انتشار الإسلام لا يمنع من وجود المنافقين من الصحابة.

سالم/ الكويت/: يقول عالم الشيعة محمد كاشف آل الغطاء عن علي رضي الله عنه: «وحين رأى أن الخليفتين قبله - أي أبا بكر وعمر - بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد، وتجهيز الجيوش، وتوسيع الفتوح، ولم يستأثرا ولم يستبدا، بايع وسالم».       فإذا كان أهل النفاق والردة في الصحابة بهذه الكثرة والعدة التي يدعيها الشيعة، فكيف انتشر الإسلام؟! وكيف سقطت فارس والروم وفتح بيت المقدس؟!

: اللجنة العلمية

     الأخ سالم المحترم، السلام عليكم ورحمة الله: 

     لا توجد ملازمة بين انتشار الإسلام وبين انحسار النفاق بين الصحابة، وإليك الدليل من كتب أهل السنّة ومصادرهم نفسها، فقد ثبت أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعرّض لمحاولة اغتيال عند رجوعه من تبوك، حين حاول جماعةٌ من الصحابة وعددهم اثنا عشر شخصاً التعرّض له حين مروره بالعقبة، ورمي الصخور عليه من الجبال حتى يقتلوه، ولكن أنجاه الله منهم فقال فيهم: (فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا، فِيهِمْ ثَمَانِيَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ...)(1). 

    فقيل له: (أَوَلَا تَبْعَثُ إِلَى عَشَائِرِهِمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْكَ كُلُّ قَوْمٍ بِرَأْسِ صَاحِبِهِمْ؟ قَالَ: لَا، أَكْرَهُ أَنْ يَتَحَدَّثَ الْعَرَبُ أَنَّ مُحَمَّدًا قَاتَلَ بِقَوْمٍ حَتَّى إِذَا أَظْهَرَهُ اللَّهُ بِهِمْ أقبل عليهم يقتلهم)(2).

     ومنه تعلم أنه لا توجد ملازمة بين انتشار الإسلام وانحسار النفاق بين الصحابة.

     وهؤلاء كانوا في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي حياته، فما بالك بما جرى بعده وهو قد أخبرهم في أحاديث صحيحة (وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا)(3).

   أي تتنافسوا على زخرف الدنيا وزبرجها، وهو ما حصل بعده بالضبط، فكم تقاتل الصحابة من بعده على زخرف الدنيا وزبرجها!

     وليس حروب الجمل وصفين إلا نموذجاً على ذلك.

     ودمتم سالمين.

___________________

(1)- صحيح مسلم لمسلم النيسابوري، طبعة دار إحياء التراث العربي، كتاب صفات المنافقين وأحكامه، ج4، ص 2143.

(2)- تاريخ الإسلام و وفيات المشاهير والأعلام للذهبي، طبعة دار الغرب الإسلامي، ج1، ص434.

(3)- صحيح البخاري لمحمد البخاري، طبعة دار طوق النجاة، كتاب الجنائز، باب الصلاة على الشهيد،ج2 ،ص91.