حول التربة الحسينية

بدر/ : قال صلى الله عليه وآله وسلم (جعلت لي الأرض مسجدا ً وطهورا ً) ولم يقل أصنعوا من أرض كربلاء ورملها تربة لتصلوا عليها !! وما يفعله الشيعة هو المتاجرة بإسم الدين من خلال تصنعهم تربة كربلاء خاصة (وكأنها أطهر من مكة والمدينة) وبيعها على الموالين!! أعطني دليل على أن الرسول صلى عليها وصنعها! أوأحد صحابته. 

: اللجنة العلمية

العجب كل العجب ممن يجهل العلاقة بين المفهوم والمصداق،  فعندما قال النبي الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم): (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) فهي بمفهومها تشمل كل أرض ومنها أرض كربلاء، فأرض كربلاء من مصاديق الأرض التي يشملها الحديث المبارك الوارد في جواز السجود عليها.

يبقى السؤال: لماذا تخصون أرض كربلاء بالسجود عليها دون أرض مكة والمدينة مثلاً، هل هي أطهر منهما؟

الجواب: لم نقل هي أطهر منهما، فلتربة مكة والمدينة خصوصيتهما الواردة في الأحاديث،  ولتربة كربلاء  خصوصيتها أيضاً الواردة في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام), منها هذا الحديث الوارد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (السجود على تربة أبي عبد الله عليه السلام يخرق الحجب السبع).

فالسجود على تربة كربلاء جائز بمقتضى حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المتقدم ومستحب بمقتضى حديث الإمام الصادق (عليه السلام)،  ولكن الكلام كل الكلام هو في السجود على الفرش والسجادات التي لايوجد دليل صحيح على جواز السجود عليها،  فها هو ابن تيمية يشهد بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه كانوا يصلون على الأرض ولا يصلون على الفرش (انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية ج 24 ص 216).

ومثله صرّح ابن قيم الجوزية في كتابه (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان, ص218) حين قال: ((ولم يصل رسول الله على سجادة قط، ولا كانت السجادة تفرش بين يديه، بل كان يصلي على الأرض،  وربما سجد على الطين)).