ما هو تفسير الاية (ن والقلمِ وما يسطرون) بسند من اهل البيت (ع)؟

:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :  وردَت رواياتٌ عديدةٌ في تفسيرِها وتأويلِها، ولا تنافيَ بينَها، ولعلّ بعضَها مِن قبيلِ التأويلِ والبطون: 1ـ إنّهما مِن أسماءِ النبي (ص): روى الصفّارُ قالَ: حدّثنا إبراهيمُ بنُ هاشم عن أعمشَ بنِ عيسى عن حمّادَ الطيافي عن الكلبيّ عن أبي عبدِ الله عليهِ السلام قالَ قالَ لي كم لمحمّدٍ اسمٌ في القرآنِ قالَ قلتُ اسمانِ أو ثلاثةٌ فقالَ يا كلبي لهُ عشرةُ أسماء وما محمّدٌ إلّا رسولٌ قد خلَت مِن قبلِه الرّسلُ ومُبشّراً برسولٍ يأتي مِن بعدي اسمُه أحمد ولمّا قامَ عبدُ الله كادوا يكونونَ عليه لبداً وطهَ ما أنزَلنا عليكَ القرآنَ لتشقى ويس والقرآنِ الحكيم إنّكَ لمنَ المُرسلين على صراطٍ مُستقيم ون والقلمِ وما يسطرون وما أنتَ بنعمةِ ربِّك بمجنون ويا أيّها المزمِّل ويا أيّها المدثّر وانّا أنزلنا ذكراً رسولاً فالذكرُ اسمٌ مِن أسماءِ مُحمّد صلّى اللهُ عليهِ وآله نحنُ أهلُ الذكر فاسأل يا كلبيّ عما بدا لكَ قالَ فأنسيتُ واللهِ القرآنَ كلّه فما حفظتُ منه حرفاً أسألُه عنه . (بصائرُ الدرجات، ص532). وأيضاً في حديثِ معرفةِ أميرِ المؤمنينَ (ع) بالنوارنيّة، أنّ نون والقلم مِن أسماءِ النبيّ (ص)، لاحِظ: (بحارُ الأنوار: 26 / 4). 2ـ أنّ نون مِن أسماءِ النبي (ص)، والقلمَ مِن أسماءِ أميرِ المؤمنين (ع): فقد روى السيّدُ شرفُ الدين الحُسيني قالَ:  روى الحسنُ بنُ أبي الحسنِ الديلمي ( رحمَه الله ) عن رجالِه بإسنادِه يرفعُه إلى محمّدٍ بنِ الفُضيل ، عن أبي الحسنِ موسى عليهِ السلام قالَ : سألتُه عن قولِ اللهِ عزَّ وجل ( ن والقلمِ وما يسطرون ) ؟  قالَ: فالنون اسمٌ لرسولِ الله و " القلم " اسمٌ لأميرِ المؤمنين . صلواتُ اللهِ عليهما وعلى ذرّيّتِهما . (تأويلُ الآياتِ الظاهرة: 2 / 710) 3ـ أنّ النونَ عبارةٌ عن النور: روى الصدوقُ قالَ: حدّثنا محمّدٌ بنُ الحسنِ بنِ أحمد بن الوليد ( رضيَ اللهُ عنه ) ، قالَ : حدّثنا محمّدٌ بنُ الحسنِ الصفّار ، قالَ : حدّثنا محمّدٌ بنُ الحُسين بنِ أبي الخطّاب وأحمدُ بنُ الحسنِ بنِ عليّ بنِ فضّال ، عن عليٍّ بنِ أسباط ، عن الحسنِ بنِ زيد ، قالَ : حدّثني محمّدٌ بنُ سالم ، عن الأصبغِ بنِ نباتة ، قالَ: قالَ أميرُ المؤمنين ( عليهِ السلام ) : سألَ عثمانُ بنُ عفان رسولَ الله ( صلّى اللهُ عليهِ وآله ) ، عن تفسيرِ أبجد هوّز ... فقالَ: ... وأمّا النونُ فنون والقلمِ وما يسطرون ، فالقلمُ قلمٌ مِن نور وكتابٌ مِن نور في لوحٍ محفوظ ، يشهدُه المُقرّبون ، وكفى باللهِ شهيداً ، وأمّا سعفص فالصادُ صاعٌ بصاع وفصٌّ بفص ، يعني الجزاءَ بالجزاء وكما تدينُ تُدان ، إنَّ اللهَ لا يريدُ ظُلماً للعباد ، وأمّا قرشت ، يعني قرشَهم فحشرَهم ونشرَهم إلى يومِ القيامة ، فقضى بينَهم بالحقِّ وهُم لا يظلمون. (الأمالي للصّدوق، ص395). 4ـ أنّ نون كانَ نهراً في الجنّة، تحوّلَ إلى مداد، والقلمُ شجرةٌ، تحوّلَ إلى قلم، فكتبا ما هوَ كائنٌ إلى يومِ القيامة: روى الصّدوقُ قال: أخبرَنا عليٌّ بنُ حبشي بنِ قوني رحمَه الله فيما كتبَ إلى أن قال : حدّثنا جميلٌ بنُ زياد قالَ : حدّثنا القاسمُ بنُ إسماعيل قالَ حدّثنا محمّدٌ بنُ سلمة عن يحيى بنِ أبي العلا الرازي أنَّ رجلاً دخلَ على أبي عبدِ الله (ع) فقالَ : جُعلتُ فداكَ أخبِرني عن قولِ اللهِ تعالى ( ن والقلمِ وما يسطرون ) ... ؟ فقالَ (عليهِ السلام): ... وأمّا نون فكانَ نهراً في الجنّةِ أشدُّ بياضاً منَ الثلجِ وأحلى منَ العسل قالَ اللهُ تعالى له : كُن مداداً فكانَ مداداً ، ثمَّ أخذَ شجرةً فغرسَها بيدِه ثمَّ قال : واليدُ القوّةُ وليسَ بحيثُ تذهبُ إليهِ المُشبّهة ثمَّ قالَ لها كوني قلماً ثمَّ قالَ له اكتُب فقالَ له يا ربِّ وما اكتُب قال : اكتُب ما هوَ كائنٌ إلى يومِ القيامةِ ففعلَ ذلك ثمَّ ختمَ عليه وقالَ : لا تنطقنَّ إلى يومِ الوقتِ المعلوم. (عللُ الشرائع: 2 / 402). وروى العيّاشيّ بسندِه عن محمّدٍ بنِ مروان عن جعفرٍ بنِ محمّد عليهِ السلام أنّ رجلاً سألَ الإمامَ الباقر (عليهِ السلام) قال: فأخبِرني عن " نون والقلمِ وما يَسطرون " قالَ : نون نهرٌ في الجنّةِ أشدُّ بياضاً منَ اللبن ، قالَ : فأمرَ اللهُ القلمَ فجرى بما هوَ كائنٌ وما يكونُ فهو بينَ يديه موضوعٌ ما شاءَ منه زادَ فيه وما شاءَ نقصَ منه ، وما شاءَ كان ومالا يشأ لا يكون. (تفسيرُ العيّاشي: 1 / 29 – 30). وروى الصّدوق قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ محمّد بنُ هارون الزنجاني فيما كتبَ إليّ على يدي عليٍّ بنِ أحمدَ البغدادي الورّاق : قالَ : حدّثنا معاذُ بنُ المُثنّى العنبري ، قالَ : حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ أسماء ، قالَ : حدّثنا جويريّة ، عن سفيانَ بنِ السعيدِ الثوري ، عن الصادقِ جعفرٍ بنِ مُحمّد (عليهِ السلام) في تفسيرِ الحروفِ المُقطّعة: وأمّا " ن " فهو نهرٌ في الجنّةِ قالَ اللهُ عزَّ وجل : " أجمد " فجمدَ فصارَ مداداً ، ثمَّ قالَ عزَّ وجل للقلم : " اكتُب " فسطرَ القلمُ في اللوحِ المحفوظ ما كانَ وما هوَ كائنٌ إلى يومِ القيامة . فالمدادُ مِن نور والقلمُ قلمٌ مِن نور واللوحُ لوحٌ مِن نور . وقالَ سُفيان : فقلتُ له : يا ابنَ رسولِ الله بيّن لي أمرَ اللوحِ والقلمِ والمداد أفضلَ بيان ، وعلّمني ممّا علّمكَ الله ، فقالَ : يا ابنَ سعيد لولا أنّكَ أهلٌ للجوابِ ما أجبتُك فنون ملكٌ يؤدّي إلى القلم وهوَ ملك ، والقلمُ يؤدّي إلى اللوحِ وهوَ ملك ، واللوحُ يؤدّي إلى إسرافيل ، وإسرافيلُ يؤدّي إلى ميكائيل ، وميكائيلُ يؤدّي إلى جبرئيل ، وجبرئيلُ يؤدّي إلى الأنبياءِ والرسلِ صلواتُ اللهِ عليهم .