هَلْ تَوجَدُ أَدِلَّةٌ فِي جَوَازِ الْبُكَاءِ عَلَى الْحُسَيْنِ (ع)؟!

‎Karrar Ganim‏: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ .. السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلَى أولادِ الْحُسَيْنِ وَعَلَى أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ. س / هَلْ يُوجَدُ آيَةٌ أو دَليلٌ يُذْكَرُ فِيهِ الْبُكَاءُ عَلَى الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ سِوَى آيَةِ التَّعْظِيمِ وَلَكُمْ جَزِيلُ الشُّكْرِ.

: اللجنة العلمية

الأَخُ الْمُحْتَرَمُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

تُوجَدُ أَدِلَّةٌ كَثِيرَةُ جِدًّا، وَسَنَقْتَصِرُ عَلَى الْأَدِلَّةِ الْخَاصَّةِ دُونَ الْعَامَّةِ:

رَوَى البويصريُّ عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَمِّ سَلَمَةَ قَوْلَهَا: كَانَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَائِمًا فِي بَيْتِي فَجَاءَ الْحُسَينُ يَدرُجُ قَالَتْ: فَقَعَدْتُ عَلَى الْبَابِ فَأَمْسَكَتْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَدخُلَ فَيُوقِظَهُ.

قَالَتْ: ثُمَّ غَفَلْتُ فِي شَيْءٍ فَدَبَّ فَدَخَلَ فَقَعَدَ عَلَى بَطْنِهِ قَالَتْ: فَسَمِعَتُ نَحِيبَ رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا عَلِمَتُ بِهِ.

فَقَالَ: إِنَّمَا جَاءَنِي جِبريلُ- عَلَيْهِ السَّلامُ- وَهُوَ عَلَى بَطْنِي قَاعِدٌ فَقَالَ لِي: أَتُحِبُّهُ ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ.

قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ أَلَا أُرِيكَ التُّرْبَةَ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى.

قَالَ: فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ فَآتَانِي هَذِهِ التُّرْبَةَ.

قَالَتْ: فَإِذَا فِي يَدِهِ تُرْبَةٌ حَمْرَاءُ وَهُوَ يَبْكِي وَيَقُولُ: لَيْتَ شِعْرِي مَنْ يَقْتُلُكَ بَعْدي".

قَالَ البويصريُّ: رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُخْتَصَرًا(1).

وَفِي رِوَايَةِ الطَّبرانيّ:( فَسَمِعَتْ نَشِيجَ رَسُولِ اللهِ)(2).

وَالنَّشِيجُ- كَمَا فِي لِسَانِ الْعَرَبِ لِاِبْنِ مَنْظُورٍ، حَرْفِ النُّونِ، نَشَجَ- هُوَ أَشَدُّ الْبُكَاءِ..

وَهُوَ صَوْتٌ مَعَهُ تَوَجُّعٌ وَبُكَاءٌ كَمَا يَرَدِّدُ الصَّبِيُّ بُكَاءَهُ وَنَحِيبَهُ فِي صَدْرِهِ، وَالطَّعْنَةُ تَنْشِجُ عِنْدَ خُرُوجِ الدَّمِ: تَسْمَعُ لَهَا صَوْتَا فِي جَوْفِهَا وَالْقِدْرُ تَنْشِجُ عِنْدَ الْغَلَيَانِ(3).

وَرَوَى أَحَمْدُ وَأَبُو يُعْلَى وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ رِجالُهُ ثِقَاتٌ عَنْ نَجِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلامُ) أَنَّهُ حَاذَى نينَوَى (كَرْبَلَاءَ) وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى صَفِّيْنَ فَنَادَى: صَبْراً أَبَا عَبْدِ اللهِ، صَبْراً أَبَا عَبْدِ اللهِ بِشَطِّ فُرَّاتٍ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَاذَاكَ ؟! قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ) ذَاتَ يَوْمٍ، وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ، قُلْتُ: يانَبِيَّ اللهِ مَا شَأْنُ عَينَيكَ تَفِيضَانِ، قَالَ: قَامَ مِنْ عِنْدِي جَبْرَائِيلُ قَبْلُ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ وَلَدِيَ الْحُسَينَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَّاتِ، قَالَ: فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبَتِهِ ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ ! فَمَدَّ يَدَهُ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فأَعطانِيها، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ أَنْ فَاضَتَا(4).

