في قولِه تعالى {يَومَ يَفِرُّ المَرءُ مِن أَخِيهِ، وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه} [عبس : 34]، السؤالُ هو: مَن هؤلاءِ القوم؟

: السيد رعد المرسومي

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله، الجوابُ: لقد بيّنَ ذلكَ أميرُ المؤمنينَ ويعسوبُ الدين لـمّا سألَه رجلٌ عن هذه الآية، إذ وردَ في كتابِ عيونِ الأخبار ( 1/192 ) ، في بابِ ما جاءَ عن الرّضا - عليهِ السّلام - مِن خبرِ الشّاميّ وما سألَ عنهُ أميرُ المؤمنينَ - عليهِ السّلام - في جامعِ الكوفةِ حديثٌ طويل ، وفيه : وقامَ رجلٌ يسأله ، فقالَ : يا أميرَ المؤمنين ، أخبِرنا عن قولِ اللَّه - عزّ وجلّ - : « يَومَ يَفِرُّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وأُمِّهِ وأَبِيهِ وصاحِبَتِهِ وبَنِيهِ » مَن هُم ؟ قالَ : الَّذي يفرّ مِن أخيهِ قابيل ، والَّذي يفرُّ مِن أمّه موسى ، والَّذي يفرُّ مِن أبيه إبراهيم ، يعني : الأبُ المُربّي لا الوالد ، والَّذي يفرُّ مِن صاحبتِه لوط ، والَّذي يفرُّ مِن ابنِه نوح ، وابنِه كنعان . وفي كتابِ الخِصال ( 318 ) : عن الحسينِ بنِ عليّ - عليهِ السّلام - قال : كانَ عليٌّ بن أبي طالب - عليهِ السّلام - بالكوفةِ إذ قامَ إليه رجلٌ مِن أهلِ الشّام فسأله عن مسائلَ ، وكانَ فيما سألهُ أن قالَ له : أخبِرني عن قولِ اللَّه - تعالى - : « يَومَ يَفِرُّ المَرءُ مِن أَخِيهِ » - وذكرَ مثلَ ما في العيونِ سواءٌ ، إلَّا أنّه ليسَ فيه : الأبُ المُربّي لا الوالد . وبعدَه قالَ الشيخُ الصدوق (ره) : إنّما يفرُّ موسى مِن أمِّه خشيةَ أن يكونَ قصّر فيما وجبَ عليه مِن حقّها ، وإبراهيمُ إنّما يفرُّ منَ الأبِ المُربّي المُشرِك لا منَ الأبِ الوالدِ وهوَ تارخ. ودمتُم سالِمين.