قالَ : ثمَّ قالَ لي : قُم يا سُفيان فلا آمنُ عليكَ. (معاني الأخبار، ص22). وروى عليٌّ بنُ إبراهيم قالَ: حدّثني أبي عن ابنِ أبي عُمير عن عبدِ الرحمن ( عبدِ الرحيم ط ) القصير عن أبي عبدِ الله عليهِ السلام قالَ سألتُه عن ن والقلم ، قالَ : إنَّ اللهَ خلقَ القلمَ مِن شجرةٍ في الجنّة يقالُ لها الخُلد ثمَّ قالَ لنهرٍ في الجنّةِ كُن مداداً فجمدَ النهر وكانَ أشدَّ بياضاً منَ الثلجِ وأحلى منَ الشهد ثمَّ قالَ للقلم اكتُب قالَ وما اكتُب يا رب قالَ اكتُب ما كانَ وما هوَ كائنٌ إلى يومِ القيامة ، فكتبَ القلمُ في رقٍّ أشدُّ بياضاً منَ الفضّةِ وأصفى منَ الياقوت ثمَّ طواهُ فجعلَه في ركنِ العرشِ ثمَّ ختمَ على فمِ القلم فلم ينطِق بعد ولا ينطقُ ابداً ، فهو الكتابُ المكنونُ الذي منهُ النسخُ كلّها. (تفسيرُ القمّي: 2 / 380). 5ـ وفي كتابِ الإختصاصِ عن عبدِ اللهِ بنِ عبّاس سألَ عبدُ الله بنُ سلام النبيَّ (ص) قالَ : فأخبِرني ما خلقَ اللهُ بعدَ ذلك ؟ قالَ : ن والقلم . قالَ : وما تفسيرُ ن والقلم ؟ قالَ : النونُ اللوحُ المحفوظ والقلمُ نورٌ ساطع وذلكَ قولُه : " ن والقلمِ وما يسطرون " قالَ : صدقتَ يا محمّد ، قالَ : فأخبرني وما طولُه وما عرضُه وما مدادُه وأينَ مجراه ؟  قالَ : طولُ القلمِ خمسُ مائة سنةٍ وعرضُه مسيرةُ ثمانينَ سنةً له ثمانونَ سنّاً يخرجُ المدادَ مِن بينِ أسنانِه يجري في اللوحِ المحفوظ بأمرِ الله وسلطانِه ، قالَ : صدقتَ يا محمّد فأخبِرني عن اللوحِ المحفوظ ممّا هو ؟ قالَ : مِن زمرّدةٍ خضراء ، أجوافُه اللؤلؤ ، بطانتُه الرحمة ، قالَ: صدقتَ يا محمّد ، قالَ : فأخبِرني كم لحظةً لربِّ العالمين في اللوحِ المحفوظ في كلِّ يومٍ وليلة ؟ قالَ : ثلاثمائة وستونَ لحظةً [ يمضى ويرفع ] (الإختصاصُ للمُفيد، ص49). 6ـ روى فراتٌ الكوفي مُعنعِناً عن أبي عبدِ الله عليهِ السلام قالَ لمّا نزلت ولايةُ عليٍّ [ عليهِ السلام . أ ، ر ] أقامَه رسولُ الله صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم فقال : مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه . فقالَ رجلٌ : لقد فُتنَ بهذا الغلام ، فأنزلَ اللهُ تعالى : [ ( ن والقلمِ وما يسطرون ما أنتَ بنعمةِ ربِّك بمجنون وإنَّ لكَ لأجراً غيرَ ممنون وإنّكَ لعلى خلقٍ عظيم . أ ، ب ] فستبصرُ ويُبصرون بأيّكم المفتون. (تفسيرُ فراتٍ الكوفي، ص495).