القرآن ذكر علياً (ع) بالكناية والكناية أبلغ من التصريح في علم البلاغة.

طيف الخفاجي/: القرآن ذكر زيد ربيب النبي (ص) في ابسط حادثة ولم يذكر علي بن ابي طالب في اهم حادثة وهي الامامة؟

: اللجنة العلمية

  ذكر القرآن الكريم أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) فيما يتعلق بموضوع الخلافة كناية وليس تصريحا ، والكناية أبلغ من التصريح  في علم البلاغة .

 فاقرأ قوله تعالى : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " المائدة :55.

 التي شهد بنزولها  في علي (عليه السلام) عشرة من الصحابة ، هم : أمير المؤمنين علي (عليه السلام)  ( شواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص 226)، المقداد بن الأسود الكندي ( المصدر السابق ج1 ص 228 )، أبو ذر الغفاري ( المصدر السابق ج 1 ص 229)  ، عبد الله بن عباس  ( المتفق والمفترق للخطيب البغدادي ج2 ص 39 )، عمار بن ياسر ( المعجم  الأوسط للطبراني ج6 ص 218 )، جابر بن عبد الله الأنصاري  ( أسباب النزول للواحدي  ص 201) ، أنس بن مالك  ( شواهد التنزيل ج1 ص 213 )، حسان بن ثابت ( المصدر السابق ج1 ص 236 ) ، أبو رافع ( المعجم الكبير  للطبراني ج1 ص 321 ) ، عبد الله بن  سلام ( جامع الأصول لابن الأثير  ج8 ص 6515).

 وقد نص السيوطي - كما في المجموع للنووي ج1 ص 232- أن الحديث يكون متواترا إذا رواه عشرة من الصحابة. 

وعليه خبر نزول هذه الآية في أمير المؤمنين علي (عليه السلام) هو من المتواتر بحسب ضوابط أهل السنة ونقولاتهم .

 تقول: ومن قال إنه يراد بالولاية في الآية الكريمة الإمامة لعله يراد بها المحبة أو النصرة ؟!

الجواب: حصر الولاية بإداة الحصر (إنما) لا يلائمه إلا ولاية الأمر من كل معاني الولاية المتصورة في المقام ، فلا يمكنك أن تقول أن المراد من الآية  هو : إنما ناصركم  الله ورسوله  وعلي ؛ لأن الناصرين للمؤمنين  كثيرون فما هو وجه الحصر بنصرة هؤلاء فقط ؟!!

ولا يمكنك أن تقول إن المراد بالآية : إنما  محبكم الله ورسوله وعلي ؛ لأن المحبين للمؤمنين كثيرون فما هو وجه حصر المحبة بهؤلاء فقط ؟!!

 وهكذا أي معنى تتصوره من معاني ( الولي ) يمكن أن  يكون   مرادا للآية الكريمة خلا ولاية الأمر فهي لها وجه وجيه  لايمكن أن يشكل عليه أي أحد بأي إشكال يذكر.

هذا هو ذكر الله لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) في كتابه الكريم  بالكناية دون التصريح وتنصيبه وليا للامر على المؤمنين بعد الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد  ثبت في علم البلاغة أن الكناية أبلغ من التصريح  والحمد لله رب العالمين  .