مرتضى/الكويت/: هل عصمة الإمام متمخضة عن العلم؟ وهل هذا العلم اكتسبه الإمام كأي عالم، أم أنه عطاء إلهي؟ وإن كان عطاء إلهياً فما المانع من أن يكون الإمام مجبوراً على هذا العلم، وبالتالي تكون العصمة هي من الجبر لو صح تعبيرنا.
الأخ مرتضى.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعريف العصمة عندنا -حسب التعريف المشهور عند السيد المرتضى وغيره-: هي لطف يفعله تعالى، فيختار العبد عنده الإمتناع عن فعل القبيح.
تقول: أليس في هذا جبر للعبد على الفعل، وبالتالي ينتفي الإختيار عنده؟!
الجواب: لا يوجد في العصمة أي جبر أو إلجاء للفعل، بل هي لا تتجاوز أكثر من تزويد الفرد بطاقات معينة تؤهله بأن يرى الذنب أمامه كأنه جيفة نتنة، فتشمئز نفسه ولا يقترب منه أبداً، مع بقاء كامل الإختيارات عنده والشهوات الطبيعية.
وقد اختلفت أقوال العلماء في منشأ هذا الإشمئزاز من الذنب وعدم ارتكابه عند المعصوم ، فقالوا: قد يكون بسبب العلم القطعي بعواقب المعاصي.
وقد يكون بسبب الإرادة الإرادة لغة:
تأتي الإرادة في اللغة بمعانٍ متعددة هي: المشيئة(1)، يقال أراد الشيء: شاءه(2).
وفرق بعض بينهما بأن الإرادة أخص من المشيئة؛ لأن المشيئة ابتداء العزم، فإنك ربما شئت شيئاً ولا تريده؛ لمانع عقلي أو شرعي(3).
الإرادة اصطلاحاً:
وقد استعمل لفظ الإرادة تارة في المعنى اللغوي، وهو المشيئة. وأخرى: بمعنى قصد المعنى. وثالثة: بمعنى الرضا وطيب النفس. ورابعة: بمعنى النية والداعي. وخامسة: بمعنى الاختيار والسلطنة حسب اختلاف مواطن البحث الكلامي أو الفقهي أو الأصولي.
_________________
(1) لسان العرب، ج7، ص248، مجمع البحرين، ج2، ص752وص993.
(2) لسان العرب، ج5، ص366.
(3) معجم الفروق اللغوية، ص35.
المزيدنتيجة بلوغ الإنسان درجة عالية من التقوى تمنعه من اقتراف محارم الله.
وقد يكون الإثنين معاً: العلم والإرادة. والله العالم.
ودمتم في حفظ الله ورعايته.