الفرقة البهائية الافكار والعقائد.

سامي/: من هي الفرقة البهائية وما هي عقائدهم؟

: اللجنة العلمية

الأخُ سامي، تحيةً طيبةً

وَردَ في الموسوعةِ الإلكترونيّةِ لمدرَسةِ أهلِّ البيتِ (عليهمُ السّلام):

البَهائيّةُ هيَ فِرقَةٌ أسّسها حُسين علي النّوري المازندرانيّ (بهاء الله) الّذي كانَ مِنَ البابيّةِ الّذينَ يَتّبعونَ علي محمَّد الشّيرازي (الباب)، وبعدَ إعدامِهِ سَنةَ 1266 هـ في تَبريز إدّعى حُسين علي النّوريّ أنّهُ الخليفةُ الحَقيقيُّ للبابِ، وأنَّ البابَ أوصىٰ لميرزا يحيى صبح الأزَل وهوَ الأخُ الأصغَرُ لبهاءِ اللهِ. نُفيَ حُسين علي النّوريّ (بَهاءُ الله) إلى العراقِ هوَ وعدَدٌ مِنَ البابيّين، سافرَ إلى مِنطقةِ (سركلو) في كُردستانِ العِراقِ، وعندَما رِجِعَ إلى بغدادَ نَسخَ الدّعوةَ البابيّةَ، فقالَ: أنّهُ هوَ المهديّ، وما البابُ إلاّ مُبشِّرٌ ومُنجٍ لهُ مِنْ أعدائِه.

يَعتَبِرُ البهائيّونَ أنَّ ما يَعتقِدونَ بهِ لا يَنتمي إلى أيّ دينٍ مِنَ الأديانِ السّماويّةِ، بل إنّ ما يُؤمنونَ بهِ دينٌ جَديدٌ وأنّ بَهاءَ اللهِ نبيٌّ مُرسَلٌ مِنَ اللهِ تَعالى كباقي الأنبياءِ والرُّسُلِ، وأنَّ النّبيَّ الأكرمَ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) لمْ يَكُنْ خاتمَ النّبيّينَ، ولمْ تَكُنْ الشَّريعةُ الإسلاميّةُ خاتِمةَ الشّرائعِ السّماويّةِ، وقد صّرحَ بهاءُ اللهِ في كلماتِه أنَّ مَنْ لمْ يُؤمِنْ بما جاءَ بهِ مُشرِكٌ ضال.

تصدّى عُلماءُ ومُفكّروا المُسلمينَ مِنَ الشّيعةِ، وأهلِ السُّنّةِ للرّدِ علىٰ الفِرقَةِ البهائيَّةِ، وإعتبروهم مِنَ الكُفّارِ الخارِجينَ عِنْ رِبقَةِ الإسلامِ وحَكَموا بِنَجاسَتهم وضَلالِهم، وقد كُتِبَتْ الكَثيرُ مِنَ الكُتبِ في الرّدِّ على الفِرقَةِ البَهائيّةِ.

وبِسَببِ ضَغطِ ومُطالبَةِ عُلماءِ الشّيعةِ في النَّجفِ وكَربلاء والكاظميّة، والسَّفيرِ الإيرانيّ في بغدادَ بإبعادِ البَهائيّينَ مِنَ العِراقِ حيثُ أصدَرتِ الحُكومةُ العُثمانيّةُ أمرًا بِنقلِهم مِنْ بغدادَ إلى الأستانةِ - القَسطنطينيّةِ - سنةَ 1280 هـ الموافق 20 أبريل 1863 م.

أُخرِجَ حسين علي النّوريّ (بهاء الله) وأخوهُ يحيى صُبح الأزل ومَنْ مَعهُما إلى الأستانةِ، ثُمَّ نُقِلوا إلى أدرنة، وفي عام 1867 م أعلنَ بهاءُ الله أنَّهُ المظهرُ الأوّلُ للإرادَةِ الإلهيّةِ الّتي بَشّرَ بها البابُ، فحَصلَ نِزاعٌ دامٍ بَينَ الفِرقتينِ البَهائيّةِ والأزليّةِ، ففرّقَ الحاكِمُ العُثمانيّ بينَهما فنَفى بهاءَ الله وأتباعهِ إلى عكّا، ونَفى صبح الأزل وأتباعهِ إلى قُبرص.

