عثمان الخميس وقبر أمير المؤمنين (ع).

الأخت رقية .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 كلام هذا الرجل لا يمكن الإنصات إليه لعدة أسباب :

أولا : تواتر زيارة الأئمة (عليهم السلام) لجدهم أمير المؤمنين (عليه السلام) في الموضع الذي هو مدفون فيه الآن . وكما هو الثابت والمعلوم من سيرة الناس جميعا أن أعرف الناس بقبر شخص هم أهله وذووه. 

فراجع كتاب ( فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام ) لابن طاووس حتى تقف على هذه الروايات الكثيرة المتكاثرة في زيارة الأئمة (عليهم السلام) لجدهم أمير المؤمنين (عليه السلام) في مكانه المعلوم اليوم  .

 كما يمكن لك أن تنظر جانبا من هذه الزيارات في كتاب (كامل الزيارات) لابن قولويه. 

ثانيا : شهد مؤرخو أهل السنة في تواريخهم لمدفنه (عليه السلام) في هذا المكان  المعلوم اليوم أمثال : الحموي في معجم البلدان وابن الاثير في الكامل وابن أبي الفداء في تاريخه والكرماني في عمدة الطالب وابن أعثم الكوفي في الفتوح وابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة وابن شحنة في روضة المناظر وغيرهم كثير 

ثالثا : شهادة الشعراء المتقدمين أمثال دعبل الخزاعي ، والحسين بن الحجاج البغدادي من أبناء القرنين الثاني الهجري والقرن الرابع الهجري بمحل مدفنه (عليه السلام) .

فمن قول دعبل من شعراء القرن الثاني الهجري : 

قبور بكوفان وأخرى بطيبة 

وأخرى بفخ نالها صلواتي.

ومن شعر الحسين الحجاج من شعراء القرن الرابع الهجري : 

يا صاحب القبة البيضاء في النجف

من زار قبر واستشفى لديك شفي

وهو يدل على اشتهار القبر الشريف في النجف ونسبته لأمير المؤمنين (عليه السلام). 

رابعا : نص بعض علماء أهل السنة على أن المغيرة بن شعبة دفن في الثوية  وهي مدينة تبعد عن الكوفة مسافة ميلين ، كما أفاده ابن الأثير  في النهاية في غريب الحديث والحموي في معجم البلدان .

بينما تبعد النجف عن الكوفة عشرة كيلومترات، فكيف تصح دعوى دفن المغيرة في هذا المكان مع الاختلاف الظاهر بين المسافتين  ؟!!

خامسا : ظهور الكرامات في هذا المكان  والتي يشهد بها القاصي والداني منذ مئات السنين ، وكفى بها دليلا  على اشتمال هذه البقعة على الجسد الطاهر لمولى الكونين (عليه السلام) .

وإلا فهل من عاقل يتصور ظهور الكرامات في مكان دفن فيه شخص متهم بالزنا وبيته يعد من البيوت المعادية لأهل البيت (عليهم السلام)؟!!

هذه جملة أسباب ويوجد غيرها كثير تجعلنا لا ننصت لمثل هذه الأبواق الجاهلة في حرف الحقائق عن مسارها .