ما صحّةُ هذا الحديثِ عن أميرِ المؤمنينَ (ع): إيّاكُم والدجّالينَ مِن ولدِ فاطمة الذي ذكرَه ابنُ طاووس؟

: السيد رعد المرسومي

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،اِعلم أخي السائل أنّ عبارةَ (إيّاكُم والدجّالينَ مِن ولدِ فاطمة) الواردةَ في منطوقِ السؤالِ هيَ جزءٌ أصيلٌ مِن عباراتٍ أخرى وردَت في حديثٍ مُسنَدٍ إلى أميرِ المؤمنين (ع)، وإليكَ أصلَ الحديثِ بسندِه ومتنِه كما رواهُ السيّدُ ابنُ طاووس في كتابِه (التشريفُ بالمننِ في التعريفِ بالفتن ( الملاحمُ والفتنُ في ظهورِ الغائبِ المُنتظر، صفحة ٢٤٨، رقمُ الحديث 362)، إذ قالَ ابنُ طاووس: حدّثنا أبو سهل ، قالَ : حدّثنا محمّدٌ بنُ عبدِ المؤمن ، قالَ : حدّثنا أحمدُ بنُ محمّد بنِ غالب ، قالَ : أخبرَنا هديّةٌ بنُ عبدِ الوهاب عن عبدِ الحميدِ عن عبدِ الله بنِ عبدِ العزيز ، قالَ : قالَ لي عليٌّ بنُ أبي طالب وخطبَ بالكوفة ، فقالَ : ( يا أيّها الناسُ ألزموا الأرضَ مِن بعدي ، وإيّاكم والشذاذَ مِن آلِ مُحمّد ، فإنّه يخرجُ شذّاذُ آلِ محمّد ، فلا يرونَ ما يحبّون، لعصيانِهم أمري ، ونبذِهم عهدي ، وتخرجُ رايةٌ مِن ولدِ الحُسين تظهرُ بالكوفةِ بدعايةِ الأميّة، ويشملُ الناسَ البلاء ، ويبتلي اللهُ خيرَ الخلقِ حتّى يميزَ الخبيثَ منَ الطيّب ، ويتبرّأ الناسُ بعضُهم مِن بعض ، ويطولُ ذلكَ حتّى يفرّجَ اللهُ عنهم برجلٍ مِن آلِ محمّد، ومَن خرجَ مِن ولدي فعملَ بغيرِ عملي وسارَ بغيرِ سيرتي فأنا منهُ بريء ، وكلُّ مَن خرجَ مِن ولدي قبلَ المهديّ فإنّما هوَ جزور، وإيّاكم والدجّالينَ مِن ولدِ فاطمة ، فإنَّ مِن ولدِ فاطمة دجّالينَ ، ويخرجُ دجّالٌ مِن دجَلةِ البصرة ، وليسَ منّي ، وهوَ مقدّمةُ الدجّالين كلّهم).قاَل السيّدُ ابنُ طاووس في ذيلِ هذا الحديث: هذا حديثٌ صريحٌ بنهي مولانا عليٍّ عليهِ السلام ولدَه أن يخرجَ أحدٌ مِنهم قبلَ المهديّ عليهِ السلام.قلتُ: وهذا التصريحُ مِنه يُعَـدُّ قرينةً على أنّ هذا الحديثَ لا إشكالَ فيه، خصوصاً أنّ مَن جاءَ بعدَ السيّدِ منَ العُلماءِ لم يُشكِلوا عليهِ فضلاً عن وجودِ شواهدَ له وقضايا عاصرناها تنطبقُ بنسبةٍ كبيرةٍ على بعضِ مَن سوّلَت له نفسُه حينَ تصدّى لهذا المقامِ السامي وطرحَ بضاعتَه الكاسدةَ والفاسدة، فصدّقَ به الجهلةُ والمُغفّلون. فإنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون. ودمتُم سالِمين.