سلسلة سؤال وجواب حول المعاد (8)

النفخ في الصور

: اللجنة العلمية

س1: ما المقصود بالنفخ في الصور ومن الذي ينفخ فيه؟

ج: ورد أنّ معنى الصور: (هو البوق الذي يُتخذ من قرن الثور يكون مجوّفاً عادةً حيث يستخدم مثل هذا البوق في حركة القوافل أو الجيش وتوقفها وطبعاً هناك تفاوتٌ بين نفخة التحرك ونفخة التوقف)(1).

* وورد عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام):( وللصور رأس واحد وطرفان وبين طرف رأس كل منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء إلى الأرض ...فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الأرض فلا يبقى في الأرض ذو روح إلا صعق ومات ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح إلا صعق ومات إلا إسرافيل, قال: فيقول الله لإسرافيل: يا إسرافيل مُت فيموت إسرافيل ...)(2).

وعليه: عرفنا أنّ النافخ للصور هو إسرافيل بأمر الله تعالى ينفخ نفختين متناقضتين فالنفخة الأولى هي النفخة المهلكة والصاعقة إذ تميت من في السماوات والأرض, وأمّا النفخة الثانية, هي نفخة الإحياء والقيام من الأجداث للحساب الأكبر, نفخة تطفأ شعلة الحياة ونفخة تشعل شعلة الحياة, كل ذلك بأمر الله وقدرته العظيمة.

ويظهر بوضوح أنّ الحياة البرزخية غير مختصة بالمؤمنين، بل هي شاملة لكل من أنتقل عن هذه الحياة الدنيا, وكل الآيات الشريفة التي تتحدث بلسان (لا تحسبن الذين قتلوا) فهي تؤكد بوجود هذه الحياة البرزخية .

* ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام): ((البرزخ القبر وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة))(3).

* وأيضاً جاء عنه (عليه السلام) عندما سُئِلَ عن أرواح المؤمنين فقال: (في حجرات في الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويقولون ربنا أتمم لنا الساعة وانجز ما وعدتنا).

وسُئِلَ عن أرواح المشركين فقال:(في النّار يعذبون يقولون لا تقم لنا الساعة ولا تنجز ما وعدتنا)(4).

بعبارةٍ أخرى: العوالم ثلاثة أنواع:

عالم الدنيا: هو عالم الابتلاء والاختبار .

عالم البرزخ: عالم الجزاء المؤقت .

عالم الآخرة: عالم الجزاء الدائم . 

س2: ما هو السر في وجود الحياة البرزخية؟

ج: يُستفاد من مجموعة من الروايات, أنّ فائدة الحياة البرزخية يكمن في أمرين:

الأول: إنّ الحشر الأكبر(يوم القيامة) لم يتحقق للجميع؛ لأنّ الحياة ما زالت مستمرة, لذا فلا يبقى الإنسان الميت (صالحاً كان أم طالحاً) في قبره إلى أنْ يتحقق الحشر, إذ لعله يطول آلاف السنين, فكان في حكمة الله تعالى, أنْ يوجِد عالماً وسطياً, ينتقل إليه الإنسان بعد موته من عالم الدنيا, ليحيا حياةً جديدة إمّا منعماً أو معذباً بحسب أعماله.

الثاني: إنّ الحياة البرزخية فرصة, للمذنبين للاستفادة من الأعمال التي قاموا فيها في الدنيا, إذ ظاهر الكثير من الروايات أنّ الإنسان المنتقل من الحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية يستفيد من بعض الأعمال التي تحصل في الدنيا, أو لعله يتعذب بسبب بعض الأعمال التي قام بها في الدنيا, قال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): ((من سنّ سنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة, ومن سنّ سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)) وغيرها من الروايات الدالة بوضوح, أنّ الأعمال الصالحة أو الطالحة, يصل ثوابها أو عقابها إلى الإنسان في البرزخ.

*عن أبي عبد الله (عليه السلام): (( ستّ خصال ينتفع بها المؤمن من بعد موته: ولدٌ صالح يستغفر له, ومصحف يُقرأ فيه, وقليب يحفره, وغرس يغرسه, وصدقة ماء يجريه, وسنة حسنة يؤخذ بها بعده)(5).

*وعنه (عليه السلام): ((خير ما يلحقه الرجل بعده ثلاثة: ولدٌ بارٌ يستغفر له, وسنة خير يٌقتدى به فيها, وصدقة تجري من بعده))(6). 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأمثل,ج15,ص112.

(2)الأمثل, تفسير سورة الزمر. 

(3) مجمع البحرين. 

(4) البحار, ج6,ص169.

(5) المحاسن: ص27.

(6) أمالي الطوسي,ص242.