فَمِثْلُ هَذِهِ الْأَوْصَافِ:(أَشْعَث)،(أَغَبَر)،(يَنْحَبُ)،(يَنْشِجُ)،( عَيْنَاهُ تَفِيضَانِ بِالدَّمْعِ) تَدُلُّ بأتَمِّ الدِّلَالَاتِ عَلَى حَالَةِ التَّأَثُّرِ الشَّدِيدِ مِنَ النَّبِيِّ ( صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ) لِفَاجِعَةِ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، وَهَذَا كُلُّهُ قَدْ حَصَلَ مِنَ النَّبِيِّ ( صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ) وَالْحُسَيْنُ لَمْ يُقْتَلْ بَعْدُ، فَمَا بَالُكَ لَوْ كَانَ حَاضِراً يَوْمَ عَاشُورَاءَ، كَيْفَ تَرَاهُ سَيَكُونُ حُزْنُهُ وَتَأَثُّرُهُ لِمَقْتَلِ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ وَقَدْ بَكَتْهُ يَوْمَهَا السَّمواتُ وَالْأرْضُ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ بِالنُّصُوصِ الصَّرِيحَةِ!!!

وَمُقْتَضَى التَّأسّي بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ) الْوَارِدِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ أَنْ نَحْزَنَ لِحُزْنِهِ وَنَفرَحَ لِفَرَحِهِ، فَيَكُونُ هَذَا الْحُزنُ مِنّا عَلَى الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلامُ) إِنَّمَا هُوَ للتَّأسِّي بِرَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ) وَمُوَاسَاةً لَهُ أَيْضًا.

هَذَا إِذَا كَانَ التَّأَثُّرُ وَالْبُكَاءُ وَالنَّحِيبُ عَلَى هَذِهِ الْفَاجِعَةِ هُوَ مِنْ نَصِيبِ سَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ) فَقَطْ، كَيْفَ وَالْبُكَاءُ وَالْحُزْنُ عَلَى الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلامُ) اِشْتَرَكَتْ فِيهِ الْكَائِنَاتُ كُلُّهَا!!!

ذَكَرَ أَبُو نَعِيمٍ الأصفَهانيّ فِي كِتَابِهِ " مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ " عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ لِلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلامُ): (أِحْمَّرَتِ السَّمَاءُ لِقَتْلِهِ، وَكُسِفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَوْتِهِ، وَصَارَ الْوَرَسُ فِي عَسْكَرِهِ رَمَادًا، وَالْمَنْحُورُ مِنْ جَذْرِهِ دَمًا، لَمْ يُرْفَعْ حَجَرٌ بالشّامِ إِلَّا رُئِّيَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ، وَنَاحَتِ الْجِنُّ لِرَزِّيَّتِهِ وَفَقْدِهِ)( 5).

وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدِهِ عَنِ اِبْنِ شِهَابٍ:( مَا رُفِعَ بالشّامِ حَجَرٌ يَوْمَ قَتْلِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَّا عَنْ دَمٍ)(6).

وَأَيْضًا رَوَى الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسَهَّرٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ حَكِيمٍ، قَالَتْ: قُتِلَ الْحُسَينُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ جُويرِيةٌ، فَمَكَثَتِ السَّمَاءُ أيَّاماً مِثْلَ الْعَلَقَةِ(7).

وَهَكَذَا يَرْوِي الذَّهَبِيُّ فِي " سِيَرِ أَعْلَاَمِ النُّبَلَاءِ " عَنْ جُمْلَةٍ مِنْ أَعْلَاَمِ أهْلِ السُّنَّةِ أَنَّ السَّمَاءَ مَطَرَتْ دَماً عِنْدَ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ: فَقَدْ رَوَى عَنِ اِبْنِ سيَرَيْنَ قَوْلَهُ: لَمْ تَبْكِ السَّمَاءُ عَلَى أحَدٍ دَماً بَعْدَ يَحْيَى عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَّا الْحُسَين.

وَعَنِ الْمَدَائِنِيِّ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ جَدِّهِ الْأسْوَدِ بْنِ قِيسٍ، قَالَ: اِحْمَرَّتِ آفَاقُ السَّمَاءِ بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَيْنِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ تُرَى كَالْدَّمِ.

وَعَنِ الْفَسَوِيِّ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إبراهيمَ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ سُوقٍ الْعَبْدِيَّةِ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي نَضِرَةُ الْأَزْدِيَّةُ، قَالَتْ: لَمَّا أَنْ قُتِلَ الْحُسَينُ مَطَرَتِ السَّمَاءُ دِمَاءًا، فَأَصْبَحَتُ وَكُلُّ شَيْءٍ لَنَا مَلْآنُ دَمًا(8).

