علّةُ تخلّفِ محمّدٍ بنِ الحنفيّةِ وأبنائه عنِ الحُسينِ (ع) 

هل السيّدُ محمّدٌ بنُ الحنفيّةِ حبسَ أولادَه فعلاً عَن نُصرةِ الإمامِ الحُسينِ عليهِ السّلام كما جاءَ في كتابِ طبقاتِ إبنِ سعد؟  أرجو ان تجيبونا بالتّفصيلِ عَن أولادِ السيّدِ محمّدٍ بنِ الحنفيّةِ وكم عمرُهم في سنةِ حدوثِ واقعةِ الطفِّ المؤلمة؟ 

: سيد حسن العلوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : 

روى إبنُ سعدٍ ـ وهوَ مِن أبناءِ العامّةِ - : .... وبعثَ حسينٌ إلى المدينةِ فقدمَ عليهِ مَن خفَّ معَه مِن بني عبدِ المُطّلبِ  هُم تسعةَ عشرَ رجلاً ونساءٌ وصبيانٌ مِن إخوانِه وبناتِه ونسائِهم .  

وتبعَهم محمّدُ بنُ الحنفيّةِ فأدركَ حسيناً بمكّةَ وأعلمَه أنَّ الخروجَ ليسَ له برأي يومَه هذا ، فأبى الحسينُ ان يقبل . 

فحبسَ محمّدٌ بنُ علي ولدَه فلم يبعَث معَهُ أحداً منهُم ! حتّى وجدَ الحسينُ في نفسِه على محمّدٍ ، قالَ : ترغبُ بولدِك عَن موضعٍ أصابُ فيه ؟ ! 

فقالَ محمّدٌ : وما حاجتِي أن تصابَ ويصابونَ معَك ، وإن كانَت مصيبتُك أعظمُ عندَنا منهُم . (الطبقاتُ الكُبرى: 6 / 428) 

فنقولُ : 

أوّلاً: هذهِ الرّوايةُ بالخصوصِ لا نعرفُ سندَها، فإنّ إبنَ سعدٍ ذكرَ أسانيدَ عديدةً إلى مُجملِ مقتلِ الإمامِ الحُسينِ (ع) في بدايةِ سردِه للمقتلِ، ولفّقَ بينَ الرّواياتِ، ودمجَ المتونَ، ونحنُ نشكّ جدّاً أن يكونَ هذا الخبرُ ممّا رواهُ بكلِّ تلكَ الطرقِ والأسانيدِ، وإلّا فلماذا تفرّدَ بها إبنُ سعدٍ، ولم نجِدها في مصدرٍ آخر؟!  

ولذا لا يمكنُ الحكمُ بإعتبارِ خصوصِ هذا الخبر.  

هذا على طِبقِ مباني القوم.  

وأمّا على طبقِ مباني الشيعةِ الإماميّةِ فالخبرُ غيرُ مُعتبرٍ، ولم يروَ في كتبِنا. 

 

ثانياً: منَ القريبِ جدّاً أن تكونَ هذهِ الرّوايةُ مِن وضعِ الأمويّينَ أو المروانيّينَ أو الزبيريّينَ، أو قتلةِ الحُسينِ (ع) والمُتعاطفينَ معهم، فإنّ محمّداً بنَ الحنفيّةِ كانَ رأسَ حربةٍ في العداءِ لهم، فراحوا يشنّعونَ عليهِ تخلّفَه عَن كربلاء، وعدمَ نُصرةِ الإمامِ الحُسينِ (ع)! حتّى إنتهى بهِ الأمرُ بأن يُدافعَ عَن نفسِه هوَ وعبدُ اللهِ بنُ عبّاسٍ فيما رواهُ إبنُ شهرِ آشوبَ قالَ: وعُنّفَ إبنُ عبّاس على تركِه الحُسينَ فقالَ : إنَّ أصحابَ الحسينِ لم ينقصوا رجلاً ولم يزيدوا رجلاً نعرفُهم بأسمائِهم مِن قبلِ شهودِهم. وقالَ محمّدٌ بنُ الحنفيّةِ: وإنَّ أصحابَه عندَنا لمكتوبونَ بأسمائِهم وأسماءِ آبائِهم. (المناقبُ: 3 / 211). 

