سلسلة سؤال وجواب حول العدل الإلهي (5)

أفعاله تعالى معللّة بالغايات

: اللجنة العلمية

س1: ما معنى الغاية والغرض لغة؟

ج: الغرض لغةً: هو الهدف والقصد.

والغاية لغةً: هي أقصى الشيء ومنتهاه.

س2: ما معناهما إصطلاحاً؟

ج: وفي الإصطلاح: فأنّ فعله تعالى خالٍ من العبث واللغو؛ إذ يستحيل أنْ تكون أفعاله لا غاية فيها ولا غرض وإلا كانت قبيحة وعبثية، وهذا خلاف كونه حكيماً، فالحكيم لا يصح أنْ تصدر منه أفعالاً عبثية. 

س3: ما الأدلة على إتصاف أفعاله تعالى بالغاية والغرض؟

ج: يمكن الإستدلال عقلاً ونقلاً:

أما عقلاً فمن وجوه:

أولاً: إنّ كل عاقل إذا خلا فعله من الغاية والغرض سوف يوصف بالعبثية، وإذا اتصف بهما -الغاية والغرض- فلا يوصف بذلك -العبثية- فكيف بالخالق سبحانه وتعالى.  

ثانياً: إذا سألنا كيف تنتفي العبثية عن الفعل؟

لكان الجواب: لابد أنْ يتصف الفعل بالغرض والغاية، وإلا فسيوصف بالعبثية، ونسأل: هل يعقل أنْ يوصف فعله تعالى بأنّه خالٍ من الغاية والغرض؟! 

ثالثاً: الغرض والغاية وصفان كماليان للفعل، والله سبحانه متصف بجميع أنواع الكمالات، فلا بد أنْ يتصف فعله بهما.

رابعاً: والفعل الخالي من الغرض والغاية يتصف بالعبثية وهي نقص، ويستحيل أنْ يتصف فعله بالنقص.

أو قل: لو لم تكن لأفعاله تعالى غاية أو غرض؛ للزم منه العبثية والتالي باطل فالمقدم مثله في البطلان.

وأمّا نقلاً:

*قوله تعالى: ((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ))1 .

* قوله تعالى: ((وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ))2  .

* قوله تعالى: ((وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ))3 .

* قوله تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون))4 .

* قوله تعالى: ((وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا ))5.

_____________________

 1- المؤمنون: 15.

 2- الدخان: 38.

 3- ص: 27.

 4- الذاريات:56.

 5- آل عمران: 191.