(عبس وتولى) لا يمكن أن يكون المقصود فيها رسول الله (ص).

أكرم المكرن/ السعودية/: أن ( عبس وتولى ) لم تنزل في عثمان بن عفان كما يدعي الرافضة, كيف تنزل سورة كاملة مكملة على رجل غير النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ فهذا من أعجب ما سمعت !! أيعقل أن تنزل سور كاملة على عثمان بسبب خطأ أرتكبه!!؟ ولماذا لم تنزل على بقية الصحابة الذين أخطئوا أيضاً !! ولا أدري كيف يفسرون قول أمامهم الذي يعتبرونه معصوماً وهو الصادق أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال: "مرحبا مرحبا! لا والله، لا يعاتبني الله فيك أبدا" وكان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما يفعل به." المجمع جـ 5 ص ( 437 ) . وبحار الأنوار جـ 17 ص ( 77 ) ونور الثقلين للحويزي جـ 5 ص ( 509 ) وتفسير الميزان للطباطبائي جـ 20 ص ( 204 ) وتفسير البرهان جـ 3 ص (161) ومجمع البحرين للطريحي جـ 3 ص (112) .

: اللجنة العلمية

 

  في البدء لابد من الإشارة إلى أن  سورة ( عبس وتولى )  لا يمكن أن يكون المقصود فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما تصدح به كتب أهل السنة ؛ لمنافاتها للكثير من الظواهر القرآنية ، كقوله تعالى : " وإنك لعلى خلق عظيم " ، وقوله تعالى : " وما أرسلناك  إلا رحمة للعالمين " ، وقوله تعالى : " بالمؤمنين رؤوف  رحيم " وغيرها كثير .

وكذلك منافاتها لسيرته الثابته من خلقه الكريم والعالي مع أعدائه فضلا عن خلقه مع المؤمنين .

 كما أن هذه الدعوى فيها نقض لغرض بعثته ، ونقض الغرض قبيح عقلا لا يمكن صدوره من النبي (صلى الله عليه وآله). وجهة نقض الغرض أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مبعوث لدعوة الناس وارشادهم إلى الحق ومكارم الأخلاق فكيف يعرض بوجهه عمن جاء يطلب الارشاد منه حتى يأتي مثل هذا التوبيخ بحقه من المولى سبحانه : " وما يدريك لعله يزكى "؟!!

 إن هذا لا يمكن قبوله أبدا ولا يوافق عليه شرع ولا عقل، وكل نقل في هذا الجانب يضرب به عرض الجدار لمنافاته للظاهر القرآني أولا ، وللسيرة المقطوع بها ثانيا ، ومنافاته لحكم العقل ثالثا .

هذا فضلا عن ضعف الروايات التي تقول إن العابس هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فراجع فتح الباري لابن حجر ج1 ص 37 ، وتخريج الأحاديث والآثار  للزيلعي  ج4 ص 155 ، وإن شئت فراجع البحث التفصيلي الذي كتبه المحقق السيد مرتضى جعفر العاملي في كتابه ( الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص ج3 ص 155).

وما ذكرتموه عن الإمام الصادق (عليه السلام) فهو بخلاف ما فهمتموه ، فالرواية تشير إلى أن الله تعالى لم يعاتب نبيه في شأن ابن أم مكتوم ، فالرواية  تقول :( والله لا يعاتبني الله  فيك أبدا ) ، فمثل هذا النفي في كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يصح لو كان هناك عتاب من الله فعلا ، بل هو تعريض منه (صلى الله عليه وآله وسلم)  بحق ذلك الرجل الذي ارتكب تلك المخالفة فنزلت فيه تلك السورة الكاملة .

تقول : وكيف يمكن أن تنزل سورة كاملة بحق رجل غير رسول الله؟ !!

نقول : وما المحذور في ذلك وقد نزلت سور كاملة  بحق البقر والنمل والفيل فلم لا تنزل سورة كاملة في حق رجل أخطأ في حق أحد المؤمنين..فأين المحذور الشرعي والعقلي في الموضوع حتى تقول باستحالته؟!!