مَا المُرَادُ بِمَعْرِفَةِ الإِمَامِ بِالنُّورَانِيَّةِ؟!!

أَبُو زَهْرَاءَ /: مَا هِيَ المَعْرِفَةُ بِالنُّورَانِيَّةِ لِأَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ)؟ كَيْفَ نَعْرِفُ الإِمَامَ بِالنُّورَانِيَّةِ؟ وَمَا هِيَ حُدُودُ هَذِهِ المَعْرِفَةِ؟ وَمَا هِيَ مَصَادِرُهَا؟ وَهَلْ هِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى الجَمِيعِ؟

: اللجنة العلمية

     الأَخُ أَبُو زَهْرَاءَ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     لَمْ يَرِدْ فِي رِوَايَاتِنَا الصَّحِيحَةِ والمُعتَبرَةِ هَذَا المَعْنَى الَّذِي ذَكَرْتُمُوهُ, بَلْ هُوَ مَوْجُودٌ فِي رِوَايَةٍ مُرْسَلَةٍ فِيهَا الكَثِيرُ مِنْ الخَلَلِ فِي مَتْنِهَا, وَالثَّابِتُ عِنْدَنَا هُوَ مَعْرِفَةُ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) بِأَنَّهُمْ أَئِمَّةٌ مَعْصُومُونَ مُفتَرَضُوا الطَّاعَةِ عَلَيْنَا لَا أَكْثَرُ, وَهَذَا القَدَرُ مِنْ المَعْرِفَةِ وَالإعْتِقَادِ بِهِ يَكْفِي الإِنْسَانَ بِأَنْ يَكُونَ عَلَى هُدىً مِنْ أَمْرِهِ فِي وِلَايَةِ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ).

  والمُتَّفقَ عليْه بَينَ عُلمَاءِ الإمَاميَّةِ مِن أنَّ إثبَاتَ العَقائِدِ الحَقَّةِ يَتمُّ بالنَّحوِ الآتِي:

    1- التَّوحِيدُ والعَدلُ، يَتمُّ عن طَرِيقِ العَقلِ، لأنَّ طَرِيقَ النَّقلِ يَستَلزِمُ أحَدَ مَحذُورَينِ بَاطِلَينِ وهُما الدَّورُ والمُصَادرَةُ.

    2- المَعَادُ، يَتمُّ عن طَرِيقِ النَّقلِ، لأنَّ العَقلَ حتى يُمكِنَه الحُكمُ بمَسألَةٍ ما يَحتَاجُ إلى جُملَةِ مُقدِّمَاتٍ، وهي غَيرُ مُتحقِّقةٍ في مَسألَةِ المَعَادِ.

    3- النُّبوَّةُ والإمَامَةُ، فيَتمُّ عن طَرِيقِ العَقلِ تَارةً والنَّقلِ أُخرَى.

     وما ذَكرَه السَّائِلُ الكَرِيمُ وما فَرَّعَ عليْه فَليسَ بمُعتَبَرٍ للوُصُولِ إلى الحَقِّ. 

     ودُمتُم سَالِمينَ.