المِقْدَارُ الوَاجِبُ مَعْرِفَتُهُ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ.

أمْجَدُ عَلِيٌّ / العِرَاقُ /: مَا المِقْدَارُ الَّذِي يَجِبُ مَعْرِفَتُهُ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ؟

: اللجنة العلمية

  الأَخُ أمْجَدُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     الوَاجِبُ مَعْرِفَتُهُ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ هُوَ العِلْمُ الإِجْمَالِيُّ بِهَا دُونَ العِلْمِ التَّفْصِيلِيِّ، فَبِالنِّسْبَةِ لِلتَّوْحِيدِ عَلَيْكَ أنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِصِفَاتِهِ الثُّبُوتِيَّةِ: الذَّاتِيَّةِ وَالفِعْلِيَّةِ، وَصِفَاتِهِ السَّلْبِيَّةِ بِشَكْلٍ مُجْمَلٍ وَلَا يُشْتَرَطُ المَعْرِفَةُ التَّفْصِيلِيَّةُ.

     فَالصِّفَاتُ الثُّبُوتِيَّةُ الَّتِي تَعْنِي إِثْبَاتَ كُلِّ جَمَالٍ وَكَمَالٍ لَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ العِلْمِ وَالقُدْرَةِ وَالحَيَاةِ وَالسَّمْعِ وَالبَصَرِ وَنَحْوِهَا.

      وَالصِّفَاتُ السَّلْبِيَّةُ الَّتِي تَعْنِي سَلْبَ كُلِّ نَقْصٍ وَفَقْرٍ وَاحْتِيَاجٍ عَنْهُ تَعَالَى، فَهُوَ سُبْحَانَهُ لَيْسَ بِمُرَكَّبٍ; لِأنَّ التَّرْكِيبَ يَعْنِي الإحْتِيَاجَ إِلَى الأجْزَاءِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ غَيْرُ مُحْتَاجٍ لِشَيْءٍ أبَدًا، وَلَيْسَ بِجِسْمٍ; لِأنَّ الجِسْمَ يَعْنِي المَحْدُودِيَّةَ وَالإفْتِقَارَ لِلمَكَانِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ لَيْسَ مَحْدُودًا وَلَا مُفْتَقِرًا لِشَيْءٍ أبَدًا، وَهَكَذَا.

     وَكَذَلِكَ العَدْلُ الإِلَهِيُّ أنْ لَا تَتَّهِمَ اللهَ فِي عَدْلِهِ وَتَرْمِيَ عَلَيْهِ فَوَاحِشَ العِبَادِ وَجَرَائِمَهُمْ كَمَا هُوَ الحَالُ عِنْدَ الجَبْرِيَّةِ مَثَلًا. وَكَذَلِكَ النُّبُوَّةُ أنْ تُؤْمِنَ بِنُبُوَّةِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (ص)، وَمُعْجِزَاتِهِ، وَالقُرْآنِ الكَرِيمِ، وَسُنَّتِهِ القَوْلِيَّةِ وَالعَمَلِيَّةِ، وَكَذَلِكَ الإمَامَةُ أنْ تُؤْمِنَ بإمَامَةِ الأئِمَّةِ الإِثْنَيْ عَشَرَ مِنْ أهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) خُلَفَاءَ اللهِ فِي أرْضِهِ، وَأُمَنَاءَهُ عَلَى عِبَادِهِ. وَكَذَلِكَ المَعَادُ أنْ تُؤْمِنَ بِعَوْدَةِ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَنَشْرِهِمْ وَحَشْرِهِمْ لِلحِسَابِ، ثُمَّ الخُلُودِ الأبَدِيِّ إِمَّا إِلَى جَنَّةٍ أوْ إِلَى نَارٍ (أعَاذَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهَا).

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.