إدّعى حُسينُ علي النّوريّ (بهاء الله) أنّهُ كانَ خَليفةً للبابِ في البدايَةِ، ثمَّ إدّعى أنّهُ البابُ، ثمَّ قالَ إنّهُ المهديُّ المُنتَظرُ عجَّلَ اللهُ تعالى فَرَجَه، وبَعدها إدّعى النُّبوّةَ الخاصَّة، ومِنْ ثمَّ إدّعى النّبوَّةَ العامَّةَ، وخَتمَ دَعاويهِ بارتقائهِ إلى مِرتبَةِ الألوهيّةِ المُطلَقةِ، فكانَ يقولُ إنَّهُ اللهُ في الأرضِ بعدَ أنْ كانَ مَظهَراً مِنْ مَظاهرِهِ، عيّنَ َ بهاءُ اللهِ خليفةً لهُ مِنْ بَعدهِ وهوَ ولدُهُ الأكبرُ عبّاس أفندي (عبد البهاء)، ومِنْ بَعدِهِ لِوَلدِهِ الثّاني الميرزا محمَّد علي، ثمَّ قُفلَ الأمرُ مُدَّة ألفِ سَنة.

 أمّا مُؤسّسُ هذهِ الفِرقَةِ:

فهوَ حسين علي النّوري المازندراني (بهاءُ الله) نِسبةً إلى قَريةِ نور مِنْ قُرى مازندران في إيران الّتي وُلِدَ فيها ولقد كانَ حسين علي النّوري المازندراني (بهاءُ الله) من أتباعِ علي محمّد الشّيرازي (الباب) مؤسِّس البابيِّة الّتي ظَهرَتْ في القَرنِ الثّالثِ عَشر للهِجرَة، بعدَ وَفاةِ السِّيِّدِ كاظم الرّشتي وقد إدّعى (علي محمد الباب) أنّهُ البابُ للإمامِ المهدي عجَّلَ اللهُ تَعالى فرَجَه ، ثمَّ بَعدَ ذلكَ ادّعى أنّه هوَ المهديُّ بِنفسهِ، ثمَّ أخيرًا إدّعى النُّبوَّةَ مِنَ الله، أُعدِمَ عليّ محمّد الباب سنةَ 1266 هـ في تَبريز.

أمّا شَريعةُ وأحكامُ وعاداتُ البَهائيّة:

لقد قامَ البابيّونَ والبَهائيّونَ بإعلانِهِم نَسخَ الشَّريعةِ الإسلاميّةِ وإعتمادَ شَريعةٍ جَديدةٍ وذلكَ في مُؤتَمَر (بدشت) الّذي عَقَدوه، وهيَ صَحراءُ واقعةٌ على نَهرِ شاهرود بينَ خُراسان ومازندران عِندما كانَ علي محمَّد الشّيرازي (الباب) مُعتقَلاً في قَلعةِ (ماكو)، وكانَ مِنْ رُؤوسِ هذا المؤتَمَرِ حسين البشروئيّ (بابِ الباب)، وملّا محمّد علي البارفروشي (القدّوس)، وقُرّةَ العَينِ بِنتَ ملّا صالح القزويني (الطّاهرة)، والميرزا يحيى علي (صبح الأزل).

قامَتْ قُرَّةُ العينِ، وألقَتْ خطاباً، وأعلَنَتْ نَسخَهُم الشَّريعةَ الإسلاميّة، فقد قالَتْ: إسمعوا أيُّها الأحبابُ والأغيارُ، إعلموا أنَّ أحكامَ الشَّريعةِ المحمَّديّة قد نُسِخَتْ الآن بظُهورِ الباب، وأنَّ أحكامَ الشَّريعةِ الجَديدةِ لمْ تَصِلْ إلينا، وإنَّ اشتغالَكّم الآن بالصَّومِ والصَّلاةِ والزّكاةِ، وسائرَ ما أتى بهِ محمَّد كُلُّهُ عَمَلٌ لَغو، ولَعلَّهُ باطِلٌ ولا يَعمَلُ بِها بعدَ الآنِ الاّ كُلُّ غافلٍ وجاهِل.

بعدَ أنْ نَسخَ البابيّةُ والبَهائيّةُ الشَّريعةَ الإسلاميّةَ وَضَعُوا لهُم شَريعةً وأحكاماً وعاداتٍ خاصةً بهم، ومنها:

الصَّومُ :

إنَّ شَهرَ الصّيامِ عِندَ البَهائيينَ هوَ الشَّهرُ التّاسِعَ عشرَ الّذي يَلي الأيّام الزّائدةَ المُخصّصةَ للضّيافةِ، ويَجِبُ الإجتنابُ عن تَناولِ الطّعامِ منَ الشّروقِ الى الغروبِ مُدّةَ تسعةَ عشرَ يوماً.

ويُعفى منَ الصّيامِ مَنْ كانَ دونَ البُلوغِ أو كانَ مُسافراً أو في نفسهِ ضَعفٌ من الصّومِ أو الهرَم، ويَدخلُ في ذلكَ الحاملُ والمرضِعُ والحائِضُ والنُّفَساءُ، ولا يجبُ قَضاءُ الصّومِ عن هؤلاءِ عندَ زَوالِ العُذر.