 

ثالثاً: تنصُّ بعضُ الرّواياتِ أنّ الإمامَ الحُسينَ (ع) أعفى أخاهُ محمّداً بنَ الحنفيّةِ عنِ الخروجِ معَه، وأوكلَ إليهِ مهمّاتٍ خطيرةً، وكانَ بقاؤه في المدينةِ بتخطيطِ الإمامِ (ع)، وكانَ وكيلاً لهُ، وجعلَه الحُسينُ (ع) إحدى البوّاباتِ التي تحدّثَ معَ المسلمينَ مِن خلالِها عنِ الهدفِ مِن نهضتِه، ومشروعِه الإصلاحيّ، وما سيترتّبُ على نهضتِه وشهادتِه. 

ذكرَ المؤرّخُ إبنُ أعثم ( ت 314 هج) أنّ الإمامَ الحُسينَ (ع) قالَ لأخيهِ محمّدٍ بنِ الحنفيّةِ: وأمّا أنتَ يا أخي فلا عليكَ أن تقيمَ بالمدينةِ فتكونَ لي عيناً عليهم ولا تُخفِ عليّ شيئاً مِن أمورِهم، قالَ: ثمَّ دعا الحسينُ بدواةٍ وبياضٍ وكتبَ فيهِ وصيّتَه إلى محمّدٍ بنِ الحنفيّة. (الفتوحُ لابنِ أعثم: 5 / 21 ، مقتلُ الحسينِ للخوارزمي: 1 / 188).  

وممّا جاءَ في وصيّةِ الإمامِ الحسينِ (ع) أنّهُ ذكرَ فيها الهدفَ مِن خروجِه: إنّي لم أخرُج أشراً ولا بطراً ولا مُفسداً ولا ظالِماً، وإنّما خرجتُ لطلبِ الإصلاحِ في أمّةِ جدّي محمّدٍ (ع)، أريدُ أن آمرَ بالمعروفِ وأنهى عنِ المنكرِ وأسيرَ بسيرةِ جدّي محمّدٍ، وأبي عليٍّ بنِ أبي طالب. (المصدرُ السّابق). 

وتسليمُ الحسينِ (ع) وصيّتَه إلى أخيهِ محمّدٍ يعني أنّهُ معفيٌّ عنِ الخروجِ معَه، و مكلّفٌ بنشرِها وبيانِها للمسلمينَ، وهذا دورٌ مهمٌّ وخطيرٌ أوكلَ إلى محمّدٍ بنِ الحنفيّةِ، وهوَ الجهادُ في الدّفاعِ عَن نهضةِ سيّدِ الشّهداءِ (ع)، وتقديمِها بصورةٍ صحيحةٍ للعالمِ الإسلاميّ كما أرادَها الإمامُ الحسينُ (ع) مِن أنّها نهضةٌ إصلاحيّةٌ الغرضُ منها إرجاعُ حكمِ النبيّ وعليٍّ بنِ أبي طالب، والدّفاعِ عنها في مقابلِ تشويهاتِ الأمويّةِ، ودفعِ شبهاتِ المُغرضين. 

وكانَت الرّسائلُ تصدرُ منَ الحسينِ (ع) إلى محمّدٍ بنِ الحنفيّةِ، رويَ عنِ الإمامِ الباقرِ (ع): كتبَ الحسينُ بنُ عليٍّ مِن مكّةَ إلى محمّدٍ بنِ عليٍّ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ منَ الحسينِ بنِ عليٍّ إلى محمّدٍ بنِ عليٍّ ومَن قبلَه مِن بني هاشمٍ، أمّا بعدُ فإنَّ مَن لحقَ بي إستُشهِد ومَن لم يلحَق بي لم يُدرِك الفتح. والسّلام. (كاملُ الزّياراتِ ص157)  

أخبرَ الإمامُ (ع) مِن خلالِ هذهِ الرّسالةِ أنّهُ ماضٍ نحوَ الشّهادةِ، وسيترتّبُ على شهادتِه الفتح.

