سؤالُ عنِ المسجدِ الأَقصى وهيكلِ سليمانَ.

حيدرُ الخفاجيُّ: السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُهُ ..إخوتي جزآكم ٱللهُ خيراً على هذا العمل وجعلَهُ ٱلله في ميزانِ حسناتكم سؤالِي جزآكم ٱللهُ خيراً هل هناكَ رواياتٌ عن أهلِ البيتِ توضِّحُ أنَّ المسجدَ الأَقصى هُو في مكانٌ سماويٌّ وليسَ هذا الموجودَ على الأَرضِ وأَنَّ هذا البناءَ هُو مجرَّدُ دارٍ للعبادةِ وليسَ مَن أُسرِيَ الرَّسولُ ﴿صلَّى ٱللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم﴾ إِليهِ ليلةَ الإِسرآءِ، وكما ظهرَ مِن أنَّ هناكَ محدِّثاً تأريخيَّاً مِن أصولٍ يهوديَّةٍ يُنفي أن يكونَ هيكلٌ لنبيِّ ٱللهُ سُليمانَ عليهِ وعلى نبينا أفضلُ الصّلاةِ والسَّلامِ أو ما شاكلَ ذلكَ جزآكم ٱللهُ خيراً.

: اللجنة العلمية

الأخُ حيدرُ المحترمُ:

السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُهُ

تُوجَدُ بعضُ الرُّواياتِ الَّتِي تُشيرُ إِلَى أَنَّ المسجدَ الأَقصى هُو في السَّماءِ، كهذهِ الرُّوايةِ الواردةِ في " مُستدركِ الوسائلِ": مُحَمَّد بن مسعودِ العَيَّاشيّ في تفسيره: عن سلام الحناطِ، عن رجل، عن أبي عبدِٱللهِ ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾، قال: سألتُه عن المساجدِ الَّتِي لها الفضل، فقال: "المسجدُ الحرامِ، ومسجدُ الرَّسُولِ ﴿ﷺ﴾"، قلتُ: والمسجدُ الأَقصى جعلت فداك ؟

فقال:"ذاكَ في السَّماءِ، إِليهِ أُسرِيَ رسولُ ٱللهُ ﴿ﷺ﴾"

فقلتُ: إِنَّ النَّاسَ يقولونَ إِنَّهُ بيتُ المقدسِ، فقال: "مسجدُ الكوفةِ أَفضلُ منه ") . [ ج3 ص 409]، إِلَّا أَنَّها ضعيفةٌ السَّنَدِ، والمشهورُ عندَ الشيعةِ إِنَّ المسجدَ الأَقصى الَّذِي أُسرِيَ منهُ النبيّ﴿ﷺ﴾ هُو هذا المسجدُ الموجودُ في فلسطينَ.

أَمَّا موضوعُ هيكلِ سليمانَ فهُو مِن مزاعمِ اليهودِ، ولا يُوجَدُ ما يُثبتهُ مِن مصادرَ تأريخيَّةٍ موثوقةٍ، بل التَّناقضُ والتَّضاربُ في دعواهم واضحٌ عن مكانِ الهيكلِ المزعومِ [ راجعْ كتاب: مسجدِ داوودَ وليسَ هيكلَ سُليمانَ: 58].. وقد فنَّد المؤرِّخونَ والمحقِّقونَ كالدُّكتورِ أَحمدَ سوسة الَّذِي كانَ يهوديَّاً فأَسلمَ فكرةَ وجودِ الهكيلِ، وصرَّح بأَنَّها فكرةٌ كنعانيَّةٌ وثنيَّةٌ، وكذلكَ عالمُ الآثارِ اليهوديّ "إِسرائيلُ فلنكشتاين" الَّذِي صر َّح بعدمِ وجودِ آثارٍ تدُلُّ على الهيكلِ المزعومِ.  [  تَجِدُ نسخةً محفوظةً مِن كلامهِ 09 فبراير 2013 على موقعِ واي باك مشين] .. ويبقى هذا الزعمُ الهدفُ منهُ تدميرُ المسجدِ الأَقصى بدعوى أنَّ هيكلَ سليمانَ يقعُ على التَّـلَّةِ الَّتِي بُنِيَ عليها المسجدُ الأَقصى.

وٱللهُ الحافظُ لِلمسلمينُ ومساجِدِهم المقدُّسةِ مِن عَبَثِ اليهودِ وحقدِهم .

  ودُمتُم سالِمين.