سلسلة سؤال وجواب حول المعاد (1)

: اللجنة العلمية

 

س1: ما معنى المعاد؟ 

ج: المعاد: معناه بعد انتهاء هذه الحياة الدنيا, سوف يُبعث الإنسان من جديد في النشأة الآخرة, فإن كان سعيداً فإلى الجنة, وإنْ كان شقياً فإلى النار, وفي الحالتين فالإنسانُ مُخلدٌ.

فالمعاد: أنْ يرجع نفس الإنسان الذي كان في الدنيا, وقد عمل صالحاً أو طالحاً, ليُجزى على عمله, فإنْ كان مؤمناً فمصيره الجنّة خالداً فيها, وإنْ كان كافراً فمصيره جهنم خالداً فيها.

فمن يعتقد بالمعاد, معناه أنْ يعتقد بوجود حياة أخرى بعد نهاية هذه الحياة الدنيوية. 

س2: هل المعاد أصل من أصول الدين؟

ج: المعاد أصل ضروري من أصول الدين, ويجب الاعتقاد به والجزم بوجود, فإنّ نفي المعاد معناه نسبة العبث إلى الله الحكيم, ولازمه تكذيب القرآن الكريم, وتكذيب النبي (صلى الله عليه آله) وهذا واضح البطلان كما سيأتي بيانه. 

س3: وهل الاعتقاد بالمعاد, مختص بالدين الإسلامي فقط؟

ج: لا بل كل شريعة لها صلة بالسماء تعتقد بالمعاد وتعتبره عنصراً أساسياً, فإنّ الذي يميز هذه الشرائع عن الماديين هو مسألة المعاد, فالمادي لا يعتقد به, والإلهي- مع غض النظر عن نوع شريعته-  يعتقد بوجوده .

س4: وهل أهتم القرآن الكريم بالمعاد؟

ج: نعم قد أهتم بالمعاد اهتماماً ملحوظاً, والسيد الطباطبائي في الميزان يقول ورد البحث عن المعاد في القرآن في آيات تربو على الألفين, لعل أكثرها بالتصريح, وبعضها بالإشارة والتلويح. وهذا يكشف عن اهتمام القرآن بهذا الأصل الاعتقادي المهم. 

س5: ما الأدلة العقلية على إثبات المعاد؟

ج: بعد الفراغ من البحوث السابقة من كونه تعالى, يتصف بجميع صفات الكمال, ومنزه عن جميع صفات النقص, وجميع أفعاله حكيمة, ويستحيل عليه العبث واللغو أو عدم الغاية, والعقل والنقل يدل على ذلك ونجزم بصحته.

بعبارةٍ أخرى: ثبت عقلاً أنّ الله سبحانه وتعالى:

(1) حكيم فلا يفعل العبث واللغو . 

(2) عادل فلا يظلم . 

(3) منجز الوعد, فلا يخلف وعداً أبداً. 

(4) قادر على كل شيء ممكن بالذات.

وغيرها من الصفات الكمالية, وكذلك فسبحانه وتعالى مُنزَّه عن كل صفات النقص.