا ، سَلْهُمْ هَلْ كَانَ المُشْرِكُونَ يَحْلُفُونَ بِاللهِ أَمْ بِاللَّاتِ وَالعِزَّى ؟ قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَوْجِدْنِيْهُ. قَالَ : فَقَالَ لِيْ : يَا أَبَا بَصِيْرٍ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَ اللهُ إِلَيْهِ قَوْمَاً مِنْ شِيْعَتِنَا قِبَاعٌ سُيُوْفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ فَيَبْلُغُ ذَلِكَ قَوْمَاً مِنْ شِيْعَتِنَا لَمْ يَمُوْتُوا فَيَقُوْلُونَ : بُعِثَ فُلانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ مِنْ قُبُورِهُمْ وَهُمْ مَعِ القَائِمِ فَيَبْلُغُ ذَلِكَ قَوْمَاً مِنْ عَدُوِّنَا فَيَقُوْلُوْنَ : يَا مَعْشَرَ الشِّيْعَةِ مَا أَكْذَبَكُمْ! هَذِهِ دَوْلَتُكُمْ وَأَنْتُمْ تَقُوْلُوْنَ فِيْهَا الكَذِبَ لَا وَاللهِ مَا عَاشَ هَؤُلَاءِ وَلَا يَعِيْشُونَ إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ قَالَ : فَحَكَى اللهُ قَوْلَهَمْ فَقَالَ : " وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ .) الكافي للكُليني ج8 ص51 رقم 14 .

4- عَنْ عَبْدِ اللهِ بن القَاسِمِ البَطَلِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :{ وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إِسْرَائِيْلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ} قَالَ : قَتْلُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَطَعْنُ الحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوَّاً كَبِيْرَاً } قَالَ : قَتْلُ الحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أَوْلِيْهِمَا} فَإِذَا جَاءَ نَصْرُ دَمِ الحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادَاً لَنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيْدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} قَوْمٌ يَبْعَثُهُمُ اللهُ قَبْلَ خُرُوْجِ القَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَلَا يَدْعُونَ وِتْرَاً لِآَلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا قَتَلُوْهُ {وَكَانَ وَعْدَاً مَفْعُوْلَاً} خُرُوْجُ القَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِم} خُرُوْجُ الحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي سَبْعِيْنَ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَيْهِمُ البِيْضُ المُذَهَّبُ لِكُلِّ بيْضَةٍ وَجْهَانِ المُؤَدُّوْنَ إِلَى النَّاسِ أَنَّ هَذَا الحُسَيْنَ قَدْ خَرَجَ حَتَّى لَا يَشُكَّ المُؤْمِنُونَ فِيْهِ وَإِنَّهُ لَيْسَ بِدَجَالٍ وَلَا شَيْطَانٍ وَالحُجَّةُ القَائِمُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ فَإِذَا إِسْتَقَرَّتِ المَعْرِفَةُ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِيْنَ أَنَّهُ الحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) جَاءَ الحُجَّةَ المُوْتُ فَيَكُوْنُ الَّذِي يُغَسِّلُهُ وَيُكَفِّنَهُ وَيُحَنِّطُهُ وَيُلحِدَهُ فِيْ حُفْرَتِهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) وَلَا يَلِي الوَصِيَّ إِلَّا الوَصِيَّ .) الكَافِي لِلْكُلَيْنِيِّ ج8 ص206 رَقَمْ 250 .

5- عَنْ عَمَّارِ بنِ مَرْوَانٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُوْلُ :- وَذَكَرَ حَالَ المُؤْمِنِ بَعْدَ المَوْتِ إلَى أَنْ قَالَ - فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ رُوْحِهَا وَرَيْحَانِهَا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ عَنْ أَمَامِهِ مَسِيْرَةَ شَهْرٍ وَعَنْ يَمِيْنِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : نَمْ نَوْمَةَ العَرُوْسِ عَلَى فِرَاشِهَا أَبْشِرْ بِرَوْحٍ وَ رَيْحَانْ وَجَنَّةِ نَعْيِمٍ وَرَبٍ غَيْرِ غَضْبَانِ ، ثُمَّ يَزُوْرُ آَلَ مُحَمَّدٍ فِي جِنَانِ رُضْوَى فَيَأْكُلُ مَعْهُمْ مِنْ طَعَامِهِمْ وَيَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِمْ وَيَتَحَدَّثُ مَعَهَمْ فِيْ مَجَاْلِسِهِمْ حَتَّى يَقُوْمَ قَائِمُنَا أَهْلَ البَيْتِ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَهُمُ اللهُ فَأَقْبَلُوا مَعَهُ يُلَبُّوْنَ زُمَرَاً زُمَرَاً فَعِنْدَ ذَلِكَ يَرْتَابُ المُبْطِلُونَ وَيَضْمَحِلُ المُحِلُّوْنَ وَقَلِيْلٌ مَاْ يَكُوْنُوْنَ ، هَلَكَتِ المَحَاضِيْرُ وَنَجَى المُقَرَّبُوْنَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَنْتَ أَخِيْ وَمِيْعَادُ مَا بَيْنِيْ وَبَيْنِكَ وَادِي السَّلَامِ .) الكَافِي لِلْكُلَيْنِيِّ ج3 ص131 رقم 4 .