وهذه الرّسالةُ أوصلَها الحسينُ (ع) لنا عبرَ محمّدٍ بنِ الحنفيّةِ، فمحمّدٌ وكيلُ الإمامِ، وإحدى البوّاباتِ التي تحدّثَ الإمامُ الحسينُ (ع) مِن خلالِها معَ المسلمينَ عنِ الهدفِ مِن نهضتِه، وأنّهُ ليسَ طالبَ دنيا ولا حُكم، بل مشروعُه مشروعُ شهادةٍ في سبيلِ اللهِ، طلباً للإصلاحِ في أمّةِ جدّهِ رسولِ اللهِ، وأنّه سيترتّبُ على شهادتِه الفتحُ. (إنّا فتحنا لكَ فتحاً مبيناً). 

وأرسلَ لهُ مِن كربلاء: عَن أبي جعفرٍ (عليهِ السّلام) ، قالَ : كتبَ الحسينُ بنُ عليٍّ (عليهما السّلام) إلى محمّدٍ بنِ عليٍّ (عليهِ السّلام) مِن كربلاء : بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ منَ الحُسينِ بنِ عليٍّ (عليهما السّلام) إلى محمّدٍ بنِ عليٍّ ومَن قبلَه مِن بني هاشمٍ، أمّا بعدُ فكأنَّ الدّنيا لم تكُن وكأنَّ الآخرةَ لم تزَل، والسّلام. (كاملُ الزّيارات ص158)

وهذهِ رسالةٌ أخرى يؤكّدُ الحسينُ (ع) فيها بأبلغِ العباراتِ وأفصحِها وأخصرِها، أنّ نهضتَه لم تكُن للدّنيا، ولم ينظر إلى الدّنيا أبداً، ولم يكُن طالباً للسّلطةِ، (فكأنَّ الدّنيا لم تكُن) هكذا كانَ الحُسينُ (ع)، في مسيرتِه ونهضتِه، وأنّ نهضتَه كانَت: (وكأنَّ الآخرةَ لم تزَل) فهيَ نهضةٌ الغرضُ منها تعميرُ الآخرةِ، وأنّ الحسينَ (ع) كانَ نظرُه مقصوراً على الآخرةِ، وأنّهُ لم يزَل ينظرُ إلى الآخرةِ في جميعِ سيرِه، ولم ينظر إلى الدّنيا لحظةً واحدةً. 

 

ومَن هُم أفضلُ مَن يعينونَ محمّداً بنَ الحنفيّةِ في هذهِ المهمّة؟ 

الجوابُ: لا أحدَ أفضلُ وأرأفُ مِن أبنائه.  

  

ولعلّ إعفاءَ الإمامِ (ع) لأخيهِ محمّدٍ بنِ الحنفيّةِ يتناسبُ معَ الحالةِ الصحّيّةِ التي كانَ يعيشُها آنذاكَ، حيثُ أجابَ العلّامةُ الحلّيُّ عَن سؤالٍ وجّهَ إليهِ في خصوصِ تخلّفِ محمّدٍ بنِ الحنفيّةِ، فأجابَ بأنّهُ كانَ مريضاً. (أجوبةُ المسائلِ المهنائيّةِ للعلّامةِ الحلّي ص38) وقالَ الشهيدُ الثّاني: وأمّا تخلَّفُه عنِ الحسينِ عليهِ السّلام فعذرُه مشهورٌ في الأخبارِ وكتبِ السيَرِ فإنّهُ كانَ لِزَمانَةٍ في رِجلَيه. (رسائلُ الشّهيدِ الثاني:1 / 561)  

وأفضلُ مَن يعينُ المريضَ في شؤونِه هُم أبناؤه.  

ولا يهمُّنا كثيراً حادثةُ مرضِه، فهناكَ مهمّةٌ كبيرةٌ أوكلَت إلى محمّدٍ بنِ الحنفيّةِ وهوَ الدّفاعُ عَن نهضةِ سيّدِ الشّهداءِ (ع)، وإيصالُها نقيّةً نظيفةً إلى العالم. 

 

رابعاً: إنّ محمّداً بنَ الحنفيّةِ أكبرُ وأجلُّ وأعظمُ مِن أن يحبسَ أبناءَه عَن نُصرةِ أخيهِ وإمامِ زمانِه الإمامِ الحُسينِ سبطِ النبيّ وإبنِ الزّهراءِ صلواتُ اللهِ عليهم، وهوَ العارفُ بشأنِه ومقامِه. 

ومحمّدٌ بنُ الحنفيّة ممدوحٌ في رواياتِنا، وعندَ علمائِنا. 

فلا بدّ مِن سببٍ في تخلّفِ أبنائه، إمّا لأنّهم صغارٌ دونَ سنِّ خوضِ الحروبِ، أو لأنّ الإمامَ الحسينَ (ع) أمرَهم بالبقاءِ معَ أبيهم، ليعينوهُ في المهمّاتِ التي أوكلَت إليهِ، أو ليعينوهُ في مرضِه. 

ولعلَّ الإمامَ الحسينَ (ع) أمرَهم بالبقاءِ حِفاظاً على البيتِ العلويّ منَ الإندثار. 

 

خامِساً: إنّ محمّداً بنَ الحنفيّةِ مهندسُ ثورةِ المُختارِ الثقفي، و كانَ يحرّضُه على التعجيلِ في تصفيةِ قتلةِ الحسينِ (ع)، وببركةِ وجودِه تمّ تصفيةُ السّاحةِ مِن قتلةِ الحسينِ (ع)، وكانَ هوَ المشرفَ على ثورةِ المُختارِ. 

ولهذا أعفاهُ الإمامُ الحُسينُ (ع) منَ الخروجِ معَه، حتّى يقومَ بهذهِ الأدوارِ لاحِقاً.  

وأفضلُ مَن يعينُه في تحرّكاتِه تلكَ هُم أبناؤه. 

قالَ إبنُ نما: وكانَ محمّدٌ بنُ الحنفيّةِ يعتبُ على المختارِ لمُجالسةِ عُمر بنِ سعدٍ وتأخيرِه قتلَه ، فحملَ الرّأسينِ إليهِ إلى مكّةَ معَ مسافرٍ بنِ سعدٍ الهمداني وظبيانَ بنِ عمارةَ التميمي ، فبينا محمّدٌ بنُ الحنفيّةِ جالسٌ في نفرٍ منَ الشّيعةِ ، وهو يعتبُ على المُختارِ ، فما تمَّ كلامُه إلّا والرّأسانِ عندَه ، فخرَّ ساجداً ، وبسطَ كفّيهِ ، وقالَ : اللهمَّ لا تنسَ هذا اليومَ للمُختارِ ، وأجزِه عَن أهلِ بيتِ نبيّكَ محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ خيرَ الجزاءِ ، فواللهِ ما على المُختارِ بعدَ هذا مِن عتب. (مثيرُ الأحزان ص129). 

فمنَ الطبيعيّ ان ينشرَ قتلةُ الحُسينِ (ع) أخباراً الغرضُ منها إدانةُ هذا المهندسِ العظيمِ، والمحرّضُ للأخذِ بالثّار. 

 

سادِساً: شخصٌ بهذا الثقلِ والأهميّةِ والخطورةِ، منَ الطبيعيّ أن تُرمى إليهِ سهامُ الأمويّينَ والزبيريّينَ، لغرضِ تصفيتِه سياسياًّ وتسقيطِه دينيّاً، وإبعادِه عنِ السّاحةِ، ومِن ثمّ تكميمِ أحدِ أفواهِ أهمِّ المُدافعينَ عَن نهضةِ سيّدِ الشّهداءِ (ع)، والإنقضاضِ على ثورةِ المُختارِ وإدانتِه في تصفيةِ قتلةِ الحُسينِ (ع)، وإدانةِ الحُسينِ سلامُ اللهِ عليه. 

 

سابعاً: وممّا يكذّبُ هذا الحوارَ الذي ينقلُه إبنُ سعدٍ وأنّهُ حصلَ في مكّةَ أثناءَ خروجِ الحسينِ (ع) منها بإتّجاهِ العراقِ، أنّ بعضَ رواياتِنا الصّحيحةِ، وبعضَ النّصوصِ التاريخيّةِ مِن كتبِ أبناءِ العامّةِ تنصُّ انّ محمّداً بنَ الحنفيّةِ لم يخرُج منَ المدينةِ، وكانَ آخرُ عهدِ الحُسينِ (ع) بأخيهِ محمّدٍ في المدينةِ المنوّرةِ، وليسَ في مكّة. 

روى إبنُ قولويه بسندٍ جميعُ رجالِه فقهاءُ أجلّاء عيونٌ ثقاتٌ عَن أبي جعفرٍ الباقرِ (عليهِ السّلام) قالَ : كتبَ الحسينُ بنُ عليٍّ مِن مكّةَ إلى محمّدٍ بنِ عليٍّ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ منَ الحُسينِ بنِ عليٍّ إلى محمّدٍ بنِ عليٍّ ومَن قبلَه مِن بني هاشمٍ ، أمّا بعدُ فإنَّ مَن لحقَ بي إستُشهِد ومَن لم يلحَق بي لم يدركِ الفتحَ. والسّلام. (كاملُ الزّيارات ص157) 

كتبَ الحسينُ مِن مكّةَ إلى إبنِ الحنفيّةِ ... وهذا يعني أنّ محمّداً بنَ الحنفيّةِ لم يكُن في مكّةَ، بل بقيَ في المدينةِ، مُطيعاً لإمامِ زمانِه، ومُتحمّلاً عِظمَ المسؤوليّةِ التي أوكلَت إليه.

وقد نصَّ الدينوريُّ على أنّ محمّداً بنَ الحنفيّةِ أقامَ في المدينةِ، ولم يذكُر شيئاً عَن خبرِ خروجِه إلى مكّةَ، حيثُ قالَ: فلمّا أمسوا، وأظلمَ اللّيلُ، مضى الحسينُ (رضيَ اللهُ عنه) أيضاً نحوَ مكّةَ، ومعَهُ أختاهُ: أمُّ كلثومٍ، وزينبُ، وولدُ أخيهِ، وإخوتُه: أبو بكرٍ، وجعفرٌ، والعبّاسُ، وعامّةُ مَن كانَ بالمدينةِ مِن أهلِ بيتِه، إلّا أخاهُ محمّداً بنَ الحنفيّةِ، فإنّهُ أقامَ. (الأخبارُ الطّوالُ: ص٢٢٨) ولم يذكُر الدينوريُّ أيَّ لقاءٍ ومحادثةٍ للحُسينِ (ع) معَ محمّدٍ بنِ الحنفيّةِ، معَ ذكرِه لمُحادثةِ إبنِ عبّاسٍ له. 

وذكرَ إبنُ أعثمَ والخوارزمي خبرَ لقاءِ الإمامِ الحُسينِ (ع) بمحمّدٍ بنِ الحنفيّةِ في المدينةِ، ولم يذكرا لهُ أيَّ لقاءٍ في مكّة.

ولم يذكُر الشّيخُ المفيدُ في الإرشادِ إلّا لقاءَه بالإمامِ في المدينةِ، ولم يذكُر أنّهُ إنتقلَ إلى مكّةَ وحاولَ منعَه هناك. 

 

النّتيجةُ: ظهرَ ممّا تقدّمَ أنّ بقاءَ محمّدٍ بنَ الحنفيّةِ كانَ بتخطيطِ الإمامِ المعصومِ (ع) وأمرِه، ليقومَ بأدوارٍ مهمّةٍ بعدَه، وخيرُ مَن يعينُه هُم أبناؤه، كما بيّنا ذلكَ. 

 

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.