الصّلاةُ :

البَهائيّونَ يُصلّونَ تِسعَ رَكَعاتٍ على إنفرادٍ بلا جَماعةٍ في ثَلاثةِ أوقاتٍ (حينَ الزَّوال وفي البُكور وفي الآصال) ويَتوجَّهونَ إلى عكّا، وهوَ مكانُ قبرِ بهاءِ الله، على أن يَسبِقَ الصّلاةِ وضوء، ومَنْ لم يَجِدِ الماءَ يَذكُرُ خمسَ مرّاتٍ بسمِ اللهِ الأطهَرِ الأطهَر، ثمَّ يَشرَعُ في العَمَلِ، هذا ما حكمَ به مولى العالَمين.

الحَجُّ:

فُرِضَ الحَجُّ على البَهائيّينَ على مَنْ إستطاعَ مِنَ الرّجالِ دونَ النّساء، والبَيتُ الّذي يَحجّونَ إليهِ هوَ الدّار الّذي أقامَ فيهِ حسين علي (بهاء الله) أثناءَ مُكوثهِ في العِراق أو الّدارِ الّتي وُلِدَ فيها البابُ في شيراز دونَ تَحديدٍ في الزّمانِ أو تَفضيلُ بَيتٍ على بَيت.

المواريثُ:

قالَ جون أسلمنت: وليسَ هناكَ في شَريعةِ بَهاءِ اللهِ نَصٌّ يَمنَعُ الإنسانَ مِنَ التّوصيَةِ بميراثهِ إلى فَردٍ واحدٍ إذا شاءَ ذلك، وأمّا الدّارُ بعدَ مَوتِ صاحِبها فقد قالَ عنها الأقدَس: وجَعَلنا الدّارَ المسكونَةَ والألبِسَةَ المخصوصَةَ للذّريّةِ مِنَ الذّكرانِ دونَ الإناثِ والورّاثُ أنّهُ لهوَ المُعطي الفيّاض.

الزّكاةُ:

قالَ بَهاءُ اللِه في الأقدَس: قد كُتِبَ عليكُم تَزكِيَةُ الأقواتِ وما دونَها بالزّكاةِ هذا ما حَكمَ بهِ مُنزِّلُ الآياتِ في هذا الرّقِ المنيعِ سوفَ نُفصِّلُ لكُم نِصابَها إذا شاَء اللهُ وأرادَ إنّهُ يفصّلُ ما يَشاءُ بعلمٍ مِنْ عِندِه إنّهُ لهوَ العَلاّم الحَكيم.

الزَّواجُ:

  تَحُضُّ التّعاليمُ البَهائيّةُ على الزَّواج وتُرغِّبُ فيه، يوجَدُ العَديدُ مِنَ الأحكامِ والتَّقاليدِ عِندَ البَهائيّينَ في الزَّواج، ومِنها لا يجوزُ الزَّواجُ بأكثرَ مِنْ زوجةٍ واحدة.

ولا تجوزُ الخِطبَةُ قبلَ سِنِّ البّلوغِ، والّذي هو (15) عاماً للذَّكرِ والأنثى.

المُدَّةُ الشَّرعيَّةُ بينَ الخِطبةِ وإجراءِ العَقدِ لا يَجوزُ أنْ تَتجاوزَ الـ (95) يوماً.

لا يَجوزُ أنْ تَتجاوزَ المُدَّةُ بَينَ العَقدِ والزِّفافِ اليومَ الواحِد.

يُشترَطُ لِصِحَّةِ عَقدِ الزَّواجِ رِضا سِتَّةِ أطرافٍ وهُم الزَّوجُ والزَّوجَةُ ووالدَيهِما.

يجوزُ زَواجُ البَهائيّ مِنْ غَيرِ البَهائِيَّةِ أو البَهائِيَّةِ مِنْ غَيرِ البَهائيّ بِشَرطِ إجراءِ عَقدٍ بَهائيّ إلى جانِبِ العَقدِ غَيرِ البَهائي.

الحَثُّ علىٰ الزَّواجِ مِنَ الأباعِد.

مقدارُ صَداقِ الزَّوجةِ (19) مِثقالاً من الذَّهبِ إذا كانَ مِنْ أهلِ المُدُنِ، أو مِنَ الفِضَّةِ إذا كانَ مِنْ أهلِ الرِّيف، ولا يجوزُ أن يَتجاوزَ الصَّداقُ (95) مثقالًا.

يُجرَى عَقدُ الزَّواجِ بِحُضورِ شُهودٍ عُدول، ويَتلو الزَّوجانِ الصّيغةَ الشَّرعيَّةَ للعَقدِ بعدَ أداءِ الصَّداقِ وهِيَ (إنّا للهِ راضُون) للزّوج، و (إنّا للهِ راضيات) للزَّوجة.

