بعضُ شهداءِ كربلاء ممَّن لم تُقطَع رؤوسُهم  

هل هناكَ أحدٌ مِن شهداءِ الطفِّ لم تُقطَع رأسُه، وما اسمُه؟  

: سيد حسن العلوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

نعَم وردَ أنّه لم تُقطَع رأسا الطفلِ الرضيعِ والحرِّ الرياحي.  

أوّلاً: رأسُ الطفلِ الرضيعِ: ذكرَ الشيخُ الطبرسي أنّهم بعدَ أن قتلوا الطفلَ الرضيعَ بسهمٍ أصابَ نحرَه: فنزلَ الحسينُ (ع) عَن فرسِه وحفرَ للصبيّ بجفنِ سيفِه ورملَّه بدمِه ودفنَه. (الاحتجاجُ للطبرسي: 2 / 25، ومثله في مقتلِ الحُسينِ للخوارزمي: 2 / 32).  

  

ثانياً: الحرُّ بنُ يزيدٍ الرياحي: فإنّ بني تميمٍ منعَت مِن قطعِ رأسِه وأبعدَت جُثّتَه عن القتلى. (إبصارُ العينِ للسماوي، ص192).  

وقالَ السيّدُ نعمةُ اللهِ الجزائري: ولقد حدّثني جماعةٌ منَ الثقاةِ أنّ الشاهَ إسماعيل لمّا ملكَ بغداد وأتى إلى مشهدِ الحُسينِ (عليهِ السّلام) وسمعَ مِن بعضِ النّاسِ الطعنَ على الحرِّ أتى إلى قبرِه وأمرَ بنبشِه، فنبشوهُ فرأوهُ نائماً كهيئتِه لمّا قُتلَ؛ ورأوا على رأسِه عصابةً مشدوداً بها رأسُه؛ فأرادَ الشاهُ (نوّرَ اللّهُ ضريحَه) أخذَ تلكَ العصابةِ لِما نُقلَ في كتبِ السيرِ والتأريخِ أنّ تلكَ العصابةَ هيَ دسمالُ الحُسين (عليهِ السّلام)  شدَّ بهِ رأسَ الحرِّ لمّا أصيبَ في تلكَ الواقعة؛ ودُفنَ على تلكَ الهيئة، فلمّا حلّوا تلكَ العصابةَ جرى الدمُ (دمُه) مِن رأسِه حتّى امتلأ منهُ القبرُ فلمّا شدّوا عليهِ تلكَ العصابةَ انقطعَ الدمُ فلمّا حلّوها جرى الدمُ، و كلّما أرادوا أن يعالجوا قطعَ الدمِّ بغيرِ تلكَ العصابةِ لم يمكنُهم، فتبيّنَ لهُم حسنُ‌ حالِه، فأمرَ فبُنيَ على قبرِه بناءٌ وعيّنَ لهُ خادماً يخدمُ قبرَه؛ والذي يجودُ بنفسِه في ذلكَ الوقتِ الضيّقِ ويُقدِمُ على القتلِ وعلى أن يفدي الحُسينَ (عليهِ السّلام) بنفسِه لا شكّ في أنّ حالَه مِن أحسنِ الأحوال. (الأنوارُ النعمانيّة: 3 / 186 – 187).  

وهذه الحادثةُ تكشفُ أنّ رأسَ الحرِّ بنِ يزيد الرياحي لم تُقطع.  

  

قالَ الشيخُ محمّدٌ السماوي: الفائدةُ الثانية: قُطعَت في الطفِّ رؤوسُ أحبّةِ الحُسينِ ( عليهِ السّلام ) وأنصارِه جميعاً بعدَ قتلِهم وحُملَت معَ السبايا إلّا رأسين، رأسُ عبدِ اللهِ بنِ الحُسين ( عليهِ السّلام ) الرضيعِ فإنَّ الروايةَ جاءَت أنَّ أباهُ الحُسين ( عليهِ السّلام ) حفرَ له بعدَ قتلِه بجفنِ سيفِه ودفنَه، ورأسُ الحرِّ الرياحي ، فإنَّ بني تميم منعَت مِن قطعِ رأسِه وأبعدَت جُثّتَه عن القتلى . كما سمعتُه مِن أنَّ بعضَ الملوكِ كشفَ عنه ، فرآهُ معصوبَ الرأس .  

وفي غيرِ الطفِّ قُطعَ رأسُ مسلمٍ بنِ عقيل ورأسُ هاني بنِ عروة في الكوفةِ حيثُ قُتلا وأرسلا إلى الشامِ قبلَ ذلكَ كما عرفت. (إبصارُ العينِ في أنصارِ الحُسين للسماوي، ص192، الفائدةُ الثانية).  

  

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.