6- عَنْ الحَسَنِ بنِ شَاذَانٍ الوَاسِطِيِّ قَالَ : كَتَبْتُ إِلَى أَبِيْ الحَسَنِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَشْكُوا جَفَاءَ أَهْلِ وَاسِطَ وَحَمْلَهَمْ عَلَيَّ وَكَانَتْ عِصَابَةٌ مِنْ العُثْمَانِيَّةِ تُؤْذِيْنِي. فَوَقَّعَ بِخَطِّهِ : إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَخَذَ مِيْثَاقَ أَوْلِيَائِنَا عَلَى الصَّبْرِ فِي دَوْلَةِ البَاطِلِ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ، فَلَوْ قَدْ قَامَ سَيِّدُ الخَلْقِ لَقَالُوا : { يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ المُرْسَلُونَ} . ) الكَافِي لِلْكُلَيْنِيِّ ج8 ص247 .

7- عَنْ حُرَيْزٍ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ البَيْتِ وَأَقْرَبَ آَجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعْ حَاجَةِ النَّاسِ إلَيْكُمْ ؟ ! فَقَالَ : إنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِيْفَةً فِيْهَا مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ يُعْمَلَ بِهِ فِيْ مُدَّتِهِ ، فَإِذَا إِنْقَضَى مَا فِيْهَا مِمَّا أُمِرَ بِهِ عَرَفَ أَنَّ أَجَلَهُ قَدْ حَضَرَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَنْعَى إِلَيْهِ نَفْسَهُ وَأَخْبَرَهُ بِمَا لَهُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّ الحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَرَأَ صَحِيْفَتَهُ الَّتِي أُعْطِيْهَا ، وَفَسَّرَ لَهُ مَاْ يَأْتِي بِنَعْيٍّ وَبَقِيَ فِيْهَا أَشْيَاءُ لَمْ تُقْضَ ، فَخَرَجَ لِلْقِتَالِ وَكَانَتْ تِلْكَ الأُمُوْرُ الَّتِي بَقِيَتْ أَنَّ المَلاَئِكَةَ سَأَلَتِ اللهَ فِي نُصْرَتِهِ فَأَذِنَ لَهَا وَمَكَثَتْ تَسْتَعِدُّ لِلْقِتَالِ وَتَتَأَهَّبُ لِذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ فَنَزَلَتْ وَقَدْ إنْقَطَعَتْ مُدَّتُهُ وُقُتِلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ : يَا رَبْ أَذِنْتَ لَنَا فِي الإِنْحِدَارِ وَأَذِنْتَ لَنَا فِيْ نُصْرَتِهِ ، فَانحَدَرْنَا وَقَدْ قَبَضْتَهُ ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِمْ : أَنْ اِلْزَمُوا قَبْرَهُ حَتَّى تَرَوْهُ وَقَدْ خَرَجَ فَانْصُرُوْهُ وَابْكُوا عَلَيْهِ وَعَلَى مَا فَاتَكَمْ مِنْ نُصْرَتِهِ فَإِنَّكُمْ قَدْ خُصِصْتُمْ بِنُصْرَتِهِ وَبِالبُكَاءِ عَلَيْهِ ، فَبَكَتِ المَلَائِكَةُ تَعَزِّيَاً وَحُزْنَاً عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ، فَإِذَا خَرَجَ يَكُوْنُوْنَ أَنْصَارَهُ .) الكَافِي لِلْكُلَيْنِيِّ ج1 ص283 .

وَغَيْرُهَا مِنَ الرِّوَايَاتِ.

أمَّا جَوَابُ السُّؤَالِ الثَّانِي : نَعَمْ ، خَصَّصَ العَلَّامَةُ الْمَجْلِسِيُّ فِي البِحَارِ فِي المُجَلَدِ الثَّالِثِ وَالخَمْسينَ ، بَابَاً فِي الرَّجْعَةِ ، وَأَوْرَدَ فِيْهِ أَكْثَرَ مِنْ مَائَةٍ وَسِتُّينَ حَدِيْثَاً فِي الرَّجْعَةِ.

وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْن.