هل يمكنُ أنْ نعُدَّ حديثَ الكساءِ حديثاً قدسيّاً؟

هل يمكنُ أنْ نعُدَّ حديثَ الكساءِ حديثاً قدسيّاً، لأنّ الرسولَ (ص) يقولُ فيه: قالَ اللهُ تعالى: إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنَّيةً وَلا أرضاً مَدحيَّةً إلّا محبّةً في هؤلاءِ الخمسة؟

: السيد رعد المرسومي

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله، إنَّ أصلَ حديثِ الكساء هوَ مِن أحاديثِ النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، الذي ثبتَ تواترُه والقطعُ بصدورِه عنه (ص) عندَ جميعِ الفِرقِ الإسلاميّةِ، ونصّه أنَّ أمَّ سلمةَ (ره) كانَت تقولُ في بيتي نزلَت الآية: (إنّما يريدُ اللهُ ليُذهبَ عنكُم الرجسَ أهلَ البيتِ ويُطهّرَكم تطهيراً)، قالَت: فجاءَ رسولُ اللهِ (ص) فدعا فاطمةَ وحسناً وحُسيناً، وعليٌّ خلفَ ظهره، فجلّلَهم بكساء ، ثمَّ قال : " اللهمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي ، فأذهِب عنهُم الرجسَ و طهّرهم تطهيراً " . قالَت أمُّ سلمة : و أنا معَهم يا نبيَّ الله ؟ قالَ :  أنتِ على مكانِك و أنتِ على خير. وأمّا ما يتعلّقُ بالمقطعِ المشهور: الذي وردَ فيه أنَّ اللهَ تعالى يقولُ في حديثِ الكساء: (يا مَلائِكَتي وَيا سُكَّانَ سَماواتي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنَّيةً وَلا أرضاً مَدحيَّةً ..... الى قوله: إِلاّ في مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمسَةِ). فهوَ مِن مُختصّاتِ بعضِ كتبِ المُتأخّرينَ منَ الشيعةِ الإماميّةِ ككتابِ المُنتخَبِ للطريحيّ، وعلى فرضِ ثبوتِه، سيُعدُّ هذا المقطعُ حديثاً قُدسيّاً طِبقاً للقاعدةِ في تعريفِ الحديثِ القُدسيّ الذي عُرّفَ بأنّه كلامُ اللهِ تعالى الذي حكاهُ أحدُ الأنبياءِ عن اللهِ تعالى مثلَما رويَ أنّ اللهَ تعالى قال: (الصومُ لي وأنا أُجزي به) كما في الدراية للشهيدِ الثاني والرعايةِ له ومقباس الهدايةِ  للمامقانيّ وغيرِهم. ودمتُم سالِمين.