تقديم أبي بكر للصلاة أدل دليل على أفضليته

سعيد الجار الله/ : نحن تعتبر تقديم أبي بكر للصلاة دليلاً على أفضليته، وإن قلتم: هذا لأنكم تقبلون إمامة الفاسق, قلنا لكم: لسنا نحن الذين نقبل إمامة الفاسق. إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم. واقتدى به علي. وكتبكم تشهد بذلك فقال: ( وإنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن . ويستمتع فيها الكافر. ويبلغ الله فيها الاجل. ويجمع به الفئ، ويقاتل به العدو. وتأمن به السبل. ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح به بر ويستراح من فاجر (نهج البلاغة 92).

: اللجنة العلمية

في البدء لابد أن نشير إلى أن القول بالافضلية هذه في  أحقية  أبي بكر  للخلافة قد ذهب إليه البعض  من ضيق الخناق واقعا، فبعد شهادة كبار علماء أهل السنة بعدم وجود النص على خلافة أبي بكر ( انظر: شرح المواقف ج8 ص 354 ، وشرح المقاصد ج5 ص 255)، وعدم تمامية الإجماع على هذه الخلافة لمحل معارضة علي (عليه السلام)  لها وأكثر الهاشميين وجمع من الصحابة ( انظر : تاريخ الطبري ج2 ص 445 ، والبداية والنهاية ج5 ص 265) اضطروا للذهاب إلى موضوع الأفضلية هذه ولم يجدوا سوى هذا الحديث المضطرب الدلالة  والمعارض بوقائع تاريخية .

 فالحديث من حيث الدلالة مضطرب جدا فتارة يروون أن الذي صلى بالناس أولا هو عمر ثم جاء أبو بكر وصلى بهم ( انظر  مسند أحمد ج4 ص 322 ) .

 وأخرى يروون أن الذي صلى بالناس هو أبو بكر ثم خرج رسول الله وصلى بهم فكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله والناس يقتدون بصلاة أبي بكر ( انظر  صحيح البخاري ج1 ص 162) وفي هذا النص من البخاري يدل على أن  الذي صلى بالناس  حقيقة وكان إماما لهم  هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  وليس أبا بكر والا وقع القوم في إشكال  تصحيح هذه الصلاة  بإمامين !!

وجاءنا نص آخر ( يرويه لنا أحمد في مسنده ج3 ص 159) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  صلى خلف أبي  بكر قاعدا  .

ورواية رابعة تخبرنا أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلى إلى جنب أبي بكر عن يساره ( مسند أحمد ج1 ص 233).

فروايات صلاة أبي بكر بالناس - كما تراها - مضطربة جدا ومختلفة اختلافا فاحشا ولا يمكن الجزم بوقوع مثل هذه الصلاة لمحل الاختلاف المذكور فضلا عن مخالفتها لدعوى تاريخية تقول أن أبا بكر كان في بعث أسامة أيام مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن في المدينة ( كما يروي ذلك ابن حجر في فتح الباري ج8 ص 124 عن الواقدي وابن سعد وابن إسحاق وابن الجوزي وابن عساكر وغيرهم ). 

فالتشبث بهذه الفضيلة لا محصل علمي له واقعا .

أما ما نقلتموه من قول علي (عليه السلام) فهو يشير إلى واقع الناس الخارجي بأنه لا يمكن أن يكون الناس بلا رئيس قبال دعوى الخوارج التي صدحوا بها بأنه لا حكم إلا لله، ولم يكن عليه السلام في مقام الإقرار  بإمامة  الفاسق، فالقبول بإمامة  الفاسق الفاجر  مخالف للقرآن والسنة الصحيحة والسيرة المعلومة عنه عليه السلام  ، فكيف يقول به ؟!!