يَقُولُ اِبْنُ كَثيرٍ فِي " الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ" :( فَكُلُّ مُسْلِمٍ ينبغي أَنْ يُحزِنَهُ قَتْلُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَإِنَّهُ مِنْ سَادَاتِ الْمُسْلِمِينَ، وَعُلَمَاءِ الصَّحَابَةِ، وَاِبْنُ بِنتِ رَسُولِ اللهِ( صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الَّتِي هِيَ أفْضَلُ بَناتِهِ، وَقَدْ كَانَ عَابِداً وَشجَاعاً وَسَخِيَّاً)(9).

اِنْتَهَى

وَقَدْ نَقَلَ الْمزِّيُّ فِي كِتَابِهِ " تَهْذِيبُ الْكَمَالِ " عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ كَثْرَةِ بُكَائِه عَلَى أَبِيهِ الْحُسيْنِ وَأهْلِ بَيْتِهِ، فَقَالَ: لَا تَلُومُونِي، فَإِنَّ يَعْقُوبَ فَقَدَ سِبْطَاً مِنْ وُلْدِهِ، فَبَكَى حَتَّى اِبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَاتَ، وَنَظَرْتُ أَنَا إِلَى أربعَةِ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أهْلِ بَيْتِي ذُبِحُوا فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ، فَتَرَوُنَ حُزْنَهُمْ يَذهَبُ مِنْ قَلْبِي أَبَدًا؟؟!!(10).

وَنَقَلَ الْبَلَاذِرِيُّ عَنْ أَبِي بَكرٍ الْهُذَلِيّ أَنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ لَمَّا قُتِلَ الْحُسَينُ بَكَى حَتَّى اِخْتَلَجَ جَنْبَاهُ، ثُمَّ قَالَ: وآذُلَّ أُمَّةٍ قَتَلَ اِبْنُ دَعِيِّهَا اِبْنَ نَبِيِّهَا(11).

هَذَا، وَقَدْ رَوَى أَحَمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي كِتَابِهِ " فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ " بِسَنَدٍ رِجالُهُ ثِقَاتٌ عَنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ فِينَا دَمعَةً أَوْ قَطَرَتْ عَيْنَاهُ فِينَا قَطْرَةً أَثَوَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ)(12).

وَدُمْتُم سَالِمِينَ.

_____________________

( 1) إتحافُ الْخِيَرةِ الْمَهَرةِ، ح 6755.

( 2) مَجْمَعُ الزَّوَائِدِ 9: 219، قَالَ الْهَيْثَمِيُّ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بأسانيدَ، رِجالُ أحَدِهَا ثِقَاتٌ.

( 3) لِسَانُ الْعَرَبِ 2: 378، وَاُنْظُرْ: مُعْجَمُ مَقَايِيسِ اللُّغَةِ 5: 429.

( 4) مَجْمَعَ الزَّوَائِدِ 9: 187.

( 5) مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ: 662.

( 6) مَجْمَعُ الزَّوَائِدِ 9: 196، قَالَ الْهَيْثَمِيُّ: وَرِجالُهُ رِجالُ الصَّحِيحِ.

( 7) مَجْمَعُ الزَّوَائِدِ 9: 197، قَالَ الْهَيْثَمِيُّ: وَرِجالُهُ إِلَى أُمِّ حَكِيمٍ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

( 8) سِيَرُ أَعْلَاَمِ النُّبَلَاَءِ 3: 213.

( 9) الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ 8: 221.

(10) تَهْذِيبُ الْكَمَالِ 20: 399.

( 11) اَنْسَابَ الْأَشْرَافِ 3: 1351.

( 12) فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ 2: 676، قَالَ مُحَقِّقُ الْكِتَابِ وَصِيِّ اللهِ مُحَمَّد عَبَّاسِ: أَحَمَدُ بْنُ إسرائيلَ شَيْخُ الْقَطِيعِيِّ لَمْ أَجِدْهُ وَالْبَاقُونَ ثِقَاتٌ( اِنْتَهَى)..

أَقُولُ: أَحَمَدُ بْنُ إسرائيلَ وَثَّقَهُ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ- كَمَا فِي تَذَكُّرَةِ الْحُفّاظِ 3: 868- بِقَوْلِهِ: كَانَ صَدُوقَاً عَارِفَاً، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ عَنْهُ: الْإمَامُ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ شَيْخُ الْعُلَمَاءِ بِبَغْدَادَ أَبُو بِكْرٍ أَحَمَدُ بْنُ سُلَّمَانِ بْن الْحَسَنِ بْنِ إسرائيلَ الْبَغْدَادِيِّ الْحَنْبَلِيِّ..

( الْمَصْدَرُ نَفْسُهُ).