تاريخُ ولادةِ أميرِ المؤمنينَ (ع).

مهدي لعيبي: الإخوةُ الأفاضلُ في موقعِ الرَّصْدِ العقائديِّ التّابعِ للعتبةِ الحسينيَّةِ المقدَّسةِ: السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. هَلْ هُناكَ روايةٌ تدلُّ على أنَّ ولادةَ أميرِ المؤمنينَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - في اليومِ الثّالثَ عَشَرَ منْ شهرِ رجبٍ الأصبِّ؟ علماً بأنَّ الشَّيخَ الطُّوسيَّ - قُدِّسَ سِرُّهُ الشَّريفُ - ذكرَ روايةً في "مصباحِ المتهجِّدِ" عنْ صفوانَ الجمّالِ عنِ الإمامِ الصّادِقِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أنّ ولادتَهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - لسبعٍ خلونَ منْ شعبانَ يومَ الأحدِ، وكذلكَ الدُّعاءُ الواردُ في شهرِ رجبٍ عنِ النّاحيةِ المقدَّسةِ: (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ بالمولودينَ في رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثّانِي، وَابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ)، فلمْ يذكرِ الدُّعاءُ ولادةَ أميرِ المؤمنينَ- عَلَيْهِ السَّلامُ.

: اللجنة العلمية

الأخُ مهديّ المحترمُ, السَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

المشهورُ عندَ عُلماءِ الطّائفةِ هوَ أنَّ ولادتَهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - في اليومِ الثّالِثَ عَشَرَ منْ رَجَبٍ، قالَ الشَّيخُ المُفيدُ: (وُلِدَ بمكَّةَ في البيتِ الحَرامِ يومَ الجُمُعَةِ لِثَلاثَ عَشْرَةَ ليلةً خلتْ منْ رَجَبٍ بعدَ عامِ الفِيلِ بثلاثينَ سنةً) [المقنعةُ: 461] 

وذكرَ الشَّيخُ الطُّوسيُّ عنِ ابنِ عيّاشٍ قولَهُ: (إنَّ يومَ الثّالِثَ عَشَرَ كانَ مولدَ أميرِ المؤمنينَ- عَلَيْهِ السَّلامُ - في الكعبةِ قبلَ النُّبوَّةِ باثنتيْ عَشْرَةَ سنةً) [مصباحُ المتهجِّدِ: 805]

وذكرَ ابنُ زهرةَ الحلبيُّ - وهوَ منْ فُقهائِنا المتقدِّمينَ – هذا اليومَ في الأيّامِ التي يُسْتَحَبُّ الصَّوْمُ فيها، فقالَ: (وَصَوْمُ الثّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ مَوْلِدُ أميرِ المُؤْمِنِينَ- عَلَيْهِ السَّلامُ) [غنيةُ النّزوعِ: 148]

هذا، وقدْ روى العلّامةُ المجلسيُّ في (البِحارِ) جملةً منَ الرِّواياتِ والأقوالِ في كونِ ولادتِهِ- عَلَيْهِ السَّلامُ - في اليومِ الثّالثَ عَشَرَ منْ شهرِ رَجَبٍ، قالَ: (ورُوِيَ عنْ عَتّابِ بنِ أَسِيدٍ أنَّهُ قالَ: وُلِدَ أميرُ المؤمنينَ عليُّ بنُ أبي طالِبِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -  بمكَّةَ في بيتِ اللهِ الحَرامِ يومَ الجُمُعَةِ لثلاثَ عشرةَ ليلةً خلتْ منْ رَجَبٍ، وللنَّبيِّ - صلّى اللهُ عليْهِ وآلِهِ - ثمانٍ وعِشْرونَ سنةً، قبلَ النُّبوَّةِ باثنتيْ عشرةَ سنةً.

  إقبالُ الأعمالِ: رُوِيَ أنَّ يومَ ثالثَ عشرَ شهر رجبٍ كانَ مولدَ مولانا أبي الحَسَنِ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ في الكعبةِ قبلَ النُّبوَّةِ باثنتيْ عشرةَ سنةً.

وقالَ الشَّهيدُ - رَحِمَهُ اللهُ - في الدُّروسِ: عليُّ بنُ أبي طالِبِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشمٍ، وأبو طالبٍ وعبدُ اللهِ أخوانِ للأبوينِ، وأمُّهُ فاطمةُ بنتُ أسدِ بنِ هاشمٍ، وهوَ وإخوتُهُ أوَّلُ هاشميٍّ وُلِدَ بينَ هاشميَّيْنِ. وُلِدَ يومَ الجُمُعَةِ ثالثَ عشرَ شهر رَجَبٍ، ورُوِيَ سابعَ شهرِ شعبانَ بعدَ مولدِ النَّبيِّ - صلّى اللهُ عليْهِ وآلِهِ - بثلاثينَ سنةً). [بحارُ الأنوارِ 35: 7]

وأمّا وُرُودُ أقوالٍ أوْ رِواياتٍ أخرى تقولُ غيرَ ذلكَ، فهذا أمرٌ طبيعيٌّ؛ فأكثرُ الأشْخاصِ الذَّينَ ينتمونَ إلى تلكَ العُصُورِ مُخْتَلّفٌ في تاريخِ مِيلادِهِمْ، وأغلبُ أئمَّتِنا - عَلَيْهِمُ السَّلامُ - على هذِهِ الشّاكِلةِ أيضاً، بلْ حتّى النَّبيُّ الأكرمُ - صلّى اللهُ عليْهِ وآلِهِ وسلَّمَ - وَرَدَ الاختلافُ في يومِ ولادَتِهِ، ولكنَّ المدارَ إنَّما هوَ على المشهورِ، والمشهورُ في ولادةِ أميرِ المؤمنينَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أنَّها في الثّالِثَ عَشَرَ منْ شهرِ رَجَبٍ.

وَدُمْتُمْ سالِمِينَ.