الحَاجةُ إلى وُجودِ المَعصُومِ بعدَ رسُولِ اللهِ (ص).

Ahmed Sheneyen Alrubeye/: السَّلامُ علًيكم.       كانَ مَطلبُ سُؤالِي عن هذِه الشُّبهةِ التي قَالَها المُخالِفونَ لمَذهَبِ الإمامِيةِ هو ليسَ "هل كانَ الصَّحابةُ يَجتهِدونَ أم لا"، وإنما هَدفُ مَن قَال بهذِه الشُّبهةِ أنَّه لا حَاجةَ لإمامٍ مَعصُومٍ بعدَ الرَّسُولِ، وإنَّما يَكُون بَيانُ الأحكَامِ الشَّرعِيةِ بيَدِ المُجتهِدينَ كما حدثَ بعدَ غَيبةِ الإمامِ المَعصُومِ؟  ووَفَّقكم اللهُ لكلِّ خَيرٍ.

: اللجنة العلمية

     الأخُ المحتَرمُ، السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.

     الحَاجةُ إلى وُجودِ المَعصُومِ بعدَ رسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) يُوضِّحُه لنا الحَدِيثُ النَّبويُّ الَّذي يَقُول: 

{إنِّي تَاركٌ فيْكم ما إنْ تَمسَّكتُم به لنْ تَضلُّوا بَعدِي، أحدُهُما أعظمُ منَ الآخرِ: كتابَ اللهِ، حَبلٌ مَمدُودٌ منَ السَّماءِ إلى الأرضِ، وعِترَتِي أهلَ بَيتِي ولنْ يَتفرَّقا حتى يَرِدا عليَّ الحَوضَ، فَانظُرُوا كيفَ تُخلِّفُوني فيْهما}[مُختَصرُ صَحيحِ الجَامعِ الصَّغيرِ للسُّيوطِي والألبَاني، رقم الحديث 1726- 2458].

     والحَدِيثُ النَّبويُّ الَّذي يَقُول: {إنِّي تَاركٌ فيْكم خَلِيفَتينِ: كِتابَ اللهِ، حَبلٌ مَمدُودٌ ما بينَ الأرضِ والسَّماءِ، وعِترَتِي أهلَ بَيتِي، وإنَّهما لنْ يَتفرَّقا حتى يَرِدا عليَّ الحَوضَ} [صَحيحُ الجَامعِ الصَّغيرِ للألبَاني 1: 482].

     ففي هَذينِ الحَدِيثينِ الصَّحِيحَينِ نَجدُ النَّبيَّ (ص) يُشِيرُ بكلِّ وُضُوحٍ إلى أنَّ القُرآنَ لا يَكفِي وَحدَه للعِصمَةِ منَ الضَّلالِ بَعدَه، بل لا بدَّ منَ التَّمسُّكِ معه بالمَعصُومِ منَ العِترَةِ حتى تَتحقَّقَ العِصمَةُ منَ الضَّلالِ.

     وهو المَعنَى الَّذي يُشِيرُ إليْه الحَدِيثُ النَّبويُّ الآخرُ الَّذي يَقُول: 

     (في كلِّ خَلفٍ مِن اُمَّتي عُدولٌ مِن أهلِ بَيتِي، يُنفُونَ عن هذا الدينِ تَحرِيفَ الضَّالِّينَ، وانْتِحالَ المُبطِلينَ، وتأوِيلَ الجَاهِلينَ، ألا وإنَّ أئمَّتكم وَفدُكم إلى اللهِ فَانْظرُوا مَن تفدُونَ) [الصَّواعقُ المُحرِقة 3: 441، ذَخائرُ العُقبَى: 17 قَال: أخرَجه الملا - أي في سِيرته -، المِعيارُ والمُوازَنة: 204]

     ودُمتُم سَالِمينَ.