سؤال عن الترضي على الخلفاء الوارد في كتاب (فدك في التاريخ) لمحمد باقر الصدر

بارق الطليباوي:  السلام عليكم ما رأيكم في كتاب (فدك في التاريخ) للسيد محمد باقر الصدر الذي فيه ترضي على قتلة فاطمة الزهراء ابو بكر وعمر وعثمان وعائشة .

: اللجنة العلمية

الأخ بارق .. السلام عليكم ورحمة الله

ينبغي حمل بعض العبارات على محامل صحيحة تتناسب وظرف إطلاقها، وهذا أسلوب بلاغي وقرآني سائغ استعماله، فها هو القرآن الكريم يخبرنا بأن الله عز وجل يطلب من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبهم نفسه بأنه هل هو على الهدى أو لا، وذلك حين يحاور الكافر الملحد، حتى يجره إلى ساحة الحوار ومعرفة الحقيقة، يقول تعالى  في سورة سبأ الآية 24: (وإنا أو إياكم  لعلى هدى أو في ضلال مبين).

 فالحرف ( أو )  هنا  يفيد الابهام بتصريح علماء البلاغة والبيان .. 

وهنا نسأل: هل كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يعرف أنه على الهدى والحق المبين حتى يطرح مثل هذا الإبهام في حق نفسه أمام خصمه؟!!

الجواب: لا جزماً، فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن يشكك في هداه طرفة عين أبداً, إنما هي طريقة في الحوار لغاية أكبر، وهي جر المخالف إلى الجدل العلمي الرصين حتى ينفتح ذهنه على معارف يجهلها وتبقى مغلقة عليه لو لم يدخل في الحوار مع المؤمنين.

 وهكذا الحال في حمل بعض الكلمات التي صدرت عن بعض الأعلام في الترضي والترحم على بعض الخلفاء الذين تبوؤا مناصب أهل البيت (عليهم السلام)، المشروعة لأهل البيت بدليلي القرآن والسنة، لا يعني إضفاء المشروعية على خلافتهم وإنما هي عبارات وصيغ لها ظروفها ومواقفها يراد بها الوصول إلى غاية أكبر وهي مواجهة العدو المشترك ودرء كل خلاف داخلي. تماماً كما كان يمحض النصيحة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) للخلفاء حين يقبلون عليه يستشيرونه في أمر ما فيقدم لهم النصيحة خالصة بما تدعم موقفهم وتثبته أمام خصومهم خصوم الإسلام، لأن مصلحة الحفاظ على بيضة الإسلام أهم عنده من مصلحة استلام السلطة.

 فتقديم الأهم على المهم هو قاعدة عقلائية يعمل بها الأئمة (عليهم السلام) ويعمل بها الفقهاء أيضاً من  قديم الزمان وإلى يومنا هذا.

ودمتم في حفظ الله ورعايته