الضَّابِطُ لِقَوْلِهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (قُولُوا فِي فَضْلِنَا مَا شِئْتُمْ).

مُحَمَّدٌ السَّامَرائِيُّ /: مَا هُوَ الضَّابِطُ لــــــ(قُولُوا فِينَا مَا شِئْتُمْ)؟

: اللجنة العلمية

     السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

     الضَّابِطُ مَوْجُودٌ في نَفْسِ الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِي "الخِصَالِ" مِنْ قُولِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (إِيَّاكُمْ والغُلُوُّ فِينَا، قُولُوا: إنَّا عَبِيدٌ مَربُوبُونَ، وَقُولُوا فِي فَضْلِنَا مَا شِئْتُمْ (إِذْ المُرَادُ بِهِ أَنَّ كُلَّ صِفَةِ كَمَالٍ مُمْكِنٌ أَنْ تَتَّصِفَ بِهَا الذَّاتُ الإِنْسَانِيَّةُ وَلَا تَصِلُ بالقَائِلِ بِهَا إِلَى حَالَةِ الْغُلُوِّ، فَهُمْ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) فِي أَعْلَى دَرَجَاتِهَا، فَالعِلْمُ مَثَلاً الَّذِي هُوَ صِفَةُ كَمَالٍ يَتَّصِفُ بِهِ البَشَرُ، فَهُمْ فِيهِ فِي أَعْلَى الدَّرَجَاتِ; لِأَنَّ عِلْمَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، وَهُوَ (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَعْلَمُ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَالشَّجَاعَةُ صِفَةُ كَمَالٍ تَتَّصِفُ بِهَا البَشَرِيَّةُ وَهُمْ أَشْجَعُ النَّاسِ، وَهَكَذَا بَقِيَّةُ الصِّفَاتِ الكَمَالِيَّةِ لِلذَّاتِ البَشَرِيَّةِ فَهُمْ فِي أَعْلَاهَا، وَهُمْ عَبِيدٌ مَربُوبُونَ لِخَالِقِهِمْ، وَكُلُّ مَا عِنْدَهُمْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ تَعَالَى، وَلَيْسَ لَهُمْ ذَرَّةُ اسْتِقْلَالٍ عَنْهُ سُبْحَانَهُ فِي فَضْلٍ أَوْ كَرَامَةٍ، وَمَنْ نَسَبَ إِلَيْهِمْ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُوَ مُغَالٍ مُفْتَرٍ عَلَيْهِمْ وَعَلَى شِيعَتِهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.