حَقُّ الطَّلاق:

للمَرأةِ عِندَ البَهائيّينَ حَقُّ طَلاقِ زَوجِها.

الطَّهارَةُ:

كُلُّ شَيءٍ عِندَ البَهائيّةِ طاهِرٌ كما وَرَدَ في الأقدَس: وكذلكَ رَفَعَ اللهُ حُكمَ دونَ الطَّهارَةِ عنْ كُلِّ الأشياء.

طَهارَةُ المنّي:

قالَ بَهاءُ اللهِ في الأقدَس: قد حَكَمَ اللهُ بالطَّهارةِ على ماءِ النُّطفةِ رحمةً مِنْ عِندِهِ علىٰ البَرِيَّة.

الغِناءُ:

تُجيزُ التَّعاليمُ البَهائيَّةُ سَماعَ الغِناءِ، فقَد وَرَدَ في الأقدَس: إنّـا حَلّلنا لَكُم إصغاءَ الأصواتِ والنَّغْمات إيـّاكُم أنْ يُخرِجَكُم الإصغاءُ عَنْ شَأنِ الأدَبِ والوَقار.

إستعمالُ الذَّهب :

تُجيزُ التَّعاليمُ البَهائيَّةُ لأتباعِها إستخدامَ الذَّهبِ كأوانٍ للأكل، فقد جاءَ في الأقدَس: مَنْ أرادَ أنْ يَستعمِلَ أواني الذَّهبِ والفِضَّةِ لا بَأسَ عليهِ، إيّاكُم أنْ تَنغَمِسَ أياديكُم في الصِّحافِ والصِّحان.

أثاثُ الدّور:

أوجَبَتْ التّعاليمُ البَهائيَّةُ على أتباعِها تَغييرَ أثاثِ منازِلهم كُلّ (19) سنةً، فقد وَردَ في الأقدَس: كُتِبَ علَيكُم تَجديدُ أسبابِ البَيتِ بَعدَ إنقضاءِ تِسعَ عشرَةَ سنةً كذلكَ قُضِيَ الأمرُ مِنْ لَدُن عليمٍ خَبير.

زِيارَةُ القبور:

نهى بهاءُ الله عَن زِيارَةِ القُبورِ بِقوله: لا تَشدّوا الرِّحالَ خاصَّة ًلِزيارَةِ أهلِ القبورِ فإنْ دَفَعَ أولوا السَّعةِ والقُدرَةِ مَصاريفَ ذلكَ إلى بَيتِ العَدلِ فهو مَقبولٌ ومَحبوبٌ عِندَ اللهِ نَعيماً للعامِلين.

التَّحيَّةُ والشّعار:

التَّحيَّةُ الّتي يَتبادَلُها البَهائيّونَ هيَ: (عليكُم بَهاءُ الله)، وشارَتُهُم هيَ: (يا بَهاء الأبهى).

حُكمُ السّارِق:

وَردَ حُكمُ السّارقِ في الكِتابِ الأقدَسِ وهوَ قولُه: قَد كُتِبَ على السّارقِ النّفيُ والحَبسُ وفي الثّالثِ، فاجعَلوا في جَبينهِ عَلامةً يُعرَفُ بِها لِئلاّ تَقبَلهُ مُدُنُ اللهِ ودِيارُه إيّاكُم أنْ تَأخُذَكُم الرَّأفةُ في دينِ الله إعمَلوا ما أُمرتُم بهِ مِنْ لَدُن مُشفِقٍ رّحيم.

عُقوبةُ الزّنا :

حدّدَ بهاءُ اللِه في الكِتابِ الأقدَسِ دِيَّةً على الزّاني والزّانيةِ بقوله: قد حَكمَ اللُه لِكلّ زانٍ وزانِيةٍ دِيَةٌ مُسلّمَةٌ الى بَيتِ العَدل، وهيَ تِسعَةُ مَثاقيلَ مِنَ الذّهبِ، وإنٌ عادا مَرّةً أُخرى عُودوا بِضِعفِ الجَزاء هذا ما حكمَ بهِ مالِكُ الأسماءِ في الأولى وفي الأُخرى قدَّرَ لَهما عَذاب مُهين.

الحَرقُ والقَتلُ: 

قالَ بَهاءُ اللهِ في الأقدَس: مَنْ أحرَقَ بَيتاً مُتَعمِّداً فاحرقوهُ ومنْ قَتلَ نَفساً عامِداً فاقتُلوه.

هذهِ هيَ البَهائيّةُ وهذهِ عَقائِدُهم.

ودُمتُم سالمين.