ما فلسفة التمسح بالاضرحة؟

إبراهيم / مصر/ : ما فلسفة التمسح بالاضرحة، قضبان من حديد أو ذهب أو فضة لا تتأثر بجسد المعصوم الراقد في هذا المكان، نعم التربة قد تختلط بجسده فيؤخذ منها للتبرك أما القضبان المذكورة فالتمسح بها يكون من العبث ؟

: اللجنة العلمية

  يجيبك على سؤالك هذا الصحابي أبو أيوب الأنصاري (رضوان الله عليه) عندما أقبل لزيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووضع خده على القبر الشريف فمر به مروان بن الحكم فقال له - وهو لم يعرفه - ما تصنع  ؟

فالتفت فإذا هو الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري،  فقال له : جئت (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) ولم آت الحجر.

 ثم قال أبو أيوب : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن أبكوا عليه إذا وليه غير أهله .

  وهذه الرواية صحيحة رواها الحاكم في مستدركه ج4 ص 515 ووافقه الذهبي على تصحيحها. وإن حسنها بعضهم لمحل كثير بن زيد الأسلمي الذي هو من كبار أتباع التابعين، الذي اختلف علماء الجرح والتعديل في تصحيح مروياته وتحسينها، فالرواية حسنة على أقل تقدير، فهي جائزة العمل بها في باب المستحبات .

 وقد يحاول البعض رد هذا الحديث لجهالة داود بن أبي صالح الذي قال عنه الذهبي في الميزان ج2 ص 9 : لا يعرف ، رغم أن أبن حجر قال عنه في التقريب ج1 ص 280 : مقبول ، نقول :  تابع ابن أبي صالح في هذا الحديث المطلب بن عبدالله بن حنطب، كما  عند الطبراني في الكبير ج4 ص 189 والأوسط  ج1 ص 199 .

 و عند   أبي الحسين يحيى بن الحسن في كتابه أخبار المدينة كما يشير إليه السبكي في شفاء السقام ص 279 .

 وعند ابن أبي خيثمة في تاريخه ج1 ص 444 الذي لا يوجد في طريقه  داود  بن أبي صالح .

 وبهذه المتابعة يصير الحديث من قسم الحسن لغيره .

 هذا وقد جاء في كتاب سؤالات عبد الله بن أحمد بن حنبل لأحمد - كما في كشف القناع ج2 ص 150- قال " سألت أبي عن مس الرجل رمانة المنبر يقصد التبرك، وكذلك عن مس القبر ، فقال : لا بأس بذلك ".

وفي كتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل ج2 ص 492 جاء ما نصه : " سألته عن الرجل يمس منبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر نحو ذلك أو نحو هذا يريد التقرب إلى الله  عز وجل فقال : لا بأس بذلك ".

 

فالفلسفة أخي الكريم - كما بينها لك الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري- أن الإنسان في أفعاله هذه لا يقصد الحديد أو الحجر أو الشباك الذي على ضريح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الإمام (عليه السلام) كما يتوهمه المختلون عقليا ودينيا  أمثال مروان بن الحكم،  بل هو يقصد التبرك بتلك الروح الطاهرة التي جعل هذا المكان مثوى لجسدها المبارك .