ما صحة رواية هدم المهدي (ع) الكعبة والمسجد النبوي ؟!!

راشد/الكويت/: ما صحة هذه الرواية التي تنص على أن الإمام المهدي (عليه السلام) عند ظهوره يقوم بهدم المسجد الحرام إلى أساسه، ومسجد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) إلى أساسه!! ألا يتعارض هذا النص -على فرض صحته- مع قوله تعالى {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}، ففي كتاب الغيبة لأبي جعفر الطوسي، ص282 عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام) قال: "القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، ومسجد الرسول (ص) إلى أساسه، ويرد البيت إلى موضعه وأقامه على أساسه، وقطع أيدي بني شيبة السرّاق وعلقها على الكعبة"!!

: اللجنة العلمية

الأخ راشد.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

   أولاً: الرواية لم تقل: إن الإمام المهدي (عليه السلام) يهدم بمعنى يزيل وينهي. وإنما قالت: يرد البيت الحرام إلى أساسه، ومسجد الرسول إلى أساسه، ومسجد الكوفة إلى أساسه (انظر الكافي للكليني ج4 ص 543). فهي تشير إلى إعادة بناء، وليس إلى إزالة وإنهاء.

   ثانياً: هذه الرواية تشابه تماماً لما ورد في صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة وجعلتها على أساس إبراهيم. صحيح مسلم ج4 ص 97.

   وعند البخاري: لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين، باباً شرقياً وباباً غربياً، فبلغت به أساس إبراهيم. صحيح البخاري ج2 ص 157.

   إذن عمل الإمام المهدي (عليه السلام) سيكون تنفيذاً لما أراد القيام به جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حسب روايتي البخاري ومسلم!!

   ودمتم في رعاية الله وحفظه.