السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بحسب الروايات ومصادر التاريخ فإن الإمام علي (عليه السلام) لم يكن يعلم أن عمر سوف يكسر ضلع الزهراء (عليها السلام) ولم تصلنا روايات عن النبي (صلى الله عليه وآله) يبين فيها تفاصيل الأحداث التي تقع على أبنته بعد رحيله كما هو الحال مع الإمام الحسين (عليه السلام)، وما هو مروي في هذا الخصوص إشارة عامة بقوله (صلى الله عليه وآله) أنك أول أهل بيتي لحوقاً بي. ولم يرد أيضاً أن الإمام علي (عليه السلام) كان عالماً بكسر الضلع قبل حدوثه، بل ما ورد كان خلاف ذلك، فهناك بعض الأخبار التي تؤكد على أن الإمام علي (عليه السلام) حين تغسيله للسيدة فاطمة (سلام الله عليها) أكتشف ضلعها المكسور فبكى لذلك، وهناك الكثير من الروايات في هذا الشأن يوردها كتاب (الهجوم على بيت فاطمة) لعبد الزهراء مهدي، منها (وبكى أمير المؤمنين (عليه السلام) حين تغسيل فاطمة (عليها السلام) إذ رأى جنبها المكسور) (ص 360) وعلى ذلك لم يثبت بحسب الاخبار والروايات أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان عالماً بذلك، ولا ينافي ذلك علم الإمام بما كان وما سيكون عن طريق العلم الذي اختص الله به الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)
وعليه، حتى لو ثبت علم الإمام بكسر ضلع الزهراء (عليها السلام) قبل حدوثه لا يمكنه محاسبة عمر؛ لأن الحساب يأتي بعد الجرم وليس قبل وقوعه، أما عدم المحاسبة بعد حصوله فإن ذلك معلق بالإمكانية، ومن المعلوم أن السلطة ذهبت إلى القوم الذين هجموا على الدار وكسروا الضلع، ومحاسبتهم لا تكون إلا بإعلان الحرب وفي ذلك أخطار على الإسلام الإسلام لغة:
للإسلام في اللغة عدة معانٍ منها:
1ـ اعتناق الدين الإسلامي والدخول فيه.
2ـ الانقياد والطاعة.
3ـ الصلح والسلام.
المزيدبرمته، فالتزم الإمام الصبر كما أوصاه الرسول (صلى الله عليه وآله) بقوله: يا علي، إنك ستلقي بعدي من قريش شدة، من تظاهرهم عليك وظلمهم لك. فإن وجدت أعوانا عليهم فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك، فإن لم تجد أعوانا فاصبر وكف يدك ولا تلق بيدك إلى التهلكة، فإنك مني بمنزلة هارون من موسى، ولك بهارون أسوة حسنة. إنه قال لأخيه موسى (إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني).
وقد أشار الامام علي (عليه السلام) في خطبته الشقشقية لما أصابه من قلة الناصر وتخاذل الناس من حوله فتجرع كأس الصبر وأوكل أمره لله تعالى: وقد جاء في الخطبة: وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجاً، أرى تراثي نهباً
الجواب :
التعليقات