فَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ وَكَونُ أَمِيرِهَا نِعْمَ الأَمِيرُ المَقْصُودُ هُوَ المَهْدِيُّ (عَجَّ) وَلَيْسَ غَيرُهُ.

Garl Sagan: مَا هِيَ صِحَّةُ حَدِيثِ (لَتَفْتَحُنَّ القُسْطَنْطِينِيَّةَ فَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلِنِعْمَ الجَيْشُ ذَلِكَ الجَيْشُ)؟  نُسِبَ لِلرَّسُولِ؟ وَكُلُّ النَّاسِ تَعْتَقِدُ بِأَنَّ مُحَمَّدًا الفَاتِحَ هُوَ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ الرَّسُولُ؟  عِلْمًا بِأَنَّ الحَدِيثَ مَسْنُودٌ. 

: اللجنة العلمية

     الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     1- لَمْ تَهْتَمَّ، بَلْ لَمْ تَذْكُرْ رِوَايَاتُ أَهْلِ البَيْتِ (عَ) القُسْطَنْطِينِيَّةَ حَتَّى يُمْكِنَنَا الحُكْمُ عَلَيْهَا بِالإِسْنَادِ وَالصِّحَّةِ وَالحُجِّيَّةِ مِنْ عَدَمِهِ.

    2- بِالنِّسْبَةِ لِلتَّطْبِيقِ وَالبَحْثِ حَوْلَ المِصْدَاقِ الخَارِجِيِّ لِلرِّوَايَاتِ وَخُصُوصًا مَا يَتَعَلَّقُ بِرِوَايَاتِ آخِرِ الزَّمَانِ وَعَلَامَاتِ السَّاعَةِ فَهُوَ بَابٌ وَاسِعٌ وَمَبْنِيٌّ عَلَى الظَّنِّ، وَلَا يُمْكِنُ الجَزْمُ بِهِ غَالِبًا لِأَنَّهُ يُمْكِنُ تَطْبِيقُهُ عَلَى مَصَادِيقَ مُتَشَابِهَةٍ عَدِيدَةٍ وَفِي أَزْمِنَةٍ مُخْتَلِفَةٍ وَكَثِيرَةٍ، فَيُمْكِنُ تَكَرُّرُ حَدَثٍ مَا، وَيُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ حَدَثٌ بِنِسَبٍ مُتَفَاوُتَةٍ لِعِدَّةِ مَرَّاتٍ وَفِي أَزْمَانٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَقْتَنِعَ شَخْصٌ بِمِصْدَاقٍ وَيَقْتَنِعُ غَيْرُهُ بِمِصْدَاقٍ يَرَاهُ أَقْرَبَ مِنْ ذَاكَ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ المُلَابَسَاتِ الهَائِلَةِ فِي هَذَا المَجَالِ، نَاهِيكَ عَنْ عَدَمِ تَوَخِّي الحَذَرِ وَالدِّقَّةِ غَالِبًا عِنْدَ التَّطْبِيقِ لِدُخُولِ القَنَاعَاتِ الشَّخْصِيَّةِ وَالمُيُولِ وَحُبِّ التَّحَقُّقِ لِتِلْكَ العَلَامَاتِ بِأَسْرَعِ وَقْتٍ تَشَوُّقًا أَوْ مَحَبَّةً وَمَا إِلَى ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابٍ، فَلَا يُمْكِنُ ضَبْطُهُ.

     3- هُنَاكَ رِوَايَاتٌ صَحِيحَةٌ عَلَى مَبْنَى مَنْ صَحَّحَ هَذِهِ الرِّوَايَةَ تُلْزِمُهُ بِفَهْمِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَهْمًا آخَرَ لَا عِلَاقَةَ لَهُ بِيَزِيدَ وَلَا بِمُحَمَّدٍ الفَاتِحِ، مِثْلَ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ مَعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (عُمْرَانُ بَيْتِ المَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ المَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ المَلْحَمَةِ فَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَفَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَى فَخِذِهِ أَوْ عَلَى مَنْكَبِهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ).

     فَمِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ يَتَبَيَّنُ أَنَّ المُرَادَ مِنْ فَتْحِ القُسْطَنْطِينِيَّةِ أَنَّ لَهُ عِلَاقَةً وَتَلَازُمًا وَتَقَارُبًا مَعَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، وَيَكُونُ بَعْدَ عُمْرَانِ المَقْدِسِ، وَعُمْرَانُهُ يَقْتَضِي أَنْ يَسْبِقَهُ خَرَابُ المَدِينَةِ، وَكُلُّ هَذِهِ الأُمُورِ مِنَ الوَاضِحِ لِكُلِّ أَحَدٍ أَنَّهَا لَمْ تَحْصُلْ إِلَى الآنَ وَنَنْتَظِرُ حُدُوثَهَا فَيَكُونُ فَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ المَقْصُودُ هُنَا هُوَ مَا سَيَحْصُلُ فِي زَمَنِ الإِمَامِ المَهْدِيِّ (عَ) فَيَكُونُ ذَلِكَ الجَيْشُ نِعْمَ الجَيْشُ، وَذَلِكَ الأَمِيرُ نِعْمَ الأَمِيرُ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ جِدًّا وَمُتَّفَقٍ عَلَيْهِ.

     وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى هَذَا المَعْنَى أَيْضًا بِالإِضَافَةِ إِلَى الظُّهُورِ الحَاصِلِ مِنَ الجَمْعِ المُتَقَدِّمِ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ وَرُودُ مَا يَدْعَمُ ذَلِكَ بِعِدَّةِ نُصُوصٍ مِنْهَا:

     أ- كَوْنُ الإِمَامِ المَهْدِيِّ نِعْمَ الأَمِيرُ بِشَكْلٍ مُطْلَقٍ، حَيْثُ إِنَّهُ (عَ) سَيُصَلِّي عِيسَى خَلْفَهُ تَكْرِمَةَ اللهِ لِهَذِهِ الأُمَّةِ كَمَا رَوَى ذَلِكَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ.

     ب- كَوْنُ الجَيْشِ حِينَهَا نِعْمَ الجَيْشُ بِوَصْفِهِ أَنَّهُ حِينَمَا يُقَاتِلُ يَنْتَصِرُ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ، وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يُخْبِرُهُ بِأَنَّ هُنَاكَ يَهُودِيًّا يَخْتَبِئُ خَلْفَهُ حَتَّى الحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَكُونُ هَكَذَا جَيْشٌ قَطْعًا أَفْضَلَ وَخَيْرَ وَنِعْمَ الجَيْشُ مُطْلَقًا.

     ت- عَدَمُ إِمْكَانِ تَطْبِيقِ ذَلِكَ عَلَى أَمِيرٍ لَيْسَ بِقَرَشِيٍّ، وَالنَّبِيُّ (ص) نَفْسُهُ يُقَرِّرُ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ اثْنَانِ.... وَاللهُ العَالِمُ.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.