هل يُسم الإمام المهدي(عج) من قبل امرأة؟

ما صحّةُ بعضِ الرواياتِ التي تنصُّ على أنَّ الإمامَ المهديَّ عجّلَ اللهُ تعالى فرجَه الشريف يُسمُّ مِن قِبلِ امرأة؟ وإذا كانَت هذهِ الرواياتُ صحيحةً، هل سيحكمُ أحدٌ مِن أهلِ البيتِ عليهم السلام لأنَّ حديثَ الثقلين يفرضُ ذلك؟؟

: السيد رعد المرسومي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمّا بخصوصِ الشقِّ الأوّلِ منَ السؤالِ وهوَ قتلهُ صلواتُ اللهِ عليهِ على يدِ إمرأةٍ فللمركزِ إجابةٌ مُفصّلةٌ عنه يمكنُ الرجوعُ إليها عن طريقِ هذا الرّابط: (اضغط هنا). ويتّضحُ منهُ أنَّ المصدرَ الوحيدَ لهذهِ الروايةِ هوَ ما جاءَ عن طريقِ الشّيخِ علي الحائري اليزدي (ت 1333 هج) عن بعضِ العلماءِ: فإذا تمَّت السّبعونَ سّنةً أتى الحجّةَ الموتُ فتقتلهُ امرأةٌ من بني تميمٍ اسمُها سعيدة ولها لحيةٌ كلحيةِ الرّجلِ بجاونِ صخرٍ مِن فوقِ سطحٍ وهوَ متجاوزٌ في الطّريق. (إلزامُ النّاصبِ في إثباتِ الحجّةِ الغائب: 2 / 146) .   لكِن قد ثبتَ برواياتٍ مُعتبرةٍ أنّهم صلواتُ اللهِ عليهم  لا يخرجونَ مِنَ الدّنيا بالموتِ الطّبيعي، وإنّما تكونُ وفاتُهم إمّا بالقتلِ أو السّم. وأمّا الشقُّ الثاني منَ السؤال، وهوَ ما يتعلّقُ بمَن يحكمُ بعدَ استشهادِ الإمامِ المهديّ صلواتُ اللهِ عليه، فالشيعةُ تقولُ برجوعِ الأئمّةِ عليهم السلام للحُكمِ مِن بعدِه، وهذا ما يتوقّفُ على إثباتِ عقيدةِ الرّجعةِ أوّلاً، وذكرِ الرواياتِ في خصوصِ مَن يرجعُ للحكم مِنهم صلواتُ اللهِ عليهم. أمّا الرّجعةُ فيكفيكَ مراجعةُ إجابةٍ سابقةٍ للمركزِ على الرّابط: اضغط هنا وأمّا الرواياتُ: صرّحَ جماعةٌ مِن عُلمائِنا بإستفاضةِ وكثرةِ الرواياتِ النّاصّةِ على رجوعِ الإمامِ الحُسين (ع) في حياةِ الإمامِ المهديّ (عج) ، وأنّهُ أوّلُ مَن يرجعُ إلى الدّنيا منَ الأئمّةِ المعصومينَ (ع) .  قالَ الحرُّ العامليُّ : رويَ مِن طُرقٍ كثيرةٍ أنّ أوّلَ مَن يرجعُ إلى الدّنيا الحسينُ (عليهِ السلام) في آخرِ عُمرِ المهدي فإذا عرفَهُ الناسُ ماتَ المهديُّ وغسّلهُ الحُسين (عليهِ السلام) . الإيقاظُ منَ الهجعةِ للحُرِّ العامليّ ص ٣٧٩ . وإليكَ بعضَ الرواياتِ الناصّةِ على رجعتِه وكرّتِه وخروجِه سلامُ اللهِ عليه :   الحديثُ الأوّلُ : روى ابنُ قولويه بسندٍ صحيحٍ عن بريدٍ بنِ معاويةَ العجلي ، قالَ : قلتُ لأبي عبدِ الله (عليهِ السلام) : يا بنَ رسولِ الله أخبِرني عن إسماعيلَ الذي ذكرَه اللهُ في كتابِه حيثُ يقول : ( واذكُر في الكتابِ إسماعيلَ إنّهُ كانَ صادقَ الوعدِ وكانَ رسولاً نبيّاً ) ، أكانَ إسماعيلَ بنَ إبراهيم (عليهِ السلام) ، فإنَّ الناسَ يزعمونَ أنّهُ إسماعيلُ بنُ إبراهيم ، فقالَ (عليهِ السلام) : إنّ إسماعيلَ ماتَ قبلَ إبراهيم ، وإنّ إبراهيمَ كانَ حُجّةً للهِ كلّها قائماً صاحبَ شريعةٍ ، فإلى مَن أرسلَ إسماعيلُ إذَن ، فقلتُ : جُعلتُ فداكَ فمَن كان .  قالَ (عليهِ السلام) : ذاكَ إسماعيلُ بنُ حزقيل النبيّ (عليهِ السلام) ، بعثهُ اللهُ إلى قومِه فكذّبوهُ فقتلوهُ وسلخوا وجهَه ، فغضبَ اللهُ له عليهم فوجّه إليهِ اسطاطائيل ملكَ العذاب ، فقالَ له : يا إسماعيل أنا اسطاطائيل ملكُ العذابِ وجّهني إليكَ ربُّ العزّةِ لأعذّبَ قومَك بأنواعِ العذابِ إن شئت ، فقالَ له إسماعيل : لا حاجةَ لي في ذلك .  فأوحى اللهُ إليهِ فما حاجتُك يا إسماعيل ، فقالَ : يا ربِّ إنّك أخذتَ الميثاقَ لنفسِك بالربوبيّةِ ولمحمّدٍ بالنبوّةِ ولأوصيائِه بالولايةِ وأخبرتَ خيرَ خلقِك بما تفعلُ أمّتُه بالحُسينِ بنِ عليّ (عليهما السلام) مِن بعدِ نبيّها ، وإنّكَ وعدتَ الحُسينَ (عليهِ السلام) أن تكرَّهُ إلى الدّنيا حتّى ينتقمَ بنفسِه ممّن فعلَ ذلكَ به ، فحاجتي إليكَ يا ربّ أن تكرّني إلى الدّنيا حتّى أنتقمَ ممَّن فعلَ ذلكَ بي كما تكرُّ الحسينَ (عليهِ السلام) ، فوعدَ اللهُ إسماعيلَ بنَ حزقيل ذلك ، فهوَ يكرُّ معَ الحُسينِ (عليهِ السلام) . كاملُ الزياراتِ لابنِ قولويه ص ١٣٨ - ١٣٩ .   أقولُ : وهذا الحديثُ نصَّ على أنَّ كرّتَه ( = رجعتَه ) منَ الميعاد . ولمزيدٍ منَ الأحاديثِ الناصّةِ على رجوعِ الإمامِ الحُسينِ عليهِ السلام راجِع إجابةَ المركزِ على الرّابط:  اضغط هنا