هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ وَالشَّيْطَانِ.

حَيْدَرٌ الخَفاجِيُّ. أَحْسَنْتُمْ، لَكِنْ مُمْكِنُ تَوْضِيحٍ جَزَاكُمْ اللهُ خَيْرًا. إِذَا كَانَ الشَّيْطَانُ – سَابِقًا- مَخْلُوقًا مِنْ نَارٍ، فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُطْلِقَ لَفْظَةَ النَّفْسِ الأمَّارَةِ بِالسُّوءِ، لِأَنَّي حَسَبَ مَا افْتَهَمْتُ مِنْ بَعْضِ الإِخْوَةِ المُؤْمِنِينَ أَنَّ النَّفَسَ كَلِمَةٌ تُطْلَقُ عَلَى مَنْ بُثَّتْ فِيهِ الرُّوحُ، أَيْ هُنَاكَ جَسَدٌ يَحْمِلُ الرُّوحَ لِكَيْ يَكْتَمِلَ مَعْنَى النَّفْسِ، وَاللهُ وَرَسُولُهُ وَحُجَّتُهُ أَعْلَمُ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

: اللجنة العلمية

الأَخُ حَيْدَرُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

يَنْبَغِي التَّفْرِيقُ أَوَّلًا بَيْنَ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ عِنْدَ الإِنْسَانِ وَالشَّيْطَانِ، فَكَمَا هُنَاكَ مَخْلُوقٌ اسْمُهُ: الشَّيْطَانُ يُوَسْوِسُ لِلإِنْسَانِ. كَذَلِكَ هُنَاكَ شَيْءٌ اسْمُهُ: النَّفْسُ تُوَسْوِسُ لِلإِنْسَانِ. يَقُولُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)}. سُورَةٌ قِ: 16، وَهَذِهِ النَّفْسُ هِيَ عَلَى حَالَاتٍ وأطْبَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ، كَمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ القُرْآنُ الكَرِيمُ فِي آيَاتٍ عَدِيدَةٍ مِنْهُ، كَالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ، وَالنَّفْسِ المُطْمَئِنَّةِ، وَالنَّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ، يَقُولُ تَعَالَى - فِي خُصُوصِ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ -: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} يُوسُفُ: 53.

يَبْقَى السُّؤَالُ: هَلْ يُوجَدُ عِنْدَ الشَّيْطَانِ نَفَسٌ كَمَا عِنْدَ الإِنْسَانِ نَفْسٌ، وَمَا هِيَ طَبِيعَتُهَا؟!!

الجَوَابُ:

بِمَا أَنَّ هُنَاكَ مَعْصِيَةً صَدَرَتْ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَخَالَفَ بِهَا أَمْرَ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ)، فَلاَبُدَّ مِنْ جِهَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَسْوَسَتْ لَهُ بِهَذِهِ المَعْصِيَةِ وَدَفَعَتْهُ إِلَيْهَا، فَالوَسْوَسَةُ هِيَ حَدِيثُ النَّفْسِ بَشَرِّ أَوْ بِمَا لا طَائِلَ مِنْهُ، وَلَا تُوجَدُ جِهَةٌ غَيْرُ جِهَةِ نَفْسِهِ هُوَ، فَالشَّيْطَانُ مُشْتَمِلٌ عَلَى النَّفْسِ كَمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهَا الإِنْسَانُ، وَاللهُ أُعْرَفُ بِطَبِيعَةِ خَلْقِهِ وَاشْتِمَالِهِ عَلَيْهَا.

وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.