علة القيام ووضعُ اليدِ على الرأسِ عند ذكرِ القائمِ الحجَّةِ (ع).

كاظم/: لماذا نَقومُ ونَضَعُ أيدينا على رُؤوسِنا عِندَ ذِكرِ الإمامِ المهديّ عَجَّلَ اللهُ فَرجَهُ الشَّريف ؟

: اللجنة العلمية

الأخُ كاظم المُحترَمُ، السَّلامُ عَليكُمْ ورَحمَةُ اللهِ وبَركاتُهُ

أَوّلاً: جَرَتْ سِيْرَةُ الْإمَامِيَّةِ الإثني عَشَريّةِ فِي جَمِيعِ الْبُلْدَانِ، عَلَى الْقِيَامِ وَوَضْعِ الْيَدِ عَلَى الرَّأْسِ عِنْدَ ذِكْرِ اِسْمِهِ الْمُبَارَكِ أو أَحَدِ أَلْقَابِهِ الشَّرِيفَةِ، وَهَذَا كَاشِفٌ عَنْ وُجُودِ مَصْدَرٍ وَأَصْلٍ لِهَذَا الْعَمَلِ.

كَمَا ذَكَرَهُ الْمِيرْزَا النُّورِي الطَّبرسي فِي النَّجْمِ الثّاقِبِ ص747.

ثَانِياً: إِنَّ فِي ذَلِكَ نَوْعٌ مِنَ التَّعْظِيمِ والإحتِرامِ الْمَطْلُوب.

ثَالِثاً: بَعْضُ الرِّوَايَاتِ الْمَنْقُولَةِ:

الرِّوَايَةُ الْأوْلَى: نَقَلَ الْحَائِرِيُّ فِي إِلْزَامِ النَّاصِبِ: (عَنْ تَنْزِيهِ الْخَوَاطِرِ: سُئِلَ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلامُ) عَنْ سَبَبِ الْقِيَامِ عِنْدَ ذِكْرِ لَفْظِ الْقَائِمِ مِنْ أَلْقَابِ الْحُجَّةِ.

قَالَ: لِأَنَّ لَهُ غَيْبَةً طُولَانِيَّةً، وَمِنْ شِدَّةِ الرَّأْفَةِ إِلَى أَحِبَّتِهِ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ مَنْ يَذكرُهُ بِهَذَا اللَّقَبِ الْمُشْعِرِ بِدَوْلَتِهِ وَالْحَسْرَةِ بِغُرْبَتِهِ، وَمِنْ تَعْظِيمِهِ أَنْ يَقُومَ الْعَبْدُ الْخَاضِعُ لِصَاحِبِهِ عِنْدَ نَظَرِ الْمَوْلَى الْجَلِيلِ إِلَيْهِ بِعَيْنَهِ الشَّرِيفَةِ، فَلْيَقُمْ وَلْيَطلُبْ مِنَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ تَعْجِيلَ فَرَجِهِ.) 

إِلْزَامُ النَّاصِبِ فِي إِثْبَاتِ الْحُجَّةِ الْغَائِبِ ج1 ص246.

الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ: نَقَلَ الْمِيرْزَا النُّورِيُّ أَنَّهُ:( وَنَقَلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أنّهُ سَأَلَ عَنْ هَذَا الْمَوْضُوعِ الْعَالِمَ الْمُتَبَحِّرَ الْجَلِيلَ السَّيِّدَ عَبْدِ اللهِ سِبْطِ الْمُحَدِّثِ الْجَزَائِرِيِّ، وَقَدْ أَجَابَ هَذَا الْمَرْحُومُ فِي بَعْضِ تَصَانِيفِهِ إنّهُ رَأَى خَبَرًا مَضْمُونُهُ إنّهُ ذُكِرَ يَوْماً اِسْمُهُ الْمُبَارَكُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي مَجْلِسِ الْإمَامِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَامَ عَلَيْهِ السَّلامُ تَعْظِيمًا وَاِحْتِرَامًا لَهُ.) 

النَّجْمُ الثَّاقِبُ فِي أَحْوَالِ الْإمَامِ الْحُجَّةِ الْغَائِب ص747.

الرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ: قَالَ الْعَلَّامَةُ المامقانيُّ فِي التَّنْقِيحِ:( وَرَوَى مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ أَنَّهُ لَمَّا قَرَأَ دِعْبَلُ قَصِيدَتَهُ الْمَعْرُوفَةَ عَلَى الرِّضَا (ع)، وَذَكَرَ الْحُجَّةَ عَجَّلَ اللهُ تَعَالَى فَرَجَهُ بِقَوْلِهِ:

فَلَوْلَا الَّذِي أَرْجُوهُ فِي الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ*** تَقَطَّعَ نَفْسِيُّ إثْرهُمْ حَسْرَاتٍ

خُرُوجُ إمَامٍ لَا مَحَالَةَ خَارِجٌ*** يَقُومُ عَلَى اِسْمِ اللهِ وَالْبَرَكَاتِ

يُمَيِّزُ فِينَا كُلَّ حَقٍّ وَبَاطِلٍ*** وَيَجْزِي عَلَى النَّعْمَاءِ وَالنِّقْمَاتِ

وَضَعَ الرِّضَا (ع) يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَتَوَاضَعَ قَائِمًا وَدَعا لَهُ بِالْفَرَجِ.)

 تَنْقِيحُ الْمَقَالِ لِلْعَلَّامَةِ المامقانيّ ج1 ص418 بِتَرْجَمَةِ دِعْبِلِ الْخُزَاعِيِّ، الطَّبْعَةُ الْحَجَرِيَّةُ.

ودُمتُم سالِمين.